خارج الأثير إستضاف راديو مارس مؤخرا الإطار الوطني مصطفى الشريف المدرب السابق للوداد البيضاوي ولكثير من أندية القسمين الأول والثاني، دار النقاش حول الحالة الصحية للفريق الأحمر، والفراغ التقني الذي يعاني منه قبل أن يتحول إلى صراع الأجيال. رغم أنني لا أتفق مع الشريف في نظريته «الوداد للوداديين»، لأنه لا أحد إعترض على تعيين مصطفى مدربا لاتحاد طنجة أو حسنية أكادير أو رجاء الحسيمة أو إتحاد الفقيه بنصالح أو الرشاد أو الطاس، ولا أحد اشترط إدلاءه بشهادة السكنى في سوس أو الريف أو بني عمير، فإنني أحترم وجهة نظره لاعتبارات مهنية صرفة. في فورة هذا الجدل إتصل أحد المستمعين ووجه عتابا للشريف، ودعا الوداديين إلى تحكيم العقل قبل أن تتحول عثرة الفريق إلى نكبة يصعب الخروج منها، رد الشريف على المستمع وشرح وجهة نظره معتبرا الصامت عن الحق شيطان أخرس. انتهى البرنامج الحواري، وقبل أن ينتهي منشط الحلقة من شكر الضيف والمستمعين وهواة الرسائل النصية الهاتفية والمستشهرين والتقنيين، سلم أحد العاملين في المحطة رقم هاتف المستمع للضيف، الذي اتصل على الفور من أجل استكمال الوقت بدل الضائع من الحوار، وشرح وجهة نظره في القضية بعيدا عن الحديث الأثيري المباشر الذي لا تحمد عقباه. من حسن الحظ أن الشوط الإضافي من البرنامج انتهى بلا غالب ولامغلوب، وأن الشريف قد قبل بروح رياضية نتيجة السجال الإذاعي والهاتفي، وإلا لحصلت كارثة إعلامية، لأنه لا يحق أبدا لأي منبر إعلامي أن يفشي الأسرار، ويكشف لأي طرف هوية المصدر وعنوانه ورقم هاتفه وحالته العائلية. لو علمت الهيئة العليا للإتصال السمعي البصري بوجود شخص لا يتردد في الكشف عن هوية المستمعين، وأيقنت بوجود مخبرين في إذاعاتنا لما ترددت لحظة في إرسال مستخدم ومعه قفل وشمع أحمر إلى مقر المحطة بالدار البيضاء. أول وآخر مرة حضرت برنامجا حواريا بهذه المحطة، يعود لما بعد مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الجزائري في يونيو الماضي، حيث دار سجال حول الرباعية المغربية وحاولت أن أكشف عن الوجه الآخر للإنتصار، ومعاناة اللاعبين الدوليين القدامى من منظمين ينحنون إجلالا لمطربة شعبية تختال في المنصة الرسمية مع كبار الشخصيات، بينما نبه زميلي المغودي من استغلال فوز المنتخب سياسيا، إجتمعت في اليوم الموالي القيادة العليا للمحطة وأصدرت قرارا بإحالة أوراق منشط البرنامج وضيفيه على المفتي الإيطالي. منذ ذلك الحين منع على الضيوف التضامن مع اللاعبين القدامى، والنيل من رائدات العيطة، وتوجيه سهام النقد للحمام الزاجل، كما صدر قرار بتمتيع منشط البرنامج براحة إجبارية، مع الإلتزام بتقديم فواصل موسيقية للمطربة الشعبية صونا لكرامتها، أو ما تبقى من الكرامة. وفي مدينة آسفي يتداول الرأي العام، حكاية مراسل صحفي عرض على المكتب المسير للأولمبيك كتابة مؤلف حول تاريخ النادي ومساره، رغم أن الرجل لم يطأ أرض عبدة إلا في نهاية التسعينات، بل واقترح مبلغ 50 ألف درهم لإنجاز هذا العمل التوثيقي، مع وعد بتوفير الدعاية اللازمة للكتاب واستقطاب مستشهرين يدعمون المبادرة، إلا أن المسؤولين تصدوا لصحفي يملأ حقيبته ب «بون كوماند» في زمن خوصصة الإعلام الوطني. وغير بعيد عن آسفي، وتحديدا في الصويرة حل مراسل إذاعي بعاصمة العرعار، وشرع في أخذ تصريحات مهنيي قطاع الخشب، مدعيا أن الأمر يتعلق بكاستينغ لبرنامج صنعة بلادي، وقبل أن يغادر المدينة جمع ما تيسر من تحف العرعار أي كل ما خف وزنه وغلا ثمنه، تاركا الصنايعية يضربون كفا بكف ويحاولون فك لغز «راه راه والغوت وراه».