اليوم وقد أصبح السويسري جياني إينفانتينو رئيسا للجامعة الدولية لكرة القدم خلفا لمواطنه جوزيف بلاتر، ستكون على طاولة العمل العديد من الملفات الكبرى، لعل أكبرها مواصلة مسلسل الإصلاحات داخل الفيفا لرأب ما كان من صدع وللقطع مع ما كان من فساد أضر بسمعة المؤسسة الرياضية الأكثر متابعة إعلاميا في العالم. وإذا كان من بين الأولويات أيضا متابعة تحضيرات روسيا لتنظيم كأس العالم 2018 والحسم بشكل نهائي وقطعي في توقيت كاس العالم بقطر عام 2022 بعد أن كان قد تقرر له على عهد بلاتر شهري نونبر ودجنبر، فإن الفيفا ستقرر على عهد إينفاتينو الذي ستنتهي ولايته سنة 2020 في أمر تنظيم كأس العالم لسنة 2026. وبالنظر لما كان قد أثاره من جدل كبير إسناد كأس العالم 2018 لروسيا وكأس العالم 2022 لقطر، فإن اللجنة التنفيذية والكونغرس تبنيا قرارا يقضي بأن تكون الجمعية العمومية المشكلة من 209 إتحادا وطنيا هي من يعين البلد المنظم لكأس العالم، ما يعني أن التصويت على الدول المتنافسة على تنظيم كأس العالم إعتبارا من نسخة 2026 سيكون من إختصاص الجمعية العمومية وليس من اختصاص المكتب التنفيذي بأعضائه 24 كما كان الحال في السابق. واعتبارا إلى أن المغرب الذي طارد حلم تنظيم كأس العالم أربع مرات كان آخرها عام 2010 الذي خصص للقارة الإفريقية بتوجيه من بلاتر ومنح لجنوب إفريقيا بصورة فيها كثير من التواطؤ عرت عنها فضائح الفساد، يحدوه أمل كبير لأن يكون مونديال 2026 في صلب رؤية المغرب 2030، وقد بات يتوفر على التجهيزات الرياضية والطرقية والفندقية المنصوص عليها في دفتر التحملات، فإن الرهان كبير في أن يعود المونديال لإفريقيا سنة 2026 من بوابة المغرب. والمؤكد أن هذه الرغبة التي قد يعبر عنها المغرب عندما يفتح باب الترشيح قريبا من قبل الفيفا، ستواجه بكثير من التحديات، منها أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتطلع مجددا لتنظيم المونديال بعد أن كان لتنظيمه لأول مرة سنة 1994 تداعيات إيجابية رياضية كثيرة، ومنها أن المغرب سيوضع في مواجهة قوى عظمى كما كان الحال سنوات 1994 و2006 بالخصوص. ولربما سيكون مفيدا للمغرب ولإفريقيا أن يتشكل من الآن لوبي داخل الفيفا لفرض نظام المداورة بين القارات فيما يتعلق بتنظيم كأس العالم، كما كان الحال سنة 2004 عند إسناد مونديال 2010 حيث قرر بلاتر وضع نظام المداورة لحماية حق إفريقيا في تنظيم المونديال، إلا أن المكتب التنفيذي للفيفا عاد بعد ذلك وألغاه. فهل يكون إينفانتينو فأل خير على المغرب؟