أخلف الغريمان التقليديان الوداد والرجاء الرياضين الموعد وخيب الفرسان الحمر والنسور الخضر ظن جماهيرهم عندما قدموا ديربيا لم يرق إلى الإنتظارات، إذ غلب عليه الطابع الإحترازي وأبدا لم يتحرر اللاعبون من الضغط النفسي الرهيب. وإذا ما كانت الجماهير الرجاوية والودادية على حد سواء قدمت فواصل إحتفالية بالمدرجات وصدرت مجددا صورا جميلة تبرر المكانة التي يحتلها ديربي البيضاء عالميا، فإن اللاعبين واجهوا صعوبات تكتيكية لفك الشفرات الموضوعة بخاصة مع إصرار ميشيل دوكاستيل مدرب الوداد وبيرتران مارشان مدرب الرجاء على رفع الإحتياط إلى درجاته القصوى. ولم يشهد الشوط الأول فرصا واضحة للتسجيل باستثناء فرصة ياسين الصالحي الذي حول كرة ممررة من الجهة اليمنى برأسه إلا أن التدخل الجيد للعائد نادر لمياغري حال دون تقدم الرجاء، وجاءت الجولة الثانية بتحسن الأداء بشكل نسبي مع إحداث المدربين لتغييرات بشرية وتكتيكية، وكان وسط الرجاء بايلا قريبا من التسجيل في الدقيقة 59 لولا أن كرته التي سددها بمحاداة معترك العمليات وجدت رجل العمراني مدافع الوداد. وكان ضروريا إنتظار الدقيقة 65 لنشهد أول محاولة للوداد عندما توصل الحواصي بكرة في العمق وخدع حارس الرجاء ياسين الحظ إلا أن تدخل أولحاج كسر المحاولة ، ولم تنفع كل التغييرات التي ألحقها المدربان بالتشكيلتين في تغيير الصورة إذ أن النتيجة ظلت على حالها ليكون الوداد قد فشل في تجديد العهد بالإنتصارات، فيما توقفت مسيرة الرجاء الذي كان قد سجل قبل الديربي الحادي عشر بعد المائة ثلاثة إنتصارات متتالية. وكان أفضل ما قدمه الديربي للجماهير المغربية هو العودة الموفقة لحارس العرين الأطلسي نادر لمياغري الذي كان قد غاب عن الملاعب لفترة طويلة، تحديدا منذ مباراة الترجي التونسي عن ذهاب نهائي عصبة أبطال إفريقيا. ونجح الحكم الدولي المغربي عبد الله العاشيري في إدارة الديربي بشكل جيد. ولعب كل من الوداد والرجاء بالتشكيلتين التاليتين: الوداد: لمياغري- لمسن- لهلالي- رابح- العمراني- برابح- سعيد فتاح- ياسين لكحل ( بكاري كوني د 56)- الحواصي- أحمد أجدو- ياجور( قديوي د 72). الرجاء: ياسين الحظ- أولحاج- بلمعلم- السليماني- هوبري- بايلا- كوكو- العلودي ( الصهاجي د 69)- أيت لعريف (الجوهري د 63)- الصالحي- باكايوكو (لمباركي د 80).