مباراة تجريبية أمام مونبوليي قبل مواجهة غامبيا إعتقد الكثيرون أن السيد غيرتس قد استوعب الدرس الكبير وتوصل لحقائق الكرة الإفريقية بعد صفعة الغابون، خاصة بعد الندوة الصحفية التي أعقبت الإخفاق القاري وتطرق من خلالها الناخب الوطني لبعض الأخطاء الإستراتيجية التي همت مرحلة الإعداد واختيار المنافسين لخوض المباريات الودية، لكن ما يلوح في الأفق هو عكس هذا تماما، بعد أن أكد مصدر مسؤول داخل الجامعة على أن الأخيرة بصدد التأشير بالموافقة على خوض مباراة تجريبية يوم 25 ماي القادم أمام فريق مونبوليي الفرنسي والمقصود بتجريبية وليست ودية لأنها ستعلب بدون حضور جمهور وفي الملعب اللملق للحارثي أو بمركب مراكش لتجريب بعض الأوتوماتيزمات، وهو الموعد الذي يسبق بأسبوع مباراة الفريق الوطني ببانجول لمواجهة غامبيا في مستهل التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014. مشهد يذكر بالأخطاء التي ارتكبت بمعسكر ماربيا قبل السفر لليبروفيل، وخاصة إجراء مباريات ودية على مقاس خاص جدا أمام فرق أوروبية (غراشوبر السويسري وفاينورد الهولندي)، بل خاض الفريق الوطني أمام الفريق السويسري مباراة من 50 دقيقة فقط، في وقت كانت أغلب المنتخبات الإفريقية ملتزمة بمواجهات مع منافسين من نفس العيار ونفس المدرسة وهو ما خلق الفارق في النهائيات. وفي الوقت الذي تم طرح أسماء منتخبات إفريقية ومن أمريكا اللاتينية وحتى من الخليج العربي، أبدت رغبتها في مواجهة الأسود، فضل غيرتس بتنسيق مع مساعده كوبيرلي واحتكاما لمرجعية العلاقة الخاصة التي تربط الطرفين بمكونات الفريق الفرنسي، منازلة مونبوليي على خوض محك تنافسي بمقاسات خاصة ومفيدة في الوقت نفسه للاعبين، لزيادة جرعات الإحتكاك بالمنتخبات الإفريقية، وهو ما يقود لطرح مجموعة من التساؤلات بخصوص الهيأة الإستشارية المفروض أن يلجأ لها غيرتس في مثل هذه الحالات كما إلتزم بذلك بعد العودة من الغابون، وعلى رأسها الدولي السابق نور الدين نيبت المفروض أن يكون تعيينه في منصب المستشار موجها لهذه الغاية بالذات، وأيضا دور المنسق كريم العالم في مثل هذه الحالات بالبحث عن منافسين بجودة عالية ويصلحون وحدة لقياس الجاهزية بشكل دقيق وحتى رئيس الجامعة الذي أكد في حواراته التي أعقبت الإخفاق بالغابون بكونه سيرافق غيرتس في المرحلة المقبلة حتى لا يسقط في نفس الأخطاء؟ غيرتس إختار إذن مواجهة ناد أوروبي بعد أن كانت «المنتخب» سباقة لإثارة هذا الموضوع في فترات سابقة، وطرقت معها ناقوس الخطر من مغبة الإكتفاء بمعسكر إعدادي وتجمع قبل السفر لغامبيا أو مواجهة فريق من أوروبا في مباراة شكلية تغيب معها الندية لتصبح بلا فائدة لتصحيح ما يجب إصلاحه.. وباختيار مونبوليي تأكد تواجد كل من الكوثري وبلهندة ضمن اللائحة النهائية وحلول أيت فانا سيشكل للاعب والناخب الوطني فرصة لمعاينته عن قرب، وهذه المرة ليس لاعبا للفريق الوطني وإنما خصما ضمن لاعبي مونبوليي، فهل أخطأ غيرتس باستمراره التغريد خارج سرب قناعات كل المتتبعين؟