لومير حاول دفع اللاعبين للإحباط ونبذ منتخب بلدهم نيبت قام بالمطلوب وحجي سيكمل البقية فجر حسن مومن قنبلة من العيار الثقيل حين إقترب من وصف لومير بالخائن للأمانة، قال هذا وهو يجس نبض لاعبي المهجر كل واحد على حدة، ولمس إحباطا كبيرا ساد أغلبهم جراء خطاب فيه الكثير من الغرور ولغة الإستعلاء التي كان يمارسها المدرب الفرنسي المقال معهم، بشكل لم يكن يحرك فيهم غريزة الإحساس بالإنتماء للوطن وتلبية ندائه· في الدردشة التالية تحدث مومن قبل الإقلاع لأوروبا لملاقاة المحترفين هناك وغايات الرحلة ورجالات الظل المرافقين له، متابعة ونبش في دفتر الأوجاع لماض بئيس وكشف لحقائق تعلن لأول مرة· المنتخب: تنقلتم اليوم صوب أوروبا بدءا بفرنسا، هل التوقيت مناسب لإقناع الوجوه المذكورة في أجندتكم باللعب للمنتخب في مرحلة بالغة الدقة تحتاج الجاهزين ومجربين أكثر؟ حسن مومن: لن يكون ضميري مرتاحا إذا لم أقدم على هذه الخطوة التي تطلبت منا وقتا طويلا للترتيب لها في الكواليس، أنتم كإعلاميين وخاصة داخل >المنتخب< كنتم السباقين وعلى مسافة من الزمن لتنبيه كل من مر من محراب تدريب الفريق الوطني إلى ضرورة تبني سياسة القرب من لاعبي المهجر، وأظن أني لن أخرج عن هذا الإطار وهي خطوة جاءت في الوقت المناسب، لأنه في المرحلة القادمة التدبير سيكون مختلفا· المنتخب: سؤالي كان دقيقا وهو أننا بحاجة ضد الغابون والكاميرون للاعبي الخبرة وللمتمرسين بأجواء إفريقيا وليس لغيرهم؟ حسن مومن: ورحلتي ليس الغرض منها ضم لاعبين للقاءين المذكورين ولو أني أعتقد أنه حتى وإن نجحت في استقطاب وجهين أو ثلاثة ممن سألتقيهم، سيكون ذلك مفيدا لمستقبل المنتخب المغربي، لأنه بهذا الشكل سنقطع الطريق أمام الغير لضم جواهر تحمل الجنسية والهوية المغربية وحتى نعيد لهم الثقة بعد إحباط ساهم فيه من سبقنا لهذه المهمة· المنتخب: من تقصد بمن سبقك وعن أي إحباط تتحدث؟ حسن مومن: هو روجي لومير وليس هناك سواه، وللمرة الأولى تجدني مضطرا لأن أسمي الأسماء وأكشفها، لأننا توصلنا ونحن على مقربة من أجواء المنتخب المغربي إلى أنه كان تعاملا بسوء نية خالصة مع مستقبله، كانت هناك معاملة منها ما ظهر على السطح ومنها ما كانت مثل الفيروس إستشرت داخل جسد الفريق الوطني وتسببت له في أوجاع وأمراض مزمنة والنتائج يعلمها الجميع ونؤدي ثمنها حاليا· المنتخب: هذه أسطوانة نعرفها واستهلكها الجميع، ما الجديد الذي توصلت إليه كرجل قرار كان قريبا من اللاعبين؟ حسن مومن: ما توصلت إليه وأنا أمضي ساعات طويلة عبر الهاتف وفي إتصال دائم باللاعبين هو أن معظهم أصابه الإحباط من لغة لومير ولهجته في التواصل حتى ترسخ لدي اليقين أنه كان يهمه مصلحة منتخب آخر غير منتخب المغرب· لقد كان يضع لتمويه الرأي العام لائحة تضم أسماء لاعبين، الإعلام والجمهور المغربي كانا يسعيان لمشاهدتهم يحملون ألوان الأسود، وفي الكواليس لم يكن يبادر حتى لرفع السماعة للإتصال ومعرفة موقف أي منهم، ولعلكم تستحضرون ما قاله عادل رامي ذات يوم بأنه لم يتصل به هذا المدرب ولا جس أحد نبضه، وهناك أسماء أخرى أبلغتني بذلك· المنتخب: مثل من، ما دمت تكلمت نريد توضيحا أكثر؟ حسن مومن: مثل يوسف قابول، فلقد تفاجأت للأريحية وحسن الإصغاء الذي يميز هذا اللاعب الكبير، لمست لديه جوانب كبيرة من المرونة في التعامل وتصور أنه ساعة إتصال واحدة كانت كافية لتجعله يقبل لقائي وإخباري بأنه لا يمانع في حضور تربص للأسود للإنخراط في الأجواء قبل تحديد موقفه وأنا أحترمته على هذا القرار الصريح والذي هو خطوة على درب إنضمامه لأنني متفائل جدا بأنه سيكون الربح القادم ولا شك· المنتخب: عدا قابول ورامي، من من العناصر التي كشفت جانبا من إمتعاضها جراء معاملة لومير؟ حسن مومن: لا أريد لعناصر المنتخب الوطني أن تقحم في دائرة هذا السجال حفاظا على توازنها وحتى لا يتم إدخالها في جدال لا يفيد، لأن الأهم في المرحلة المقبلة هو أن يكون الجميع حاضر البديهة وبكامل الجاهزية النفسية لتحقيق المطلوب منه· المنتخب: لكن أمانة المسؤولية تقتضي منك أن تعري الحقائق بما يجعلك صاحب رسالة ومسؤول أمام الشعب؟ حسن مومن: طيب، ما دمت مصرا سأذكر لك ما حدث مثلا مع مروان الشماخ والطريقة الجافة التي تم التعامل بها مع لاعب نجم وسفير فوق العادة للاعبي المهجر·· تصور معي لو لم تتعاطوا كإعلاميين مع الشماخ بضمير ومهنية لضاع منا لاعب تتعقبه اليوم كبريات الأندية العالمية وتقدره بالملايير ولأصيب اللاعب بإحباط ونخرج بتصريحات ستجعل كل لاعب من أبناء الجيل الثالث يفكرون ألف مرة قبل أن يلعبوا للمنتخب لمعرفتهم أن الشماخ ضحى وكان جزاؤه جزاء سنمار، هذا ما سعى إليه لومير، علما أن اللاعب جاء ليقدم إفادات إصابته ولم يتم التعامل معه كما ينبغي وكإسم كبير، وتذكرون جيدا ما كان يقوله لومير وما يطلقه من تصريحات لم تحفظ للاعب كرامته· المنتخب: هل أطلعت رئيس الجامعة على هذه الحقائق؟ حسن مومن: بطبيعة الحال ورئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري وهذه ليست شهادة إطراء أو نفاق هو رجل مسؤولية بكل ما تحمل الكلمة من معاني، وهو من يضع خارطة الطريق لكل تحرك، وطبعا مثل هذه الأشياء أنقلها بأمانة لأن فيها إستفادة من دروس سابقة حتى لا تتكرر ويكون المنتخب ضحية لها في المستقبل· المنتخب: هناك لاعبون آخرون ولا شك عانوا هذا النوع من التعامل الجاف كما أسميته وكشفوا عن جزء من معاناتهم لكم؟ حسن مومن: شيء أكيد، تصور حالة لاعب محترف يتفرغ للمنتخب ويضيع ثلثي إجازته في القفار وأحراش الأدغال وتربصات مغلقة ويعامل بشكل مهين ويلحق بالمدرجات دون أن تتحدث معه ولا أن تشرح له أسباب الإختيار، ما قصدته هو نبيل درار، أليس هذا وحده كفيل بأن يدفعه للنفور ونبذ أجواء المنتخب؟ ثم ما حدث مع الحمداوي بعد مباراة الطوغو بالرباط، لقد عاش اللاعب لحظة عذاب نفسي كبير ساهم فيها المدرب السابق مع سبق الإصرار والترصد وهناك بوصوفة، أبوشروان، سفري وطلال·· المنتخب: على ذكر الحمداوي، هل عبر بشكل جاد عما يجعل حضوره للقاءين القادمين مؤكدا؟ حسن مومن: عبر منبركم أؤكد مرة ثانية أننا نكن كل التقدير والإحترام لما تنجزونه ولا يساورنا أدنى شك في نزاهتكم، مهنيتكم ووطنيتكم كجريدة ناضلت لأجل مصلحة الفريق الوطني منذ أكثر من 20 سنة والكل يشهد بهذا· لماذا قلت هذا؟ فقط لأشير إلى أن الحمداوي لاعب نظيف وأن سوء الفهم السابق وأيا كان المسؤول عنه إنتهى، واللاعب حين كلمته مرارا وكل مرة ولك أن تحضر معي لتسمع بأذنيك أنه محترف كبير، وحين غاب فللإصابة وعارض غيبه وسيكون معنا إن أمكنه ذلك· المنتخب: ونحن أيضا كجهاز يحترم نفسه وقارئه ومنتخب بلاده لا دخل لنا في أي موضوع سوى أننا ناقلوا أخبار عن أفواه أصحابها؟ حسن مومن: لا أشك في هذا، بل أنتم أول من حاور الحمداوي بهولندا وخصه بصفحة كاملة والريبرتوار يشهد على هذا، واليوم الحمداوي كلمني وسألتقيه ونريد أن يكون الهداف الذي عرفناه الموسم الماضي، وحين سنحس بأنه غير جاهز نحن من سيطلب منه البقاء وألف شكر· المنتخب: جولة من هذا النوع وللقاء للاعبين بالحجم المذكور هل ستقومون بها لوحدكم؟ حسن مومن: بطبيعة الحال لا، كان مقررا أن يرافقني اللاعب الكبير نورالدين نيبت قبل أن يحول بينه وبين الرحلة مصابه الجلل في فقدان والدته تغمدها الله برحمته، وهنا أشد بحرارة على يد نيبت لأنه أسطورة زمانه فما قام به هذا النجم يعجز اللسان عن وصفه، لاعب وإنسان محاور لبق وساهم في تلطيف الأجواء، يكفي أن أستحضر أمامك أن وادو كما تعرفونه تنازل وقدم إعتذارا علنيا للجميع خلال تربص سابق، وسفري كان أول من واساه بعد الخطأ ضد الكونغو، وسيعوضه لاعب آخر لا يقل أهمية عنه وهو مصطفى حجي كسفير ولاعب كبير سيقرب الخطاب من اللاعبين وبإعتباره نموذجا للمحترف الذي بلغ درجات المجد مع المنتخب· المنتخب: ضد الغابون إما أن نفوز أو نودع كل الأحلام مبكرا ، ما تعقليك؟ حسن مومن: لقد أجبت عن السؤال لوحدك، ليس هناك من خيار غير الفوز، ولو أعدنا شريط الإحصاءات لوصلنا لحقيقة مؤلمة وهي عجزنا عن الفوز خارج المغرب على منتخبات متوسطة مؤخرا، وسنحاول كسر هذه العادة السيئة بليبروفيل إن شاء الله·