لماذا غيرتس؟ لا أعرف إلى الآن هل كانت الجامعة مصيبة في إسناد مهمة قيادة منتخب اللاعبين المحليين للمدرب والناخب الوطني إريك غيرتس؟ هل كان لزاما أن تعهد بإدارة منتخب له خصوصياته وله رهاناته وله سياقات زمنية سيتأسس على ضوئها ومن أجلها لمدرب يرتبط مصيره مع الجامعة إرتباطا وثيقا بما ستؤول له مبارتي الفريق الوطني الأول أمام غامبيا هناك ببانجول وأمام كوت ديڤوار هنا بالمغرب في الأسبوع الأول من شهر يونيو القادم؟ إن جاز القول أنني تأخرت في طرح السؤال بالنظر إلى أن الجامعة إتخذت قرارها قبل شهرين تقريبا وهي تجدد عند دراستها العميقة لتداعيات الخروج الصاغر من كأس إفريقيا للأمم 2012 بالغابون وغينيا الإستوائية الثقة في غيرتس وتنصبه أيضا مدربا للمنتخب المحلي، إلا أنه لا شيء يمنع من أن يصبح الأمر موضوع نقاش هادف وهادئ لا مزايدة فيه ولا مكان فيه لسوء النية.. كنت من الذين طالبوا بسرعة تشكيل منتخب للاعبين المحليين ولم أكن شخصيا لأتحفظ على تسمية غيرتس مدربا للمنتخب المحلي لولا أن هناك ما يفيد بوجود نوع من المجازفة الأقرب إلى المخاطرة في أن يرتبط حاضر ومستقبل هذا المنتخب بمدرب يعرف كلنا أن مصيره مع أسود الأطلس سيتقرر بشكل كبير عند إنتهاء الأيام العشرة الأولى من شهر يونيو القادم، كيف ذلك؟ كان من باب إحترام المبدأ وصيانة للعلاقة وتوطيدا للعزائم أن تعلن الجامعة وهي تعقد إجتماعا لمكتبها الفيدرالي بعد سقطة الغابون تجديد ثقتها في البلجيكي إريك غيرتس مدربا وناخبا وطنيا، فما كان هناك في صلب العقد ما يحتم ذلك، لطالما أن عقد غيرتس مع الجامعة لم يكن يشير لا من قريب ولا من بعيد لكأس إفريقيا للأمم 2012، لأنه مرتبط إرتباطا وثيقا بكأس العالم 2014 الذي تنطلق أدواره الإقصائية الجدية مطلع شهر يونيو. وحيث أن مجموعة الفريق الوطني التي تضم منتخبات كوت ديفوار، غامبيا وتانزانيا لن تؤهل للدور الإقصائي الثالث والحاسم غير منتخب واحد، فإن مصير الفريق الوطني سيتحدد بنسبة عالية عندما يلاقي غامبيا أولا يوم ثاني أو ثالث يونيو وكوت ديفوار ثانيا، يوم تاسع أو عاشر يونيو، ومعه أيضا سيتحدد مصير غيرتس، فإن خسر الفريق الوطني المبارتين معا لا قدر الله، أو حتى جنى نقطة واحدة منهما، فإنه سيكون حسابيا قد أعدم حظوظه في تصدر المجموعة، برغم أنه ستتبقى له أربع مباريات يخوضها كلها بدء من شهر مارس من عام 2013، لذلك لا أرى ما يربط غيرتس بالمنتخب المحلي في هذه الظرفية بالذات، برغم ما أنا واثق منه من نوعية الإضافة التي يمكن أن يقدمها ومما يمكن أن تقتصده الجامعة من وراء هذا الربط المنطقي في أساسه المهني وغير المنطقي بالإحتكام إلى الملابسات والظروف التي حكيت عنها.. كنت أتمنى لو أن الجامعة ربطت المنتخب المحلي بواحد من الأطر الوطنية الوازنة، خصوصا وأن بعضها حل من أي تعاقد، فقد كان ذلك سيضفي على العمل الذي نتطلع لنتائجه الفورية هالة من الثقة.. أتمنى أن لا أكون قد أسأت التقدير وأتمنى أيضا أن لا يخيب الظن.. ---------------- لا بد أن لاعبي الرجاء قبل مدربهم قد عضوا على أصابعهم ندما وهم يشيعون إلى مثوى الإقصاء المبكر بعد أن عجزوا عن تعويض ما كان من خسارة فادحة وثقيلة هناك بغانا أمام بركوم شيلسي عن ذهاب دور السدس عشر لعصبة أبطال إفريقيا.. الندم على أنهم أساؤوا تقدير ما كان ينتظرهم في غانا فتحالفت ظروف كثيرة عرفوا بعضها وتجاهلوا بعضها الآخر لتضعهم في موقف جلب لهم الإنتقاذ قبل الشفقة وباع جلدهم بثمن بخس، والندم أيضا على أنهم غالوا في تقدير مؤهلات لاعبي شيلسي فأبخسوا حق قدراتهم وضاعت منهم فرصة تحقيق المعجزة برد الصاع صاعين للفريق الغاني.. شاهدنا جميعا كيف أن لاعبي الرجاء روضوا بطريقة جيدة لاعبي شيلسي، أسكنوا ثلاث كرات في مرمى حارسهم، أضاعوا فرصا بالهبل وقص حكم المباراة أجنحتهم عندما رفض لهم ضربة جزاء أوضح من الوضوح، لقد كانوا قريبين من معادلة الرقم الذي أحدث ثقبا كبيرا في رؤوسنا جميعا، وفي ذلك تأكيد على ما كنت أصر عليه، من أن لاعبينا وأنديتنا لا يقدرون جيدا إمكانياتهم وقدراتهم التقنية والبدنية، إنهم لا يشبهون أندية ولاعبين يقول إحترافهم بأن لا مكان في العقول للمستحيل، نستطيع أن نفعل ، عندما يكون ممكنا أن نفعل.. لا أريد أن يغضب مني لاعبو ولا مدرب الرجاء، ولكن للأمانة فقد كانت جماهير الرجاء أكثر إحترافية، أكثر ثقة بالقدرات وأكثر تقديرا للدور التحفيزي الذي يمكن أن تلعبه.. أظهرت جماهير الرجاء أنها تحب بصدق وتغضب بصدق ولكن ما حدث أبدا أن تركت نسورها وحيدة في معارك كروية بها يرتبط مصير وكرامة وتاريخ فريق.. شكرا لجماهير الرجاء على أنها قالت للاعبيها.. لا يأس مع الحياة ولا حياة بدون أمل.. ----------------- من يكون فنانا لا يمكن أن يكون مشاغبا.. ومن يتشبع بقيم الوفاء والنزاهة لما ولمن يحب لا يمكن أن يكون مهلوسا ويعتدي نهارا جهارا على قدسية ما يحب. من يزرع النور لا يأتي بالظلام، وما قدمته جماهير حلالة بويز من شواهد على النبوغ والتسامي ورفعة النفس وهي تؤبن واحدا ممن فقدتهم مؤخرا بسبب حادث مروري، وما كان من تعاطف وجداني أبدته الإلترات المغربية الأخرى، يؤكد بالدليل وبالبرهان أن هذه الإلترات كلها بريئة من الشغب اللفظي والجسدي الذي يلصق بها، فمن ينثر تلك الجمل الجميلة والمعبرة ومن يصمم تلك الصور الكاليغرافية الرائعة يفلسف الحب والشغف.. ومن يفلسف الحب والشغف يرى دائما أن إضاءة شمعة أفضل ألف مرة من لعن الظلام.