محبوب العرب إستقبل المغاربة إستقبال الأبطال نجمتهم دنيا باطما التي رفعت رأس البلاد عاليا جدا في بلاد العرب.. لقد فعلوا ذلك قبل أن تفوز بلقب «أراب أيدول»، لأن مجرد وصولها إلى النهاية كان كافيا ليدفعهم إلى الإحتفال بها بتلك الطريقة.. ألم نفعلها جميعا مع المنتخب الوطني لكرة القدم يوم عاد من مكسيكو مقصيا من الدور الثاني سنة 1986؟ ألم نكررها مع المنتخب الذي عاد من فرنسا مقصيا من الدور الأول سنة 1998؟ ألم نكررها مجددا مع الفريق العائد من تونس مهزوما في المباراة النهائية سنة 2004؟ نحن لا يهمنا كثيرا أن نفوز باللقب عاد نديروا الفيجطا.. فالوصول إلى مراحل متقدمة من أية منافسة رغم الإقصاء يكفينا، لأننا شعب قنوع جدا، وكْبير الكرش تتفركع ليه. ربما يكون في احتفالنا المجنون هذا لمسة إنسانية نواسي بها أبطالنا الذين فشلوا في التتويج في آخر اللحظات، فنستقبلهم بحفاوة في المطار كأننا نقول لهم: «هانية، ملي جيتو بيخير وعلى خير، هاداك هو الرْباح».. وربما نحتفل بتلك الطريقة حتى لا يتشفّى فينا من هزمونا، ويتلذذوا بانتصارهم علينا، فنحن نريدهم أن يرونا فرحين لنُدخل الشك إلى نفوسهم، أي ملي هوما اللي يربحونا ويشوفونا حنا اللي طايرين بالفرحة غادين يتبرْزطوا، وما يبقاوْش عارفين شكون اللي خسر واش هوما أو لا حْنا؟ لأن الإنتصار الحقيقي هو الذي يجعل المنهزم يبكي ويولول ويضرب عن الطعام والكلام. ولهذا احتفلنا جميعا بدنيا باطما كما لو أنها فازت بلقب «محبوب العرب» قبل أن تخسره، فاحتشدنا لاستقبالها في المطار وحملناها فوق العمارية في الدرب منقوشة اليدين كأنها عروس في ليلة الزفاف، وتلك هي أبلغ طريقة يقول بها المغاربة: «شكرا» للأبطال الذين يرفعون الراية المغربية عاليا. أجي، ومال المدرب الطوسي واللعابة ديال الماص هزوا الكاس كاع، وما هزّيناهمش فوق العمارية بحال دنيا باطما؟ حيت اللي جابوا الكاس رجّالة ماشي عيالات. وحشوما الراجل بشلاغمو تبقى تدور بيه في الزنقة فوق عمّارية. واخّا، وعلاش ما هزيناش مريم السلسولي ملي جات هي الثانية، ياك حتى هي مْرا، وهزات لينا الضْرابّو في بطولة العالم كاع؟ حيت السلسولي كانت سادّة عليها «داخل القاعة» ما شافها حد.. أما باطما راه ما خلّات حْتى دار، شافوها العرب كاملين. نحن المغاربة لا نشبه الأفارقة، ولكننا إلى الخليجيين أقرب حسب تعبير أمير دولة الكويت، حيث قال سموه مؤخرا: «دول الخليج أقرب إلى المغرب والأردن»، وهذا يعني، أن عهد الانطلاق الرياضي المغربي نحو الشرق قد بدأ، لننهي بذلك عهودا طويلة من الإنشغال الدائم بالجنوب والشمال.. نحن في حاجة إلى هذا الشرق وإن كان هو لا يبدي حاجته إلينا، فأن نرى الفائز باللقب الإفريقي يعيش خصاصا ماديا مثل فرق الأقسام الشرفية، وأن نشاهد البطل والوصيف يتبهدلان في الحصول على رزقهم، فهذا لن يشجع الفرق الأخرى على الحلم بالتتويج الإفريقي، وسيصبح حلم المشاركة في البطولات الخليجية مطمح كل الرياضيين، فالفائز بلقب «محبوب العرب» مثلا يحصل في البلاصة على شي تمانين مليون إضافة إلى الشهرة ورزمة ديال الشيكات والعقود الإعلانية، أما الفائز بلقب «محبوب إفريقيا» فإنه يحصل على جوج ديال المليون بزز مع التجرجير وسير وأجي... لذا، يتطلع الرياضيون إلى فرصة الإنضمام رسميا إلى مجلس التعاون الخليجي للتنافس على لقب «محبوب العرب»، وسيحصلون عليه بسهولة، لأن المغرب منذ زمن بعيد وهو «محبوب العرب» بامتياز غير ما كانوش دايرين معانا لوْراق. سعدات المغاربة اللي حبّوهم الخليجيين، راه كيدّيوْ الفلوس بالعرّام. وراه كيدّيوْ غير الشنعة، مالك ما شفتيش السفري وشيبو وبنمحمود وبصير وغيرهم؟ ياك شحال مساكن وهوما كيطحنوا في الخليج؟ ومالهم دابا؟ ما داروش الفلوس؟ علاه كون داروا الفلوس غادين يبقاو لاصقين على كريما ديال كار؟ نافذة اللي جابوا الكاس رجّالة ماشي عيالات