سيروا فْ حالكم لم تفجّر المشاركة المغربية بدورة لندن أية مفاجأة إلى حد الساعة، بل سار كل شيء تماما كما خطط له المسؤولون المغاربة، فلم يصل أي مغربي أو مغربية إلى الأدوار النهائية، ولم يفز أحد طبعا بأية ميدالية.. لقد كانت النتائج التي حققها أولمبيونا إلى حدّ الآن منتظرة، علاه شكون قال بلي شي مسؤول عندنا كان كيخطط يطلع البوديوم؟ لم يُصدم المغاربة مثلما صُدموا يوم اكتفى الأسطورة سعيد عويطة بالبرونزية في دورة سيول، أو يوم تعثر الأسطورة هشام الكروج تحت أقدام الجزائري مرسلي بدورة سيدني، لأن وقع السقوط المغربي المتكرر في لندن كان متوقعا، فنحن شعبٌ لا نُصدم إلا إذا سقطت الأساطير، وليس بين أبطالنا الذين حملوا الراية وأسقطوها أسطورةٌ واحدة، أي ليسوا أبطالا خارقين، بل يكادون يشبهوننا نحن المواطنين البسطاء... فايْتينا غير بلونطريما. عندك الحق، شفتي الملاكمين اللي مشاو للأولمبياد؟ والله يشدهم غير واحد خاينة عندنا في الدرب حتى يحاميهم كاملين. واش كيحساب ليك الملاكمة غير كروشِيات، البوكس تبدل أولدي ولّى كلو قراية. علاه البوكسورات عندنا ما كيقرِّيوْهمش؟ إيوا راه كيدرّبهم عبد الحق عشيق، غير إيلا ما بغاوش يقراو. الإنسحاب الجماعي المؤلم للمغرب من منافسات الأولمبياد تجلى فقط في منتخب كرة القدم، حيث شعر المواطنون بأن أولئك اللاعبين يستحقون البقاء أكبر وقت ممكن في الأولمبياد، لكن «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، فلولا هذا الإقصاء لما فكّر المسؤولون في إقالة المدرب الهولندي بيم فيربيك الذي تعرّت سوأته التقنية في الدور الأول، ولولاه لما مُنح رئيسُ الحكومة السيد عبد الإله بنكيران الأسباب الكافية ليقول «بسم الله» في مشروعه الإصلاحي الجديد، فلم يعد مستساغا الآن أن يتعذر السي بنكيران بوجود أشباح غدّارة لا تُرى تعرقل مسيرته، أو تماسيح نهّاشة تغطس في الماء وتتخفّى، لأن الذي قادنا إلى الهزيمة لم يكن شبحا لا يُرى، وليس تمساحا ينهش راتبا ضخما ويغطس، بل إنه مجرد بشر إسمه بيم فيربيك. آش بغيتي رئيس الحكومة يدير؟ ياك قال لينا هو غادي يحارب الفاسدين؟ إيوا ما في خباركش بلي ما بقاش غادي يحاربهم؟ قال ليهم أسيدي: «عفا الله عما سلف». هاديك «عفا الله عما سلف» هي اللي بغيناها. حسناً فعل السيد رئيس الحكومة حين أعلن عن خطته الجديدة لمحاربة الفساد، إذ أنه بدل معاقبة الفاسدين والمفسدين بإدخالهم إلى السجون ثمنا لأخطائهم الفادحة، فإنه قرر تطبيق مبدأ «عفا الله عما سلف».. فهذا سيمنح كل المسؤولين الذين أخطأوا في حق الرياضة المغربية شعورا بالأمان وهم يجمعون حقائبهم ويرحلون، لأن ما يمنع كبار المسؤولين من الإعتراف بخطاياهم هو الخوف من المساءلة، وما يجعلهم أكثر تشبثا بمناصبهم هو الخوف من العقاب. لذا، وأمام هذا «العفو» لم يعد للمسؤولين في اللجنة الأولمبية والجامعات الملكية أي مبرر للتمسك بمناصبهم، بل سيكون من الصفاقة ألا يبادروا هم بالإستقالة أمام هذا الخروج «المذل» للأولمبيين المغاربة، وهذا المَخرج «المحترم» الذي إقترحه رئيس الحكومة، غير سيروا ف حالكم، وعفا الله عما سلف! نريد أن نبدأ مرحلة جديدة تؤسس لتغيير شامل وحقيقي تختفي فيها التماسيح والأشباح، ويستعيد بها المغاربة مغربهم، المغرب الذي أنجب السملالي وعويطة وداودة والكروج وبيدوان... أليس مستفزا أن تبعث أستراليا سباحا واحدا انتزعت به تسعة عشر ميدالية فيما نحن أرسلنا جيشا لم يصل واحد منه إلى الأدوار النهائية؟ عرفتي كون كان السباح الأسترالي «فيلبس» مغربي كون راه عندنا دابا شي 19 ميدالية. كون كان هاد «فيلبس» مغربي كون راه ما مشاركش دابا في الأولمبياد. علاش؟ ما مْساليش، غادي تلقاه هاد الصيف خدام ميطر ناجور في سيدي رحال. نافذة هاديك «عفا الله عما سلف» هي اللي بغيناها