>واقيلا عيط حسن مومن على قهوة نص نص مني كان جالس مع رباعتو باش يصايبو منتخب نص نص<· هي جملة هزلية وللمزاح ليس إلا، ولكن الحقيقة أن اللائحة الأولية هي بمعيار >نص اللي هنا ونص اللي هناك<، ولائحة فرضها تفكير الرجل بتشارك مع طاقمه على الأقل لوضع حد لكثير من الألسنة الفنية المقربة بالميدان والتي كانت وما زالت تنادي بضرورة العودة للبطولة كقوة راسخة مدعمة بأقلية المحترفين·· ومع أن النتائج عاكست الطاقم وفجرت كثيرا من الأسئلة لدرجة فقد فيها الجميع خيط الإرتباط والإنسجام والتلاحم، ومع أن مباراة الكاميرون تطل علينا عن قرب في موقعة جحيمية نريدها جميعا أن تكون مسحا شرفيا لمشوار سيء وإعادة السمعة للكرة المغربية، عرج مومن ومن معه على تلقائية الإختيار الجديد للائحة بخليط >طَرّبَه< لأول مرة بهذا العدد الكبير من لاعبي البطولة على توابل المحترفين كمؤشر يمهد للمستقبل على أن البطولة ستصبح هي سيدة الموقف، وسيكون مومن مسؤولا مجددا عن إختياراته هاته وعن حسمها لاحقا لمعرفة النوايا التي يجترها أصلا للتعامل مع الكاميرون وليس للتعامل مع المسؤولين والمدربين وغيرهم·· وما أعرفه جيدا أن 18 لاعبا من البطولة لو احتفظ بها فقط لملاعبة الكاميرون ربما سيحدثون المفاجأة مثلما فعلت الدانمارك في كأس أوروبا سنة 1992 ونالته من دون أن يصدق أحد أنها كانت تلهو في الشواطئ وخارج النص ليتم دعوتها وتفوز بالكأس، وربما تأكد مومن أن لاعبي البطولة أقوى من محترفي الكاميرون من أمثال من اختارهم لهذا الجحيم، وقد ينجح في الإبقاء عليهم مقابل تقليص المحترفين الذين استشعر من خلالهم معاناة كبيرة· لكن ما هو بديهي أن من بين 18 لاعبا من البطولة، توجد وجوه معروفة في الحراسة الدولية وأسماء إضافية لا محيد عنها من أمثال أولحاج والراقي والمهدوفي، وعداها نودي عليه لأول مرة وبعضهم كان في اللوائح السابقة، لكن الأجود من كل هؤلاء في نظري والذي يدخل سياق التألق وشرعية الإحترام هو النجم الواعد عمر نجدي، وأضف إليه المدافعين السقاط والزروالي الذي يعجبني منذ مدة طويلة ولم ينظر إليه كمدافع طوارئ، ما يعني أن هذه الأسماء لها قيمتها الإفريقية مع أنديتها وكان عليها أن تكون حاضرة، أما الأسماء الأخرى فلا يمكنها أن تدخل جحيما تاريخيا وهي لا تملك أي حس دولي ولا حتى ارتباط بمعسكر جماعي لتتناغم مع كل مكونات المنتخب المغربي، ولست قاسيا هنا على لاعبي البطولة لأنهم مظلومون من الجامعات السابقة إلى اليوم، ولن يكونوا مؤهلين إلا في السنين المقبلة وفق سياسة التجديد، علما أن البطولة الوطنية في نظري لا تملك الأسماء الوازنة وصناع القرار في كل المواقع بالمنتخبات جميعها، لذلك فزج لاعبي البطولة بهذا الإختيار الكبير في لقاء الكاميرون سيكون له دواعيه الإيجابية في المواقع المؤثرة فقط كالدفاع في خطه الأيمن والأيسر ومتوسطه العام في حالة الطوارئ (أي إصابة وادو أو بنعطية)، لكن أن يكون له اهتمام كبير ورسمي بكثرة عددية في لقاء حاسم نأمل من خلاله تحقيق مكاسب الفوز، فيعتبر ذلك منطق مجازفة محسوب على المدرب جملة وتفصيلا· ما يجب أن يعرفه مومن أن المحترفين هم النواة الحقيقية للمنتخب الوطني، وهم الأقدر لصياغة وقراءة لغز محترفي الكاميرون بمثل ما فعلوه في الذهاب برغم المقارنات والأجواء التي كان بوسع المغرب أن يعود من خلالها بفوز تاريخي من الكاميرون وهي في أسوإ حالاتها، وكل الأسماء المحترفة الموجودة لها ميزانها الطبيعي بين مغاربة أوروبا، ومغاربة البطولة المحترفين (زمامة، بنجلون، عدوة، العلاوي، أبوشروان، بنزوكان)، وحتى مغاربة أوروبا لهم ثقلهم ووزنهم الكبير، فقط يجب احتواؤهم في منظومة الخطاب الموحد والتجمع الواحد والفيلق الواحد أي بثقافة وحوار المدرب وطاقمه صاحب الرئاسة الفعلية للجوقة· تصوروا لو كان لاعب كرة أبكما (زيزون) نجما كبيرا داخل فريق ما أو منتخب ما يتكلم جميعه لغات متعددة، ستراه يؤسس لنفسه ثقافة حوار بالإيماءة ليتقرب من زملائه ليس لأنه نجما، بل لأنه يريد أن يدخل فيلقا موحدا، وتساعده نفسيته من أن ينال عطف الكل، لذلك ما أراه جوهريا أن يكون المحترفون بمثابة هذا الأبكم لمواصلة التألق بالمنتخب المغربي شريطة أن يكون لاعبو البطولة رجالا لا أصحاب نقابات لكون قضية الخسارة والإقصاء تهم جميع اللاعبين، وهنا أنصح مومن أن ينادي على كأس حليب بنسمة قهوة، وليس نص نص لأنها >كتفيقْ<، وأتمنى أن يشرب هذا النص النص ليلة الكاميرون ليفوز بالمباراة، لرد الإعتبار لكل الفاشلين السابقين إيمانا مني بأن التغيير الدفاعي والوسطي سيكون بدرجة عالية من الراحة·