ليلة القبض على جمال بالشمال النسور في الكمين والفتح بالفوز يكحل العين تواصل الصراع المثير بين الفتح الرباطي ومطارده المباشر المغرب التطواني على صدارة البطولة الإحترافية، بعد أن حققا الفوز في الجولة 23 على حساب كل من حسنية أكادير والجيش الملكي على التوالي، في حين سقط بقية طابور المطاردة في فخ النتائج السلبية، والمقصود هما قطبيا الدارالبيضاء الرجاء الفاقد للبوصلة في الجولات الأخيرة والوداد المتعب بعد رحلة العودة من ليبيريا. المغرب التطواني في واحدة من المباريات الكبيرة له هذا الموسم، نجح في تقديم أوراق اعتماده كفريق يمكن المراهنة عليه للمنافسة على الدرع، بعد أن أطاح بالنتيجة والأداء بفريق الجيش الملكي بنتيجة مثيرة للجدل وبعرض كبير كان من صوره المقابلة تقديم الفريق العسكري لمباراة كارثية بكل المقاييس خاصة على مستوى خط الدفاع، إذ ساهمت الأخطاء المزدوجة لكل من أيت لمعلم والحارس لكروني في وضع الجيش الملكي في وضع حرج نسبيا، إذ كان بالإمكان أن تكون الحصة أكبر بكثير من المآل الحزين لفريق العسكر. الإنتصار كان مفيدا للفريق التطواني وخاصة لمدربه عزيز العامري الذي استطاع هزم الجيش الملكي ذهابا وإيابا، وقدم كرة راقية بكل المقاييس، كما استطاع الحفاظ على كامل حظوظه في التتويج بالبقاء مبتعدا عن الفتح الرباطي ب 3 نقاط فقط مع الإحتكام على مؤجل سيكون فاصلا أمام النمور الصفر بعد غد الأربعاء بفاس، للتأكيد على صدق نواي المنافسة. في حين كانت الهزيمة جارحة لكبرياء الفريق العسكري صاحب التاريخ الكبير في البطولة ومعها طرح الكثير من الأسئلة بخصوص تراجع أداء تركيبة جمال فتحي. وكان الفتح الرباطي على علم بنتيجة التطوانيين وهو يواجه حسنية أكادير، لذلك لم يكن هناك من خيار أمامه غير الإنتصار لذلك تحمل كل الضغط أمام الزوار لحسم الموقعة، وهو ما تأتى له بفضل هدافه البحري الذي أنهى حالة التراخي والإستعصاء الملازمة له خلال الدورات الأخيرة، في حين عادت الحسنية لتتورط في مرتب الخطر بعد انتعاشة ملحوظة. الرجاء البيضاوي الذي تنقل لفاس لمداواة الجراح الإفريقية بعد السقطة المريعة بغانا، كرس وعلى نحو غريب مسلسل التراجع الذي يعيشه على مستوى النتائج والأداء بخسارة ستكون مكلفة فيما يخص صراعه للظفر بلقب البطولة، إذ بات مطالبا بالفوز في مؤجله القادم للحفاظ على فارق 6 نقاط عن الفتح، على أن أحزان الرجاء غسلت بالمقابل أحزان «الواف» المتطلع في الدورات الأخيرة لممارسة هروبه الكبير من منطقة الخطر. الوداد الفاسي حقق انتصارا لافتا وأكثر من استراتيجي على حساب بطل المغرب، جعله يقرتب أكثر زال أمام رفاق حاسي الكثير من الجهد ليبذلونه. الوداد لم يكن أفضل حال من غريمه الرجاء بعد اكتفائه بالتعادل الذي كان كافيا للقول بابتعاد الفرسان الحمر عن صراع الدرع، وكان أمام فريق النادي القنيطري في مباراة معقدة نسبيا ترجمت الرغبة العارمة لفرسان سبو للإفلات من مخالب النزول، الوداد العائد بانتصار كبير من ليبيريا يبدو أنه رفقة مدربه الإسباني سيكرسان كل جهودهما صوب الضفة الإفريقية، في وقت واصل القنيطريون إبتعادهم عن لغة الإنتصارات ورغم ذلك يبقى التعادل أفضل من لاشيء. وفي مباراة شيعت الفريق الزموري لمثوى المؤخرة خسر الإتحاد أمام أولمبيك آسفي المصحح لأوضاعه خلال الدورات الأخيرة، وهو الإنتصار الذي وضع القرش الآسفي على مقربة من مراتب النجاة، إذ يكفيه 7 نقاط من 21 نقطة التي هي في الحسابات الباقية، في حين طرقت الخسارة الثالثة على التوالي للخميسات كل أجراس الخطر الممكنة بخصوص مستقبل الفريق في قسم الصفوة. مقابل هذا حقق شباب المسيرة ما عجز عن تحقيقه طيلة الشهور المنصرمة، بعد أن أنهى حالة الخصام بينه وبين الإنتصارات، بهزم المغرب الفاسي في لقاء كان يحفل بالكثير من الندية، المسيرة رفعت رصيدها ل 20 نقطة واستطاعت تذويب المسافة بينها وبين الفرق المعنية بصراع النجاة من مخالب النزول، في وقت ابتعد النمور الصفر عن رهانهم الرابع بالحصول على لقب آخر يعزز الخزانة بفعل هذه الهزيمة. وواصل النادي المكناسي مسلسل نزيف النقاط بخسارته الثالثة على التوالي وهذه المرة كانت بالجديدة في مباراة وضعت الفارس الإسماعيلي في ورطة حقيقية، إذ أصبح «الكوديم» مطالبا بالتدارك خلال القادم من الجولات بعد العثرة المكلفة أمام الدفاع الجديدي المنتعش والمتخلص بشكل كامل من كل هواجس المغادرة، إذ أصبح يتطلع للمنافسة على مرتبة تضمن له مشاركة خارجية، ليصل الدكاليون للنقطة 32 التي قربتهم من الوداد كثيرا قبل لقائهما المرتقب والذي سيذكر بالذي ميز مواجهات الفريقين. ونجح أولمبيك خريبكة في تحقيق فوز غال وثمين على حساب شباب الحسيمة واصل به صعوده في سلم الترتيب للتخلص من المراتب المكهربة فيما تجمد رصيد شباب الحسيمة عند النقطة 28 ليكون قد عجز في 12 مباراة لعبها خارج الحسيمة عن تحقيق أي فوز.