بقدر ما أخاف على منتخب المغرب بالطوغو، بقدر ما أخاف على اختيارات الجهاز الفني لمعركة أقول عنها صاعقة بكل مقاييس الرحلة والإكراهات الماضية والجديدة·· وإذا كان لقاء الطوغو والمغرب يمثل في نظري القفل الحاسم لمعرفة المصير النهائي في حالة الهزيمة، والمصير المعلق في حالة التعادل، والمصير المتطلع في حالة الفوز، فهو يجسد بالفعل حلقة لغز خطيرة في المسار لجديد الإكراهات بإصابة خرجة والأحمدي كعنصرين جديرين بالتنظيم الجماعي دفاعيا وهجوميا·· وعندما نفقد خرجة والأحمدي معا في وسط أعتبره الدينامو المحرك بكامل أتوماتيزمات الإرتداد والبناء الأمامي، يعني أن البوصلة الوسطية أمام الطوغو ستكون مخيفة حتى ولو وجد سفري كرجل خبرة ورجل ارتداد يساهم فعلا في التنظيم الجماعي للدفاع المتهالك، وربما قد تكون مبنية باختيارات منهجية للطاقم يوحي ما أشر عليه باستدعاء الراقي وبرابح في وقت كنت أومن باستدعاء عادل هرماش الأكثر جاهزية، والأكثر واقعية في وسط الإرتداد مقارنة مع الراقي وبرابح اللذين ابتدءا معا منافسات البطولة بأقل الإمكانيات البدنية، كما ليس بإمكان الراقي وبرابح تقديم أقوى الإضافات لصعوبة الرحلة، وصعوبة المباراة الخارجية، وصعوبة تفكير اللاعبين في آخر اللحظة، وبأي واقع استقبلوا المناداة ليس لكونها مفرحة، ولكنها مسؤولية أكثر من جسيمة، وفقط قد تكون الجلدة >حرامية< لو تأكد بالملموس شحن اللاعبين بوحي القتالية ليرقى أداء أي لاعب ما من الحاضرين في لائحة الإنتظار، ويربحا الأهلية والدولية في مباراة كبيرة وكبيرة مطلوب فيها الفوز أولا وأخيرا·· صحيح أن خرجة والأحمدي يتمتعان بالقدرة على الإرتداد والهجوم بمثل توجيه حرية اللاعبين معا مع أنديتهما، وغيابهما سيترك فراغا يجب معالجته بالتفكير والقراءة الجيدة للاعبين الأكثر جاهزية وفاعلية للأدوار، وبخاصة منها ما بين وسط الإرتداد ووسط الهجوم، كما لا يمكن أن نقرأ الإستراتيجية الدفاعية أصلا بالميكانيزمات المطروحة لأي الرجال الغائبين عن المنافسية (الرباطي، بنعطية، عدوة)، بل بالشحنة النفسية الطاغية على المباراة حتى ولو حضر وادو أو لم يحضر للإصابة، لأن ما هو موثوق أساسا في المباراة هو تلقيح المدافعين بعض العشب والقتالية عوض الأناقة، هو تأهيل وسط الإرتداد لينتظم جماعيا في خط الدفاع على الأقل لوقف أخطار نجوم الطوغو الآتية من الوسط إلى أديبايور ودوسوفي وقادر كوبادجا وغيرهم، وهنا تخيفني صورة هذا التناقض المريب بين هجوم طوغولي كبير يقوده أديبايور صاحب أكبر شهرة حتى من المانشيستر سيتي، إذ لو تركت له مساحة خاصة من الرباطي وبنعطية أو مهدوفي أو العليوي، ستكون المصيبة عامة، وسنعاني المرارة أثناء الهزيمة لنحولها إلى نقطة ثم إلى فوز قد يكون لو استحضر أبرز مهاجمينا خلقهم وجاهزيتهم وسيطرتهم الأوروبية لتظهر بميلاد المفاجأة التي ننتظرها جديا، لكن ما يخيفني أصلا هو أن نسجل أولا لنربح الأمان المبدئي قبل أن يوضع دفاعنا في قتل الفوز والإستسلام بأخطاء مجانية سواء أكانت من الأظهرة أو التغطية، أو حتى الحارس لمياغري الذي انطلق في الموسم الكروي بخطإ رمضاني عندما أهدى التعادل الثاني للفتح· وما يعنيني أساسا هو أن يكون مومن وبالناصري وجهين لحقيقة واحدة كنا نؤمن بها دائما للدفاع عن الأطر الوطنية، وهي صناعة الفوز بجيل ذهبي قادر على خلق رعد المفاجأة لعيار الوجوه الهجومية من زمامة وبوصوفة وتاعرابت وجواد وحجي والشماخ والحمداوي، وصناعة فوز بقراءة دفاعية متزنة لا تروم إلا العطف والرحمة على أي أحد في الخط الدفاعي إن أوقعنا مجددا في أخطاء قاتلة، إذ من غير المسموح أن يخسر الأسود أو يستسلموا بمسؤولية إعاقة دفاع مع حضور وسط هجومي جهنمي والكرة في يد مومن وبناصري لتهييء المعركة بحس قتالي·