الإنتداب بالمظلات أكبر دليل على أن سلطة المدربين لا تساوي شيئا أمام سلطة الرئيس، هي إشراك الوداد والرجاء البيضاويين لاعبين لم يقضيا داخل النادي سوى ساعات قليلة، لا تكفي للتعرف على الطريق المؤدي إلى الملعب فأحرى استيعاب الخطة وفهم مفاتيح اللعب. يمكن أن نشفع للاعبين الإيفواريين بكايوكو الرجاوي وباكاري الودادي خوض مباراة الديربي بعد 72 ساعة من انضمامهما للغريمين، لكن دخول اللاعب بكر الهلالي كأساسي دون أن يشارك زملاءه في أي حصة تدريبية دليل على أن كلمة الرئيس لا تقبل الاستئناف أو النقض، وأن دوكاستيل مجرد قائم بأعمال المدرب ينفذ قرارات الرئيس ويحصي ما تبقى من عمره الافتراضي على جسد الوداد. وقع اللاعب بكر كشوفات الوداد وتم نقله على وجه السرعة إلى معسكر بوسكورة، وحين شاهده اللاعب رشدي الفتى الواعد أيقن أن مكانه لن يكون في كرسي البدلاء، فصدقت تنبؤاته بعد أن وضع خارج لوائح الديربي الذي عاشه كمتفرج يردد شعارات الوينرز. هل الوداد في أمس الحاجة إلى ظهير أيمن للظفر بنقط الديربي؟ وماذا سيفعل المدرب حين تكتمل صفوف الوداد ويصبح وضع التشكيلة أمرا في منتهى الصعوبة قد يحتاج فيه الوداد حين وضع التشكيلة الرسمية إلى مدرب برتبة كولونيل في قوات مكافحة شغب اللاعبين؟ المشكلة لا تكمن في لاعبين نزلوا بالمظلة فوق رؤوس المدربين، حتى يخال للمتفرج أنهم مسحوق حليب لحظي سهل التحضير، يعفي المدرب وهو في مطبخ تجاربه من تحضير وجبات بطيئة الإعداد في زمن يراهن فيه المسؤولون على اللاعب الجاهز ويحولون اللاعبين إلى عناصر معلبة بصلاحيات محددة، بل المشكلة في طبيب الفريق الذي أصبح آخر من يعلم بموضوع الصفقات رغم أن ضوابط التعاقد تفرض استشارة الجهاز الطبي قبل الجهاز الفني، والأغرب أن السمسار الذي استدعي على عجل لإدارة النادي من أجل توفير شقة للوافد الجديد، كان سباقا لمعرفة خبر الانتداب قبل المدرب والطبيب. أما بكايوكو وباكاري فقد نالا ترخيصا بممارسة الكرة في المغرب، قبل أن تمنحهما مصلحة شؤون المهاجرين بطاقة إقامة مؤقتة، وتبين لهما أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في الإحتراف حين أصبح بمستطاع اللاعب الأجنبي الحصول على تأهيل رسمي في أقل من 24 ساعة. من الخاسر في العملية، أكيد هو خزان المواهب الذي ينتظر فرصته لحمل قميص الكبار، دون أن يضرب حسابا للإنتدابات التي تسقط بالباراشيت، ولقد عشنا في نهاية الأسبوع الماضي كيف أريد لديربي الأمل أن يظل بعيدا عن عيون الكبار، ويرحل بعيدا عن مركب محمد الخامس، رغم أن الجمهور قضى ثلاث ساعات في انتظار ديربي الأصفار، قضاها في نظم شعر النقائض بمداد الشماتة، وكان من باب أولى الإستمتاع بمباراة الجيل القادم. وبالقدر الذي يسارع فيه الوداد الزمن من أجل انتداب لاعبين جاهزين، سارع مسؤولو النادي إلى انتزاع البدل الرياضية التي وزعوها على لاعبي الفريق الرديف قبل يومين، دون سابق إشعار، حينها تبين أن فريق الأمل إسم على غير مسمى في ظل إعدام أحلام لاعبين بالنفي بعيدا عن مركب محمد الخامس تارة ونزع ألبسة عن أجساد لاعبين إكتشفوا أن الأمتعة سلمت لهم على سبيل الإعارة. الآن يمكن أن نشفع للمواهب الودادية والرجاوية إذا انتابتها نزوة الرحيل، بعيدا عن الوازيس الذي لا يوفر الحد الأدنى من الإستقرار ويصادر في دواخل اللاعبين الشباب حق الصراخ. عندما يخوض الوداد مباراة الديربي بتشكيلة كلها مستوردة، وحينما يكتفي الخضر بلاعبين فقط من أصول رجاوية، فتلك معضلة حقيقية تستحق أن نتوقف عندها، من أجل تسريح مؤطري الفئات الصغرى وإغلاق المدرسة وإعلان سنة كروية بيضاء، إلى أن تصبح للفئات الصغرى كوطة داخل فئة الكبار، وإلا كيف ننادي بضم اللاعبين المحليين للمنتخب الوطني ونحن نمارس الإقصاء في حق أبناء الفريق، نزولا عند نزوة مسؤولين يفكرون بمنطق نفعي يقول «الغاية تبرر الوسيلة».