ستقدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رسميا في ندوة صحفية المدرب الفرنسي هيرفي رونار الذي سيتولى قيادة المنتخب الوطني خلفا للمدرب بادو الزاكي الذي أقيل من مهامه يوم الأربعاء الماضي. رونار ليس اسما غريبا عن محيط المنتخب الوطني، لقد ظل اسمه يتردد منذ فترة طويلة، كما أنه عبر أكثر من مرة عن رغبته في قيادة الأسود. لقد كان رونار دائما الخيار الأول لفوزي لقجع، إلا أن التزامات الرجل المهنية، ثم السياق الخاص الذي جاءت فيه الجامعة وقرب موعد كأس إفريقيا 2015 التي كان مقررا أن تنظم بالمغرب، عوامل دفعت أصحاب الشأن إلى التعاقد مع الزاكي. هنا يبرز التساؤل هل بإمكان رونار أن ينجح مع المنتخب الوطني ويقوده لتحقيق ما لم يتحقق في السنوات السابقة؟ لقد فشل رونار في كل التجارب التي خاضها على مستوى الفرق، وخصوصا مع فريقي سوشو وليل، إذ حقق نتائج باهتة، لكن عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الإفريقية فإن رونار يظهر بوجه آخر..لقد قاد منتخب زامبيا إلى الفوز بلقب كأس إفريقيا 2012 التي جرت بالغابون وغينيا الاستوائية، مفجرا مفاجأة من العيار الثقيل، كما أنه أعاد نفس السيناريو مع منتخب الكوت ديفوار في دورة 2015 التي جرت بغينيا الاستوائية. مع زامبيا وبقدر ما بدا الفوز مفاجئا للكثيرين، إلا أنه جاء تتويجا لمسار منتخب كافح إلى النهاية..فهذا المنتخب كان قد بلغ ربع نهائي دورة أنغولا 2010، كما أنه شكل حالة خاصة لأنه كان يضم في صفوفه مجموعة كبيرة من اللاعبين، الذين خاضوا مباريات عديدة في ما بينهم، قبل أن ينفجر أداؤهم في «الكان»، خصوصا أن ذكرى سقوط طائرة المنتخب الزامبي بالغابون سنة 1993، كانت حافزا كبيرا للاعبين ليقدموا كل ما لديهم..وقد عرف رونار وقتها كيف يحفز لاعبي المنتخب الزامبي ويتمكن رفقتهم من الظفر باللقب. مع منتخب الكوت ديفوار، كانت التجربة مغايرة فالمنتخب الإيفواري يخوض دائما النهائيات كمرشح للفوز باللقب، بل إن هذا المنتخب هو الذي خسر أمام زامبيا في دورة 2012 بالضربات الترجيحية، وتخلى عنه الحظ أكثر من مرة، قبل أن ينصفه القدر في دورة 2015 ويتوج باللقب بالضربات الترجيحية على حساب منتخب غانا الذي كان قريبا من الفوز في المباراة، ثم في الضربات الترجيحية عندما أضاع لاعبو الكوت ديفوار ضربتين متتاليتين، قبل أن ينقلب المسار بعدها، ويجد رفاق يحيي توري أنفسهم أبطالا لإفريقيا، لكن بأداء متوسط لم يرق إلى مستوى المجموعة التي يتوفر عليها المنتخب الإيفواري.. مع المنتخب الوطني تبدو الصورة مختلفة تماما، فلا نحن ينطبق علينا وضع المنتخب الزامبي، ولا وضع المنتخب الإيفواري، ناهيك عن أن الطريقة التي جاء بها إلى المغرب ستضعه تحت ضغط رهيب، علما أنه في تصفيات كأس إفريقيا يحتل المنتخب الوطني المركز الأول برصيد 6 نقاط، كما أنه على مستوى كأس العالم بلغ الدور الأخير من التصفيات.. في النهاية نأمل أن يقود رونار المنتخب الوطني إلى الفوز بكأس إفريقيا والتأهل إلى مونديال روسيا 2018..