من يحرس مرمى الأسود في كأس أمم إفريقيا؟ وجد إيريك غيرتس مدرب المنتخب المغربي نفسه في حرج كبير بعد إصابة الحارس الرسمي نادر لمياغري وتأكد غيابه عن نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 القادمة، حيث لم يجد البديل المثالي الذي بإمكانه أن يتحمل مسؤولية الذوذ على مرمى الأسود في المونديال الإفريقي، ذلك أن البدلاء والأسماء التي تم تداولها لا تملك الخبرة الكافية لتحمل هذه المسؤولية، بل إن جلهم لم يسبق له أن شارك في هذا الحدث القاري. أزمة حراسة عاشت الكرة المغربية في السنوات الأخيرة إشكالا حقيقيا على مستوى الحراسة، إذ لم يجد المدربون الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب المغربي حارسا أساسيا، بدليل أن لا أحد من الأسماء استطاع أن يعض على الرسمية بالنواجد ويحرس المرمى لفترة طويلة مثلما كان الحال مع العديد من الحراس الذين شغلوا هذا المركز لفترة طويلة كالزاكي بادو وعبدالقادر لبرازي وغيرهما، وحيث تعاقبت مجموعة من الأسماء في السنوات الأخيرة كخالد فوهامي وطارق الجرموني ونادر لمياغري وكريم فكروش وكريم زازا وعبدالإله باكي وخالد سينوح على حراسة مرمى المنتخب المغربي، لكن دون أن تسطع ويطول عمرها الكروي داخل عرين الأسود، وشكلت هذه الأزمة في الواقع صداعا لدى الكرة المغربية التي كانت بالأمس القريب تتباهى بحراسها وكذا قدرتها على إنجاب أفضل الحراس الذي لعبوا في مستويات عالية. لمياغري الفارس الوحيد توقفت هذه المعاناة بعد أن ظهر ناذر لمياغري كحارس رسمي للمنتخب المغربي، حيث استطاع أن يقبض على رسميته، والأكيد أنه استفاد من المباريات التي لعب سابقا وكذا من مشاركته مع الأسود في كأس أمم إفريقيا 2008 بغانا إضافة إلى حضوره المتقطع مع الأسود قبل أن يبلغ مرحلة هامة من النضج اكتسبها مع المنتخب الوطني وكذلك رفقة الوداد. وقد كان هذا الحضور الجيد الذي بصم عليه ناذر لمياغري مع الأسود إيذانا إلى نهاية مسلسل طويل من المتاعب من أجل القبض على الحارس الذي يحمل الإمكانيات التي تؤهله لتحمل مهام حراسة المرمى، لكن المتاعب والتخوفات استمرت، حيث تأكد أن المنتخب المغربي يعاني من إشكال آخر تمثل في غياب الحارس الإحتياطي الذي بإمكانه أن يسد الفراغ باقتدار، إذ كان إيريك غيرتس يعتمد في اختياراته على الحارسين محمد مهمدينا وعصام بادة اللذين يفتقدان للتجربة الدولية، لذلك طفا هذا الإشكال بعد إصابة نادر لمياغري، بدليل أنه على بعد فترة قليلة من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 ما زالت علامات الإستفهام تحوم حول الحارس الذي سيحظى بثقة غيرتس وسيحمل صفة الرسمية في النهائيات الإفريقية. أسماء والتعويض غائب وجد إيريك غيرتس نفسه في موقف حرج، والظاهر أنه لم يكن ينتظر هذه الصفعة القوية التي تلقاها على بعد أسابيع منذ انطلاق التصفيات الإفريقية بالغابون وإفريقيا الإستوائية، ووجد نفسه بدون حارس أساسي يضع فيه الثقة، إذ عندما قلب المدرب البلجيكي في الأسماء المرشحة لحراسة المرمى وجد أن جلها لا يحمل أهلية هذا المركز على مستوى التجربة والخبرة والمنافسة، وتطفو على السطح أسماء من طينة محمد مهمدينا ومحمد أمسيف وعصام بادة وأمين لوكومت وزهير لعروبي وخالد العسكري وغيرهم، على أن القاسم المشترك بينهم هو أنهم لم يسبق أن شاركوا في نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهو معطى يبقى جد هام كإشكال يتمنى الطاقم التقني أن لا يؤثر على الأسود، خاصة أن نادر لمياغري كان يمثل إحدى نقط قوة المنتخب المغربي بعد أن بلغ درجة عالية من النضج والأداء، ناهيك للدعم المعنوي الذي يقدمه لزملائه داخل أرضية الملعب بفضل شخصيته القوية وتجربته على مستوى المنتخب الوطني، لذلك اعتبر غيابه خسارة كبيرة للمنتخب المغربي في النهائيات الإفريقية. أمسيف قدم أوراق إعتماده كانت الفرصة أمام الحارس محمد أمسيف الذي يمارس بنادي أوغسبورغ الألماني من أجل أن يُظهر مستواه خلال دوري إل جي الذي نُظم مؤخرا بمراكش، حيث زج به المدرب إيريك غيرتس في المواجهة القوية أمام منتخب الكاميرون، علما أن أمسيف سبق وأن تلقى دعوات في بعض المباريات الودية على عهد المدرب الفرنسي السابق روجي لومير، لكن دون أن يحظى بفرصة المشاركة مع الأسود للوقوف على مستواه الحقيقي، والظاهر أن إيريك غيرتس قد أصاب عندما منحه الفرصة في هذه المواجهة، حيث أبصم على حضور جيد رغم أنه يشارك لأول مرة مع الأسود، وذلك بفضل حسن تدخلاته وتموضعه الجيد وثقته الكبيرة دون استثناء أيضا الحضور البدني الذي يبقى هاما لحارس المرمى خاصة عندما يتعلق الأمر بمنافسة من طينة كأس أمم فريقيا التي تتطلب طول القامة وحضورا بدنيا قويا، والأكيد أن كوطة الحارس أمسيف قد ارتفعت بعد هذه المباراة، حيث يبقى واحدا من الحراس المؤهلين ليحرسوا مرمى الأسود في المنافسة الإفريقية. لوكومت والمستقبل الغامض يبقى أمين لوكومت من بين الحراس الذين رغب إيريك غيرتس أن يضعهم قيد التجربة للوقوف على إمكانياتهم خاصة أن الأصداء التي وصلت عن هذا الحارس أكدت أنه يحمل من الإمكانيات التي تؤهله لحمل القميص الوطني، لذلك استدعاه المدرب البلجيكي في مناسبتين الأولى كانت أمام السينغال والثانية كانت للمشاركة في دوري إل جي الذي نظم في مراكش، بيد أن الحارس الذي تلقى تكوينه مع نادي سوشو الفرنسي إعتذر عن الحضور. والظاهر أن وضعية أمين لوكومت في البطولة القطرية هي التي جعلته يتردد في الحضور خاصة أن مشاركته مع المنتخب المغربي يعني أنه لم يعد مسموحا له بالممارسة مع لخويا القطري إعتبارا إلى أن اللوائح القانونية القطرية تمنع ممارسة الحراس الأجانب بالبطولة القطرية، ومع ذلك فإن إيريك غيرتس ما يزال متشبتا بهذا الحارس، خاصة بعد أن أكد الأخير أنه يحلم بالمشاركة في كأس أمم إفريقيا، ليبقى المستقبل غامض لهذا الحارس مع الأسود. ثلاثة فرسان.. من يكونون؟ إشكال حراسة المنتخب المغربي لا يتعلق فقط بالحارس الرسمي، بل إن الأمر يتعلق أيضا بالحراس الثلاثة الذين ستضمهم اللائحة الرسمية، حيث تأكد أن لا أحد من الأسماء المتداولة قد ضمنت مكانها للمشاركة في المونديال الإفريقي، ما يؤكد أن حراسة المرمى أصبحت صداعا في رأس إيريك غيرتس ومدرب الحراس فريد سلامات اللذين يبحثان عن هذا الطائر الناذر الذي أصبح مطلبا هاما قبل المشاركة في المنافسة الإفريقية وكذلك على الحارسيين الإحتياطيين، إذ لحد كتابة هذه السطور يجهل إسمهما خاصة أن واقع البطولة يؤكد تقارب مستوى جميع الحراس وغياب المتميزين منهم. وبالإضافة إلى الحارسيين المحترفيين محمد أمسيف وأمين لوكومت تبرز أسماء حراس في البطولة يضعها الطاقم التقتي للمنتخب المغربي تحت المجهر ويدرس إمكانياتها، حيث يبرز محمد مهمدينا الذي من دون شك لا يدخل ضمن اهتمامات غيرتس بالإعتماد عليه كحارس أساسي بل كحارس احتياطي رغم أنه كان واحدا من اختيارات الناخب الوطني إلى جانب عصام بادة الذي غيبته الإصابة في الفترة الأخيرة عن المنافسة، علما أن البطولة شهدت بروز أسماء أخرى من الحراس يتابعها غيرتس ومدرب الحراس فريد سلامات عن كثب كزهير العروبي وخالد العسكري الذي وقع على حضور جيد مع شباب الحسيمة، دون إغفال أيضا ياسين خروبي حارس المنتخب الأولمبي الذي تبقى الإلتفاتة له من طرف غيرتس رهينة بما يقدمه هذا الحارس الواعد مع المنتخب الأولمبي في التصفيات المؤهلة والحاسمة التي تنظم بالمغرب.