ما زالت جامعتنا تقذف كرتنا بالمتغيرات لتوطد الأسس الجديدة التي ترمي من ورائها إحداث النقلة النوعية التي جاءت من أجلها لفك الإرتباط بشبح الهواية الذي نال من لعبتنا وجعلها تتأخر وتتراجع إلى الوراء قياسا بما بلغته أغلب الدول المجاورة· ويحسب لجامعة الكرة الجديدة برئاسة علي الفاسي الفهري أنها نجحت ودون سابق انتظار في وضع جملة من اللبنات والأوراش، ليس فقط على الورق ولكن بدأت في تطبيقها على أرض الواقع، حتى لا تبقى هذه البرامج والمشاريع رهينة الرفوف قبل أن يكون مصيرها في سلة المهملات على غرار العديد من المخططات والمشاريع التي عايشنا على أملها المسؤولون السابقون قبل أن تذهب طموحاتنا أدراج الرياح· آخر خطوات الجامعة الجديدة في إطار هيكلة اللعبة قانون >السميگ< أو الحد الأدنى لأجور اللاعبين، حيث سيتم تحديد فيما بعد القيمة المالية لهذا السميگ المزمع نهجه من طرف الأندية والإلتزام به وذلك ضمن القوانين وشروط دفتر التحملات الجديدة والتي ستكون جل الأندية مدعوة للتقيد بها· حسنا فعلت الجامعة لأنها تصدت لهذا الجانب، أي الجانب المتعلق بوضعية اللاعب خاصة المادية، فعندما أقول المادية لا أستثني هنا المعنوية والنفسية لأن المتعارف عليه أن من شروط ممارسة اللاعب المحترف أن تتوفر له الشروط المادية وأيضا المعنوية، أي أنه يمارس (مهنته) في أجواء ملائمة تتيح له الراحة النفسية وتجعله يشعر أنه شخص بقيمة يمارس داخل هذا النادي، فالتجارب كثيرة مرت أمامنا أن مجموعة من اللاعبين تعرضوا لمعاملات مست شخصيتهم قبل أن يكونوا لاعبين وممارسين لكرة القدم· قلت أن الجامعة حسنا فعلت لأنها تطرقت للجانب المادي للاعب، لأنه برأيي الجانب الهام في حياة اللاعب في مشواره، أحلامه وطموحاته، اللاعب يمارس هذه المهنة للإستمتاع ولضمان مستقبله، لم تعد كرة القدم مجرد هواية يمارسها اللاعب من أجل المتعة وإنما تحولت في الفترة الأخيرة إلى مصدر للقوت والعيش، ناهيك أن عمر اللاعب فوق البساط الأخضر قصير، والمطلوب في مشواره الرياضي الإستفادة أكثر كلما لازالت سيقانه قادرة على العطاء· الجامعة تصدت لهذا الجانب أيضا لمعرفتها مسبقا نوع علاقة اللاعب بالمسؤول والشروط المادية الهزيلة التي تضعها مجموعة الأندية، خاصة تلك التي تحمل شعار سياسة التقشف تحت ذريعة الخصاص المالي، بل إن بعض الأندية تذهب بعيدا عندما تتأخر لشهور عدة في صرف المستحقات المادية هذا إن هي لم تؤديها·· اليوم سيكون هناك قانون على مستوى الأجور سينظم علاقة اللاعب بناديه، علاقة مقننة مادية وكل طرف سيعرف ما له وما عليه، في إنتظار أن ترى مشاريع وقوانين أخرى النور، وإن كان الجانب المادي يبقى هاما في تطوير مستوى اللعبة، فالدول المتطورة في هذا المجال إنما تخلفنا وراءها لأنها عرفت ومنذ مدة أن القوانين هي أفضل وسيلة للنهوض باللعبة، فعندما تقيد الفرد بالقانون أكيد أن ذلك سيقيده أيضا بالعطاء خاصة اللاعب إن هو وجد أسباب الراحة والأجواء المثالية وتحديدا على المستوى المادي·