تدبير الذهاب دخل سفراء الكرة المغربية الثلاثة مرحلة الجد على مستوى المشاركة الإفريقية، ذلك أن الثلاثي الذي يحمل على عاتقه تمثيل الكرة المغربية في المحفل القاري سيكون عليه الإجتهاد أكثر حول ما ينتظره نهاية الأسبوع الجاري.. المغرب الفاسي الفارس الوحيد الذي يمثلنا في كأس عصبة أبطال إفريقيا والوداد والنادي المكناسي كفريقين يحملان على عاتقهما الدفاع عن لقب كأس الإتحاد الإفريقي الذي أعلن الولاء للكرة المغربية من خلال النسختين الأخيرتين بواسطة الفتح الرباطي والمغرب الفاسي. ومثلما عودتنا عليه المنافسات الإفريقية، فإن توالي الأدوار يعني أن المهام تزداد صعوبة والمتنافسون يرفعون من درجة المنافسة لتحقيق التأهل، معطيات تؤكد أن الثلاثي المغربي سيكون عليه اتخاذ الحذر والإحتياط خاصة أن الأمر هنا يتعلق بمباراة الذهاب.. قد يقول قائل أن الذهاب هو مجرد نصف معركة وخطوة أولى في انتظار خطوة الإياب، هي فكرة قد لا تكون صائبة، لأن تأجيل النجاح في عرف الحياة هو إعلان بالفشل، خاصة أن الحياة علمتنا عدم تضييع الفرص، وبالتالي فانتظار الإياب لحسم التأهل هو مخاطرة، وصدق من قال أن الحسم غالبا ما يكون في الذهاب أو على الأقل يعطي الإشارة الأولى لوضعية هذا الفريق ومدى حظوظه في التأهل إلى الدور الموالي. والأكيد أن هذه التوطئة تجرنا إلى ما ينتظر أنديتنا الثلاثة.. فالمغرب الفاسي والوداد والنادي المكناسي لا شك أنهم أخذوا بعين الإعتبار مباراة الذهاب والتعامل معها بذكاء كبير.. النمور الصفر تنتظرهم قمة عربية ملتهبة أمام خصم يعد من الأندية المجربة على المستوى الإفريقي، هي معطيات إن كانت تؤكد قوة هذا الفريق فإنها يجب أن تزيد من رغبة النمور في تسجيل نتيجة أكثر من مريحة في مباراة الذهاب تحسبا للإياب الذي لن يكون مفروشا بالورود والرياحين في القاهرة. وعلى الوداد أن يستحضر وهو يواجه نادي باماكو المالي ما ينتظره في مباراة الإياب من مفاجآت بمالي وما قد يكون له تأثير سلبي على المباراة خاصة أن الأدغال الإفريقية غالبا ما تكون حبلى بالأخبار غير السارة، لذلك تقتضي الضرورة أن يستغل الفرسان الحمر مواجهة الذهاب حتى يحقق نتيجة مريحة. وحتى وإن النادي المكناسي يخوض مباراة الذهاب خارج عرينه، فعليه التفكير فيها أكثر تفكيرة في مباراة الإياب، لأنه إذا ما حقق نتيجة إيجابية كلما اقترب أكثر من التأهل، وكلما كانت نتيجة الذهاب سلبية كلما صعبت من مهامه في الإياب، لذلك لا بد على الكوديم حتى وإن كان سيواجه خصما عنيدا ومجربا عليه أن يعود حيا أو ميتا بنتيجة مطمئنة من أبيدجان. نعرف أن المدربين الثلاثة، رشيد الطوسي وبينيطو فلورو وعبدالرحيم طاليب يفكرون كثيرا ويعدون الأسلحة التكتيكية لتحقيق المبتغى ألا وهو تسجيل نتيجة إيجابية، وقد يختلف هذا السلاح التكتيكي حسب الخصوم والطقوس التكتيكية التي تشبع بها كل مدرب، لكن الهدف يبقى واحدا والطموح يبقى أوحد والأماني لن تخرج عن إطار التفاؤل من أن الأندية المغربية عليها أن تعود سالمة غانمة من مباريات الذهاب التي تبقى نتائجها في رأيي حاسمة في تأهل أنديتنا للدور الموالي.