أنا مدرب التحديات ولا أخشى المقارنات لم يكن أي أحد يتوقع عودة الإطار التقني البرتغالي جوزي روماو لفريق الرجاء الرياضي خلال الموسم الجاري، وبالضبط قبيل دخول الإستحقاقات الإفريقية التي أهلته لها إحتلاله المرتبة الأولى والظفر بلقب بطولة الموسم الرياضي الأخير 2008/2009، والذي حمل روماو على هودج الإعتزاز بالنفس والإعتراف بالجميل، وهو يستدعى من طرف الديبلوماسية البرتغالية وسفير بلاده بالرباط ليحتفي به لما قدمه لبلده من خلال فوزه ببطولة المغرب رفقة الرجاء التي أبت بعض جماهيرها المنظمة >لإيلترا إيغلز< إلا أن تبادل الحب بالحب، ونشوة الفوز بالإعتراف بالجميل وهي ترفع تيفو عملاقا يتضمن أسماء ثلاثة مؤطرين برتغاليين تعاقبوا على تدريب الفريق لفترات متباينة وإلى جانبهم العلم البرتغالي· هي لحظة تاريخية ستظل موشومة في ذاكرة روماو وفي سجله الرياضي، والأكيد أنها كانت الدافع الأساسي الذي جعله لا يتردد في العودة إلى القلعة الخضراء، ومن غير أي شروط تعجيزية· المنتخب سجلت لحظة بلحظة حيثيات عودة روماو للقلعة الخضراء وهي تحاوره على دفعتين قبل وبعد مباراة المغرب التطواني التي سجلت ثالث تعادل على التوالي للنسور الخضر· "المنتخب" حاورت روماو على دفعتين·· المنتخب: أول سؤال يطرح نفسه هو ما تعليقك على هذه العودة غير المنتظرة؟ جوزي روماو: هي فعلا عودة غير منتظرة في هذا الوقت بالذات، فقد قضيت موسما رائعا مع الرجاء توجناه بلقب البطولة وبالأفراج والأعراس التي شهدتها مدرجات مجموعة من الملاعب الوطنية ونحن ندبر مباراة بمباراة، كما أن عقدي مع الرجاء كان محددا في الزمان والمكان، وقبل انطلاق الموسم الرياضي الجاري كان مسؤولو الرجاء قد تعاقدوا مع من سيقود السفينة الخضراء بعدي، كما انهالت علي مجموعة من العروض من فرق وأندية متعددة عربية وإفريقية، ولم أتسرع في التوقيع لأي منها كعادتي دوما، إذ أنني أتريث كثيرا وأشرك معي زوجتي في ذلك حتى نتمكن من مناقشة العرض من كل جوانبه، كما أن هاجس تدريب منتخب بلادي ظل وما يزال يشغل بالي، لينضاف إليه اليوم رغبتي الكبيرة في الإشراف على الإدارة التقنية للمنتخب الوطني المغربي، وفي ظل كل هذه الأماني والعروض التي تجادبتني طيلة فترة نهاية عقدي مع الرجاء تجدد بي الإتصال عن طريق وكيل أعمالي لأجد نفسي أميل إلى العودة إلى المغرب وإلى البيت الرجاوي وجماهيره العريضة والعظيمة مع وضع شرط صغير يمكنه أن يفسخ العقد بطريقة تلقائية، وهو في حالة ما إذا تمت المناداة علي للإشراف على الإدارة التقنية لبلدي البرتغالي أو بلدي الثاني المغرب· المنتخب: أما كنت تفضل أن تتابع مباراة الرجاء والمغرب التطواني من المدرجات إعتبارا إلى وصولك المتأخر، وتؤجل بداية عملك إلى هذا الأسبوع؟ - روماو: كان هذا هو الإختبار الأسهل وأنا أرى فيه نوعا من الهروب إلى الأمام، أنا أمتلك الشجاعة الكافية لأتحمل المسؤولية بكامل تبعاتها، لذلك قلت أنني سأقود المباراة من مقعد البدلاء، وقد كنت مرتاحا جدا لذلك، وأبدا لا أعتبر في الأمر أي مجازفة·· المنتخب: فعلت ذلك لأنك كنت تعرف كل صغيرة وكبيرة عن الفريق؟ - روماو: فعلت ذلك لأنني رجل ملتزم، أحترم الجهة المرتبطة معي، والرجاء يستحق أن تعمل معه من دون حسابات ضيقة ومن دون إعتبار لأي سلوك أناني·· نعم أنا أعرف كل شيء عن الرجاء، ولكن لا تنسوا أن الفريق استعد للبطولة مع السيد موزير، ولعب مباريات معه، ما يعني أن هناك رؤية وفلسفة عمل، وأنا أحتاج لبعض الوقت لأغير هذه الرؤية إن لم تكن تتوافق مع رؤيتي الخاصة· المنتخب : كان سيكون رائعا لو أن الرجاء حقق الفوز في مباراته أمام المغرب التطواني وقدم لك أغلى هدية في يوم الرجوع؟ - روماو: للأمانة بذل اللاعبون كل ما يستطيعون من جهد للفوز بهذه المباراة، لذلك أحييهم على أدائهم، وأعتبر أن الأسلوب الذي لعب به الفريق دال على أن اللاعبين لم يبخلوا بأي شيء، ثم كيف لا يكون الإنسان سعيدا بالعودة إلى الرجاء وله هذا الجمهور الرائع الذي أضفى على الأمسية الكروية هالة من الإحتفالية·· المنتخب: تعود للرجاء وهو مواجه بكثير من الإلتزامات الوطنية والقارية، في ضوء ما شاهدته في المباراة الأخيرة هل أنت واثق من النجاح؟ - روماو: ما أنا واثق منه هو أن العمل ولا شيء غير العمل هو الذي يصنع النجاح، هناك إلتزامات كثيرة أولها مباراتنا أمام وفاق سطيف الجزائري عن كأس شمال إفريقيا، وهي مباراة مهمة لا بد أن نفوز بها ولنا كل الإمكانيات الفنية والبشرية لنصنع الفارق ولو أننا نرى دائما في وفاق سطيف منافسا قويا· المنتخب: ماذا كان ينقص الرجاء ليفوز على المغرب التطواني؟ - روماو: قليل من الحظ، لأنك عندما تشاهد ملخصا للمباراة تجد أن مهاجمي الرجاء وصلوا المرمى في أكثر من مناسبة وافتقدوا للحظ، عموما نحن أضعنا الفوز ولكن قدمنا مباراة كبيرة أمام منافس محترم بإمكانيات بشرية وتقنية محترمة· المنتخب: وهل بإمكانك أن تستدرك بعض النقط التي ضاعت من الفريق البطل، وبالتالي جعلته يبتعد عن مركز الصدارة الذي يتربع عليه فريق الدفاع الحسني الجديدي؟ جوزي روماو: ما زلنا في بداية مشوار البطولة وعودتي إلى المغرب جاءت من أجل مصلحة الرجاء والبحث عن المزيد من الألقاب ، فأنا كما تعلمون أحب التحدي، كما أن مهمتي لن تكون صعبة بحكم معرفتي الجيدة للعناصر الرجاوية، كما لن تكون سهلة ونحن نواجه فرق وطنية استعدت بما فيه الكفاية للتنافس على اللقب الذي ضاع منها الموسم الأخير، المهم أنني سأتدبر رفقة طاقمي التقني كل مباراة على حدة، لأن لكل مباراة أسلوبها وطقوسها الخاصة التي يفرضها الخصم· المنتخب: وما حظوظ فريق الرجاء في مباراة يوم غذ الثلاثاء أمام فريق وفاق اسطيف الجزائري؟ جوزي روماو: صحيح أن الفريق الخصم من العيار الثقيل، يمتلك لاعبين مهرة سبق وأن فازوا على الرجاء في دوري أبطال العرب، لكن لكل مباراة طابعها الخاص ورجالاتها كما سبق وأن أشرت بعد قليل، وسنعمل لنكون في المستوى بالرغم من أنني لم أواكب جاهزية كل اللاعبين عن كثب· المنتخب: هل انقطعت عن متابعة كل مباريات البطولة الوطنية منذ نهاية عقدك مع الرجاء الموسم الأخير؟ جوزي روماو: أبدا، فأنا مدرب محترف، ومهمتي تفرض علي مواكبة كل الدوريات العربية والإفريقية جديد، ولأواصل طلب المعرفة في هذا الميدان الشاسع والمتجددة أساليبه وباستمرار· المنتخب: وهل بإمكانك تأهيل المنتخب الوطني المغربي إلى المنافسات النهائية لكأس إفريقيا للأمم، إذا ما أسندت إليك مهمة الإشراف على إدارته التقنية؟ جوزي روماو: دعني أؤكد لكم شيئا مهما وهو أن اللاعب المغربي موهوب بطبعه ويتوفر على إمكانيات ومؤهلات تقنية ومهارية لا تتوفر لدى العديد من لاعبي دول أخرى أوروبية وغير أوروبية، ودليلي على ذلك الرسمية التي يحظى بها اللاعب المغربي المحترف بأوربا، وبحكم معرفتي الجيدة بالكرة المغربية سواء عندما أشرفت على تأطير الوداد البيضاوي أو الرجاء أو متابعاتي للبطولة المغربية فإن المغرب يتوفر على عناصر جيدة وقادرة على رفع كل التحديات، خصوصا إذا تمت تزكية هؤلاء المحليين ببعض العناصر المحترفة بالخارج للحصول على منتخب منسجم ومتكامل الخطوط، وفي ظل كل هذه المواهب المتوفرة من الصعب هضم متابعة نهائيات كأس العالم وكأس إفريقيا من غير مشاركة مغربية·