منذ يوم الجمعة الماضي، ابتدأت أطوار ديربي المدرجات في مركب محمد الخامس، حين بدأ فصيل الغرين بويز والوينيرز تحضيراتهما للديربي بوضح مخطط التيفو وتجسيد فكرته ميدانيا، مع ما صاحب هذه البروفة من اصطدامات بين الغريمين تدخل الأمن لإنهائها، قبل أن تبدأ حكاية الصراع في الطريق إلى الملعب وبعد الجلوس على المدرجات. في تيفو الوداد، الذي حمل اللونين الأحمر والأزرق، ركز مريدو «الفيراج» الشمالي على جانب الانتماء إلى الدارالبيضاء، وحاولت أن تجسد على المدرجات من خلال تيفو بالأحمر والأزرق، مقولة «سكان الدارالبيضاء الأصليون هم الوداديون»، لذا كشفت اللوحة الفنية التشكيلية صورة معلمتي العاصمة الاقتصادية، مسجد الحسن الثاني والمركز التجاري توين سانتر، مع عبارة تؤكد الأصل والأصول، تقول «الدارالبيضاء مدينتنا»، ويحرس المعلمتين فدائي ودادي يحمل رشاشا. ركز التيفو على موقع «فريميجة» دون أن يشمل بقية المدرجات الحمراء، وهو ما يجسد الخلاف القائم مع فصيل كريانورز ثاني الفصائل المساندة للوداد والتي رفضت الانصهار في الوينورز إيمانا منها بالتعددية ورفضها فكرة الإلترا الواحدة. وركز فصيل إلترا غرين بويز في صياغته لفكرة التيفو على الوفاء لرموز الفريق من خلال استحضار روح الفقيد زكرياء الزروالي، الذي حمل التيفو صورته وإلى جانبها قلب ينبض بالأخضر، وميساج يختزل البعد العالمي للرجاء ردا على اتهامهم بالنازحين من طرف الفصائل الودادية. وتقاسم الترا الغرين وإيغلز، تنشيط المدرجات فالفصيل الأول أنجز التيفو، والثاني قام بإشعال النار وتحويل مركب محمد الخامس إلى فضاء من زمن ملعب سان سيرو في ميلانو. وشهدت المدرجات رفع العديد من «الميساجات» التي كانت تكيل التهم للغريم، بل إن مدرجات الخضر شهدت تضامنا مع القضية الفلسطينية، فضلا عن موشحات تنادي بالتصدي للفساد والمفسدين والمستوحاة من الربيع العربي. حسن البصري