عندما يأتي ذكر الفرنسي هيرفي رونار، تعود بنا الذاكرة إلى إنجازين كبيرين حققهما من سيلقب بالساحر الأبيض، وهو ذات اللقب الذي حمله قبله مواطنه فيليب تروسيي الذي كان له مرور سريع بالفريق الوطني، الإنجاز الأول أنه قاد المنتخب الزامبي للفوز ضدا على كل التوقعات بكأس إفريقيا للأمم سنة 2012، أما الإنجاز الثاني فهو قيادته لمنتخب الكوت ديفوار للفوز بلقب إفريقي إنتظرته الجماهير الإيفوارية لمدة 23 سنة. وهذا مختصر للسيرة الذاتية للرجل الذي أصبح منذ اليوم الثلاثاء مدربا وناخبا وطنيا. كوت ديفوار ترى النور بعد أكثر من 23 عاماً استطاع منتخب كوت ديفوار الفوز بكأس الأمم الإفريقية على حساب نفس المنتخب غانا وبنفس الأسلوب عبر ضربات ترجيحية ماراثونية، وصانع هذا الانجاز كان الفرنسي هيرفي رونار الذي بات المدرب الأول الذي يحرز اللقب مع دولتين مختلفتين بعد أن فاز بها مع زامبيا عام 2012 فمن هو هذا الساحر الأبيض الجديد. البدايات ونقطة التحول لم يكن رونار لاعباً معروفاً رغم أنه أمضى في الملاعب أكثر من 18 عاماً، حيث لعب في البداية مع أس كان لسبعة أعوام ثم مع ناديي ستاد دو فالوري ودراغوينغان في الدرجات الأدنى ليعتزل في العام 1998 دون أي بصمة كبرى كلاعب. لكن اللاعب الشاب كان على علاقة وطيدة بالمدرب الشهير كلود لوروا الذي اصطحبه معه ليعمل مساعدا له في نادي شانغهاي كوسكو الصيني، ثم اختير مدرباً لنادي كامبريدج يونايتد الانجليزي قبل أن يقال بعد 25 لقاءً فقط لسوء النتائج، فاتجه إلى ناد فرنسي في دوري المقاطعات أي ما يعادل تقريباً الدرجة السابعة الفرنسية ويدربه من عام 2005 إلى 2007. لكن كلود لوروا عاد واصطحبه معه كمساعد خلال تدريبه لغانا عام 2007 لتكون نقطة التحول في مسيرة هذا المدرب الذي بدأ بالتدريب في قارة إفريقيا من وقتها. إفريقيا والمجد بعد عام كمساعد للوروا في منتخب غانا تم تعيين رونار كمدرب لمنتخب زامبيا في العام 2008 حيث نجح في قيادتهم للدور ربع النهائي لكأس غلإريقيا للأمم لعام 2010 للمرة الأولى منذ 14 عاماً، لكنه ترك الفريق قبل نهاية عقده بأسبوعين فقط واتجه لتدريب أنغولا لفترة قصيرة قبل أن يعين مدرباً لنادي اتحاد العاصمة الجزائري ليتصل معه الاتحاد الزامبي مجدداً خلال هذه الفترة ويطلب منه قيادة الفريق في بطولة كأس الأمم الإفريقية لعام 2012، وقد وافق رونار على عقد مدته عام واحد، واستطاع تحقيق ما يشبه المعجزة عندما قاد الفريق غير المرشح للبطولة متجاوزاً منتخبات قوية جداً كالسنغال وغانا وكوت ديفوار ويفوز على الغابون في النهائي ويحرز اللقب ويهدي اللقب ل 18 لاعباً الذين توفوا في حادث الطائرة الشهير . لكن المدرب فشل في العام التالي من تجاوز دور المجموعات في كأس إفريقيا للأمم لعام 2013 والتي جرت بعد بطولة 2012 بعام واحد بغية اعتماد تنظيمها في السنوات الفردية حتى لا تتضارب مع كأس العالم، وقد تحمل رونار المسؤولية عن الخروج لكنه انتقد اعتماد نيجيريا بطلة العام 2013 لتلعب كأس القارات بدلاً من منتخبه. لم يكمل هذا المدرب مسيرته مع المنتخب الزامبي رغم أنه جدد العقد قبل ذلك بفترة قصيرة حيث كان هناك احتمال أن يدرب نادي سوشو الفرنسي الذي أعلن ذلك رسمياً في السابع من أكتوبر عام 2013 لكن سوء النتائج وهبوط الفريق إلى الدرجة الثانية ساهم برحيله مبكراً حيث أعلن عن تعيينه مدربا للمنتخب الإيفواري لفترة قصيرة تنتهي بنهاية كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في غينيا الاستوائية سنة 2015. وسينجح الساحر الأبيض في قيادة الأفيال إلى لقبهم الثاني في مسيرتهم والأول منذ 23 عاماً ليدخل التاريخ وهو في عمر ال 45 ليكون أول مدرب يقود منتخبين للقب البطولة القارية الأغلى خلال عامين فقط. ليل نسخة من سوشو حاول رونار العودة مجددا لأجواء البطولة الفرنسية بعد انفصاله عن المنتخب الإيفواري ليمسح الصفة التي لازمته من أنه غير قابل لتحقيق النجاحات مع الأندية الفرنسية كما كان الحال مع المنتخبات الإفريقية، إذ سيتعاقد مع نادي ليل يوم 25 ماي 2015 بموجب عقد يمتد لثلاث سنوات، إلا أنه سيتم فسخ عقده بعد ستة أشهر تحديدا يوم 11 نونبر 2015 بسبب ضعف النتائج. وسيكون يوم الثلاثاء 16 فبراير مقترنا بعودة الساحر الأبيض مجددا إلى إفريقيا حيث أصبح مدربا للمنتخب المغربي بدلا من الزاكي بادو.