حققت ما وعدت به في انتظار تفعيل وعود المسؤولين أكدنا أن الكرة المغربية بألف خير أكد مروان بناني أنه أصر على الإنتقال هذه المرة لتونس على الرغم من انشغالاته الكثيرة، حرصا منه على البقاء قريبا من العناصر وأيضا تقديرا لقيمة المباراة التي تأتي في ظرفية دقيقة تمر منها كرة القدم الوطنية، وعلى أنه وعد اللاعبين وحفزهم بشكل كبير وجعلهم في صرة تمثيل البلد وليس مدينة فاس لأنه كان يطمح لكسر شوكة الكرة التونسية التي وصفها بالمحظوظة في سابق مواجهاتها للكرة المغربية. - المنتخب: وعدت في تصريحات وحوارات سابقة عبر «المنتخب» تحقيق الثلاثية وها أنت تفي بالوعد، هل تنتهي الحكاية عند هذه السدرة أم ما تزال هناك مفاجآت أخرى؟ مروان بناني: الحمد لله الذي وفقني لتحقيق كل هذه الإنجازات في زمن قياسي لتؤكد أن ما وعدنا به لم يكن مزايدات ولا وعود صفراء كما كان يروج البعض، ما تحقق للمغرب الفاسي حاليا هو ثمرة مجهودات جبارة بذلناها وحرصنا على تحقيقها بكل الطرق. التتويج الأخير له مذاق خاص والتضحيات التي قمنا بها في الفترة الماضية أثمرت أخيرا وهذا ما يخفف الكثير من الأعباء التي تحملناها. - المنتخب: لماذا هو تتويج مختلف في مذاقه كما تقول؟ مروان بناني: لقد حرصت على التنقل لتونس هذه المرة وترك مكتبي وكثير من الملفات ذات الأهمية لأنني كنت أرغب في إيقاف نزيف الهزائم كلما واجهنا الكرة التونسية ولو أن فريقي حقق المطلوب قبلا وهو يحرم النادي الإفريقي من لقب الكاف.. كل حديثي مع اللاعبين طيلة أسبوع المباراة منصبا على تحفيزهم على مراعاة أننا نلعب بقميص الفريق الوطني وليس قميص الماص وهو ما استوعبه اللاعبون بتجاوب كبير. - المنتخب: يبدو وكأن نكبة الغابون أخذت مأخذها منك كثيرا؟ مروان بناني: حين سألوني لأدلي برأيي بعد إقصاء الفريق الوطني في دورة الغابون وهزيمته أمام المنتخب التونسي، قلت بالحرف أن الحظ هو من هزمنا وأننا أفضل منهم ألف مرة ولم أكن مبالغا في أفكاري، وفي اللحظة التي سمح لنا خلالها المدرب الطوسي بالحديث مع اللاعبين في الأمور البعيدة عن كل ما هو تقني قلت لهم إنها فرصتكم للتأكيد على أنكم سفراء البطولة وربح تعاطف الجميع معكم والحقيقة أن اللاعبين قدموا أداء رجوليا يستحقون عليه التقدير. - المنتخب: بعد الثلاثية، هل تطمح في الرباعية؟ مروان بناني: بطبعي أنا شخص طموح جدا وكل مرة أنجح في مساري أطمح في الإبقاء على نفس التفوق مرسوما وأيضا ربح مسافات أخرى للأمام، لدينا فريق يلعب بلا مركب نقص ونملك مواصفات الفريق البطل بالمغرب وإن كنا نتأخر حاليا في البطولة فلأننا وجهنا كل جهودنا للمسابقة الإفريقية وتمثيل البلد وحاليا سنعود لمناقشة حظوظنا المحلية قبل دخول عصبة الأبطال، لذلك أفضل أن تسميها الخماسية وليست الرباعية. - المنتخب: أكيد أن هذه النتائج تتطلب طول النفس وكذلك موارد كبيرة للبقاء في دائرة المنافسة، ماذا هيأتم للمرحلة المقبلة؟ مروان بناني: هذا سؤال مهم وسيجرني للقول على أننا تعبنا كثيرا داخل مكتب المغرب الفاسي، لقد صرفنا مبالغ أكثر من التي تم جمعها في كأس الكاف وقبلنا الوضع في النهاية لأننا كنا نمثل الكرة الوطنية ومفروض أن نقدم بعض التضحيات. الآن وصلنا لمحطة اللاعودة ويمكن القول أننا ننتظر أن يرتقي المسؤولون داخل فاس لمستوى الفريق الذي أصبح له إشعاع عالمي بدليل احتلاله لمرتبة ضمن أحسن 70 فريقا على مستوى العالم.. نحتاج من الجهة والولاية والعمالة، بل من كل الشركاء الذين ظلوا دائما خلفنا أن يرفعوا إطار الدعم و أن يرتقوا لنفس الدرجة التي ارتقى لها الفريق. - المنتخب: لمن تدين بالنجاحات الحالية كشخص قبل أن تكون مسيرا؟ مروان بناني: لزوجتي التي تحملت الكثير من شغبي في الفترة الأخيرة والتي قدمت الكثير من التضحيات لتتفهم وضعي الجديد، لأبنائي الذين قبلوا بوضعه الجديد معي كرب أسرة يتركهم في الكثير من المناسبات ليكون حاضرا رفقة الماص وأيضا لكل أصدقائي الذين ظلوا يدعمونني للإيمان بمشروعي بعد أن اقتربت لفترة من الفترات من ترك كل شيء وأخيرا لجمهور المغرب الفاسي.. - المنتخب: كلمة مفتوحة للمسير الذي حقق المعادلة الصعبة التي لم يحققها قبله الكثيرون ممن تقلدوا مهام النوادي بالمغرب؟ مروان بناني: الإنجاز الذي حققه المغرب الفاسي إهداء لكل الجمهور المغربي الذي تفاعل معنا من طنجة للكويرة، وهو إهداء للكرة المغربية التي تتطور بشكل ملحوظ ولا يجب أن نقف عند كبوة الغابون على أنها نهاية الأمر، بتجربتي المتواضعة التي اكتسبتها طيلة السنوات التي قضيتها على رأس المغرب الفاسي وبعد الإحتكاك بكرة القدم يمكنني القول على أننا أفضل بكثير من بعض البلدان التي سبقتنا للإحتراف بما فيها تونس، المطلوب فقط هو الصبر ووضع الثقة في الأشخاص دون ممارسة الضغط عليهم، لقد جربت هذه الوصفة وكانت ناجحة في نهاية المطاف. المغرب الفاسي لم يكن برادس يلبس القميص الأصفر، بدليل أننا لعبنا بالأبيض، لقد كنا نضع في الإعتبار أننا نمثل الكرة الوطنية وعلى أنها تستحق أفضل مما نالته في كأس إفريقيا للأمم، وأتمنى أن يحالفنا الحظ في العصبة إن شاء الله لأن طموحنا كبير في تحقيق أشياء كثيرة داخل هذا الفريق. حاوره: