حرب ضد المظلات إحتجت شركة لحبابي المكلفة بتسويق المنتوج الرجاوي بقوة على وجود مظلات خضراء تقي رؤوس الرجاويين من الأمطار، مصدر إنزعاج شركة طرانس أطلس يعود إلى وجود رمز الرجاء في المظلات دون ترخيص من الشركة المالكة لحق ترويج صورة الفريق، وكالعادة شرع النادي في إجراءات مقاضاة الباعة الذين نشروا في الوسط البيضاوي مظلات واقية من المطر دالة على الإنتماء للفريق الأخضر. ليست حرب المظلات هي المرة الأولى التي يعلن فيها الرجاء عن حملة لمكافحة المنتفعين من اسم الفريق وصورته، فقد رفع النادي العديد من القضايا ضد باعة يضعون «لوغو» الرجاء على منتجاتهم دون الحاجة إلى إذن مسبق من مالك الشعار، دون أن تصدر المحكمة التجارية حكما وتعلن عن اعتقال هذا المجهول. ومن الطرائف التي ارتبطت بشعار الرجاء، أن شرطي مرور أوقف شخصا على مقربة من مركب محمد الخامس، وهو يقود سيارة عليها نسر أخضر لا يختلف كثيرا عن النسر الجاثم على بدل وأقمصة اللاعبين، اقتيد الفتى الرجاوي إلى مخفر الشرطة، وطلب منه ضابط المداومة وثيقة غريبة اسمها «الترخيص بحمل شعار» موقعة من طرف إدارة الرجاء البيضاوي، تضاف إلى الوثائق الرسمية كرخصة القيادة وورقة التأمين والبطاقة الرمادية والضريبة، أو بتعبير أصح بطاقة خضراء تجعل العشق قانونيا أي مصادق عليه من طرف مسؤول رجاوي يملك حق توزيع العشق الرجاوي على الأنصار. ولأن الفتى لا يملك هذه الوثيقة فقد وقف مذهولا وهو يرى سيارته الخضراء تساق من مؤخرتها إلى أقرب فوريان في انتظار تصريح من إدارة النادي. قضت السيارة بضعة أيام في الحبس غير الإنفرادي وهي تتعرض لعوامل التعرية، قبل أن يصدر البوليس قرار الإفراج مع توصية بإزاحة الشعار واستبدال النسر بكائن جارح آخر. معضلة الإستنساخ لا تخص الرجاء، بل تعني جميع الفرق المغربية والمنتخب الوطني، وهي ظاهرة اقتصادية تزدهر مع النتائج الإيجابية للأندية والمنتخبات وتخفث كلما ظهرت أعراض الكساد على وجه الكرة المغربية. فالوداد البيضاوي الذي تمكن من بلوغ نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية، عاشت منتجاته حالة إزدهار، إذ امتلأت دكاكين القريعة وشارع بني مكيلد بدرب السلطان بأقمصة لاعبي الفريق الأحمر، التي غزت الأسواق وحطمت رقم معاملات كبير جدا، إذ تم بيع أزيد من 25 ألف قميص مستنسخ في ظرف أسبوعين بسعر لا يقل عن 150 درهما، مع إقبال رهيب على أقمصة فابريس أونداما، طبعا دون أن يستفيد الوداد ولا اللاعب الكونغولي من نسبة في الأرباح، ومما شجع على انتشار الأقمصة «المدرحة» عدم تعاقد الوداد مع أي شركة بيع الأمتعة الرياضية مما جنب الباعة مساءلة المؤسسات الكبرى، وأباح البيع دون أن يحرم الربا. حينما تبين للجمهور الودادي أن وداد اليوم مجرد «كونطرفاسون» لوداد العصبة الإفريقية، صرف النظر عن الأقمصة، وأصبح حامل قميص فابريس متهما بالعمالة للأفارقة، وتعرضت البضاعة لحالة ركود غير مسبوق. بالمقابل نشطت بضاعة المغرب الفاسي، بعد التألق في الواجهة الإفريقية، واستبدل الباعة النسر بالنمر، بحثا عن ربح مناسباتي لا يصمد أمام عاديات الزمن، وأصبحت تجارة الأمتعة الرياضية ذات الألوان الصفراء أكثر رواجا من بيع لخليع رغم أن ما يشفع لهذه المادة كونها تحمل اللونين الأصفر والأسود. لكن أطرف منتوج إشهاري للرجاء هو تلك السجادة الخضراء التي تباع في السوق البيضاء، والتي تحمل في موطئ الرأس شعار الرجاء البيضاوي، مما يقلل من نسبة التركيز والخشوع لدى المصلين ويعطي الإنطباع بالصلاة على قبلة النادي. دعوة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى استنفار نظارها لمصادرة هذه السجادات، على الأقل كي لا يبقى دور النظار مراقبة رؤية الهلال.