كان الأمر سيكون أشبه بأسبوع أسود لو أن إتحاد الخميسات انضاف إلى قائمة الفاشلين في المنافسات الإفريقية، مخجل لو أن ثلاثة أندية خرجت في لحظة واحدة لو لم يتعملق الفريق الزموري أمام أشانطي كوطوكو الغاني بتاريخه وتجربته وخبرته وإسمه الرنان·· إتحاد الخميسات في الواقع أنقذ وجه الكرة المغربية وهي التي صعقت مؤخرا بصدمة مذوية بعد خسارة المنتخب الوطني أمام الغابون في تصفيات كأسي العالم وأمم إفريقيا·· يستحق إتحاد الخميسات كل أنواع الإشادة والإطراء لأنه استطاع أن يشرف كرة القدم الوطنية بإمكانياته المحدودة المادية والبشرية، كان التأهل في الواقع أشبه بالحلم وهلال العيد السعيد الذي طلع في سماء مكفهرة للكرة المغربية·· لقد أكد هذا الفريق أنه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، فلا أحد من أشد المتفائلين كان ينتظر الإنجاز الذي حققه لأنه الفريق الحديث العهد في المسابقات القارية، حيث يشارك لأول مرة في هذه المنافسة، ناهيك عن الخسارة التي تلقى في مباراة الذهاب (31)·· يستطيع اليوم الفريق الزموري أن يفتخر بنفسه كونه الوحيد من بين الأندية الثلاثة استطاع أن يحقق المبتغى ويرفع نوعا من الضيم عن جمهور الكرة المغربية، ويستطيع أن الجيش اليوم أن ينذب حظه العاثر خاصة الجمهور العسكري الذي ما فتئ يشجع اللاعبين ويساندهم رغم التواضع الذي ميز لاعبي الجيش هذا الموسم· برأيي لم يكن إقصاء الجيش مفاجئا ولو أننا كنا نثوق لنتيجة أفضل ما دامت إدارة الفريق قد وفرت كل الإمكانيات للاعبين والمدرب محمد فاخر·· الإقصاء لم يكن مفاجئا لعدة اعتبارات، لأن الفريق النيجيري أظهر في مباراة الذهاب تفوقا كبيرا على الجيش وكان بإمكانه الخروج بنتيجة أكثر من حصة (31)، ثم إن الفريق العسكري أكد أن به أعراض الوهن والتراجع، وأكد أيضا أنه غير قادر على مسايرة الإيقاع الإفريقي، كما أن لاعبيه جسدوا تواضعهم في العديد من المناسبات هذا الموسم، بدليل التذبذب الحاصل في نتائج البطولة·· ناهيك عن سوء تدبير المباراة على مستوى الإعداد النفسي والتقني، كلها أسباب جعلت الجيش يخذل جماهيره، بل الكرة المغربية بحكم أنها علقت عليه آمالا كبيرة لاستعادة توهجها وهيبتها على الصعيد القاري وتمثيلها أفضل تمثيل·· المغرب الفاسي من جانبه كان حلقة أخرى من الإخفاق ولم يحترم تاريخه عندما سقط أمام فريق تونسي متواضع في كأس الإتحاد الإفريقي، والظاهر أن الماص كان أكثر تواضعا من خصمه بعدما خيّب الآمال وجسد المعاناة التي تجدها الكرة المغربية في المنافسات القارية، إذ افتقدت إلى حل شفرة الثقافة الإفريقية ومناعتها، فنحن من كنا نتسيد القارة السمراء بالأمس القريب، أصبحت أنديتنا مثل الحائط القصير والقنطرة السهلة العبور، كل من هبّ ودبّ من الفرق تنجح في اجتيازنا وتترك مدربينا يتحججون بأسباب واهية من قبيل ظروف الإقامة والجو الحار وضغط المنافس حتى أضحت مثل أسطوانة تتردد بعد كل إخفاق·· والأكيد أن زمن البحث عن الأعذار قد ولَّى، فكل مدرب اجتهد سيحصل على نصيبه وكل فريق ثابر وكابد سيحقق مبتغاه·· ليأخذ الجيش والمغرب الفاسي العبرة من إتحاد الخميسات، بحماس لاعبيه واستماتتهم وحبهم لقميص الفريق، وأيضا لاجتهاد مدربه خالد المخنتر المعين حديثا·· فشكرا لاتحاد الخميسات، فقد أنقذت كرتنا على الأقل في هذا الدور من الذل والهوان··