كونطراطاك أكرم الذين كانوا يبحثون عن عبد الإله أكرم في الفترة الأخيرة، عادوا ليجدوه على أعمدة الصحف وعلى صدرها تحديدا في صورة بدا وكأنها مستنسخة وما تغير فيها هي الوجوه التي تقف مبتسمة بجانبه.. كثيرون سلخوا جلد أكرموفيش قبل التأكد من قتله، بعد أن راهنوا على سقوط إمبراطوريته لصالح التسونامي القادم من لوازيس وركب على موجه بودريقة الذي هو في عمر صنو أكرم حفيظ.. و أكثر كل هؤلاء من محور الرجاء والذين خرجوا ليتغنوا بجفاف منابع أكرموفيش في عز الصيف. غير أن العارفين بالخبايا كانوا يدركون أن الرجل تعلم الكثير من الفيفا التي أصبح واحدا من أرقامها التنظيمية، إذ أنه بمجرد وصوله للمحراب السويسري حتى تغيرت الكثير من تقاليده، فشرب لبن السباع ليطلع كل مرة على الجامعة بتصريح، كما أنه استلهم الكثير من أساليب الثعلب بلاتير الذي يؤمن بحقيقة الصمت حكمة وأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، كما يفعلها اليوم مع بنهمام و بيكنباور وحتى ولي نعمته السابق هافيلانج.. أكرم إختار نوعا خاصا من الكونطراطاكات التي بإمكانها إعادة الإعتبار لإسمه في السوق، لذلك إختار «التايمينغ» المناسب للرد على الرجاء بجلبه للاعبين إقتربوا في فترة من الفترات من النسور أو أنهم حملوا ألوان الرجاء فيما مضى، وليؤكد أن عظمه أنشف مما توقعه البعض. رائع جدا أن ينبعث أكرم من رماده في التوقيت المناسب، وفي ظرف سرق فيه الرجاء الأضواء من الجميع بما فيهم البطل لا لشيء سوى لأنه كشف عن سخاء كبير في ميرحاضو الصيف، وهو ما يفسر حقيقة الأشياء في الكرة المغربية التي لا تنظر للألقاب بقدر ما يستهويها البريستيج والإستعراض. العودة القوية لهذا المسير الذي ينجح كل مرة في صناعة الحدث بمواقفه التي لا تخلو من جرأة وأحيانا طرافة، مؤكد أنها ستشعل البطولة الوطنية وستعيد التوازن لديربي البيضاء في الكواليس قبل أن يهيء غايبي موعد القمة فوق الكازون.. غير أنه في خضم كل هذه التعادقدات الودادية، سيكون من الأفيد لو تم تذكير الجميع بما قاله أكرم قبل أن يخرج على عالم الكرة والتسيير بودريقة بكل جنونه، إذ أنه أصر على أن الوداد لن يقوم بأي من التعاقدات والمخول له أمر السوق هو الإسباني فلورو. قبل أيام وبعد تجاوز الوداد لأكاديمية ديالو بطريقة قيصرية، سافر بينيطو فلورو لإسبانيا لقضاء ما تبقى له من عطلة وقبل أن يرتد له طرفه سيعود ليجد أكرم وقد «جمل» بضاعة السوق دفعة واحدة بعيارات ناسفة يجهل مدرب الريال سابقا الكثير عنها في قمة التناقض بين القول والفعل.. لذلك نحتاج لسنوات أخرى إضافية كي نصدق أن من يقدم على التعاقدات في بطولتنا هو المدرب وليس المسير، لأنه ببساطة تعودنا على ضيافة هذا المدرب لسبعة أيام وبعدها ينتهي الباكور بسرعة، ليرحل القبطان ويترك الغلة للمسير كي يتاجر بها بالطريقة التي تروق له، ولتبقى باقي التصريحات مجرد أدوات للإستهلاك. لا يسع المتتبع للمشهد البيضاوي إلا أن يسعد في نهاية المطاف لكونطراطاك أكرم في السوق الصيفية، لذلك لا يحتاج هذا المتتبع لكثير من الجهد ليشاهد السعادة طاغية على ملامح العراب الودادي دون أن يتخلى حتى في عز الحر عن ربطة عنقه الحمراء.. كونطراطاك يعد بديربي آخر غير الذي إغتالته «باسطا» الماكانة الرجاوية محفز على المتابعة، رغم نصائح البعض للعمل بمقولة «بيناتكم أبيضاوة».. وأكرم أثبت ذكاءه برفضه مواجهة البارصا كي يقدم لبودريقة و الرجاء الهدية المسمومة بكشف عورة البضاعة التي صرف عليها المليار..وهذا ربما أجمل كونطراطاك للرجل الأحمر