سيظل تاريخ الأحد خامس غشت 2012 محفورا إلى الأبد في ذاكرة الألعاب الأولمبية بعد المشاركة المتميزة للعداء الجنوب افريقي أوسكار بيستوريوس الذي أضحى أول رياضي معاق مبتور الساقين يشارك في الألعاب الأولمبية. وقد احتل العداء الإفريقي خلال مشاركته في دور نصف نهاية سباق 400م ٬ إلى جانب عمالقة هذه المسافة٬ الصف الثامن بتوقيت 46 ثانية و54 جزء من المائة. وبغض النظر عن النتيجة٬ فإن مشاركة هذا العداء الذي يستعيض عن ساقيه٬ المبتورتين منذ أن بلغ ال11 شهرا من عمره بسبب عيب خلقي٬ بلوحين من الكربون القاسي٬ كان مثار إعجاب شديد من لدن نحو 80 ألف متفرج غصت بهم جنبات الملعب الأولمبي بلندن٬ والذين وقفوا جميعهم لدعمه وتشجيعه والتعبير عن تقديرهم لإصراره على التشبث بحبه للرياضة والتنافس الشريف. وأجمع عدد من الصحافيين الرياضيين في مختلف وسائل الإعلام البريطانية على التأكيد على أن مشاركة العداء الجنوب إفريقي في هذا السياق إلى جانب نخبة من كبار الرياضيين المرموقين يشكل مناسبة للاحتفاء بالقيم النبيلة للمساواة والتي يجب أن تساهم الرياضة في تمثيلها وتكريسها على أرض الواقع. وبالمقابل٬ فقد أثارت هذه المشاركة الكثير من التعاليق والتساؤلات بخصوص المعدات والألواح التي استند إليها أوسكار بيستوريوس للوقوف والجري. واعتبر عدد من المعلقين٬ ومن بينهم العداء الأمريكي المعتزل الشهير مايكل جونسون٬ أحد أيقونات سباق 400 م في العالم٬ أن استخدام ألواح من الكربون القاسي يمنح العداء امتيازا بدنيا مقارنة مع منافسيه. وأكد في هذا السياق أن هذه المشاركة "تعد غير عادلة ومنصفة" من هذا المنطلق. ونقلت وسائل الإعلام البريطانية٬ عن دراسات طبية٬ تأكيدها على أن سباقات العداء الجنوب إفريقي تأخذ مسارا مختلفا واضحا عن باقي العدائين. ذلك أنه بعد انطلاقة بطيئة٬ نتيجة المعدات التكنولوجية التي يستند إليها٬ بدأ بريستويوس في الرفع من سرعته بشكل كبير ولاسيما في المائة متر الأخيرة وذلك بالتزامن مع بداية شعور باقي العدائين بالتعب والإرهاق. وأشارت دراسات أخرى إلى أن الألواح الكربونية قد تساعد العداء على قطع مسافات طويلة بشكل مريح عوض الساقين الطبيعيتين اللتين تتعرضان للتعب. وكتبت صحيفة الغارديان في معرض تعلقيها على مشاركة بيستوريوس٬ أنه بغض النظر عن النقاش الدائرة بخصوص اللوحين الذين يستند إليهما٬ فإن ولوجه غمار التنافس على مستوى الألعاب الأولمبية يعد فرصة ثمينة وتاريخية بالنسبة لعالم رياضة الأشخاص المعاقين٬ مشيرة إلى أن من شأنها أن تقدم صورة إيجابية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في عالم الرياضة. وكتبت صحيفة التايمز من جهتها أن الرياضيين من طينة بيستوريوس يشكلون نموذجا مشرفا لإقناع الشباب الذين يعانون من الإعاقة من أجل الإنخراط في ممارسة الرياضة ودخول غمار المنافسات الرياضية وتخطي الصعاب والعراقيل. وكالات