نعرف أن الإستقرار من أهم شروط نجاح أي فريق، طبعا الإستقرار الذي يكون الإنسجام والتواصل والتفاهم من بين أساسياته، إذ لابد أن يكون خيط التواصل مارا دون تَقَطع ولا عراقيل بين اللاعبين، صحيح أن الخسارة أمام الغابون أحدثت رجة داخل عرين الأسود وسمحت بافتعال مشاكل غالبا ما تنمو وتكبر بعد كل صفعة، خسارة غير متوقعة أوهمتنا كثيرا إلى حد الغلو والتشاؤم في المستقبل وفي افتقاد هذا الإستقرار الذي نعترف أننا بحاجة إليه اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أكان على صعيد اقتراب موعد المباراة الحاسمة أمام الكاميرون عن الجولة الثانية من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا 2010، أو على صعيد التحولات التي تعرفها الكرة المغربية والنقلة النوعية المقبلة عليها بعد اختيار رئيس جديد لجامعة الكرة· لذلك كان من اللازم إحداث مشاورات مع اللاعبين والإنصات لمشاكلهم ومعرفة آرائهم والوقوف على جوانب أخرى في علاقتهم وتهييئهم النفسي، لذلك يحسب للرئيس الجديد علي الفاسي الفهري أنه أخذ المبادرة بلقاء المحترفين المغاربة بأوروبا·· أراها أولا خطوة عادية، لأن باعتقادي أن دور رئيس الجامعة يكون أيضا حاسما في بعض الأمور التي تخص اللاعبين، وقد يكون تدخله مؤثرا أكثر من أي جهة أخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواضيع تهم جانب الإستقرار، فقد عودنا رؤساء الإتحادات العالمية اضطلاعهم بمثل هذه المسؤوليات واتخاذ هذه الخطوات هي لأجل تلاحم المجموعة، واللقاء باللاعبين بين الفينة والأخرى من صميم الإعداد النفسي للاعب وتحفيزه للعطاء أكثر·· أرى ثانيا هذه الزيارة التي قام بها علي الفاسي الفهري هامة لتوقيتها الحاسم، لأنها جاءت في وقت نستعد كلنا لخوض مواجهة حاسمة، فاصلة وحارقة ومنعرجا في حملة سباقنا للتأهل إلى المونديال، وهامة لأننا منذ الآن على كل مكونات الكرة المغربية أن تتلاحم وتضع اليد في اليد، إذ لم يعد هناك وقت برأيي لتبادل التهم والإنتقادات والإنتظار· وإذا كانت المرحلة الأولى لأي مباراة تنحصر في الإعداد النفسي، فرحلة علي الفاسي الفهري هي خطوة أولى في درب الإعداد لمنازلة الأسود غير المروضة، فاللقاء باللاعبين إن تناول جوانب من المشاكل التي أثيرت مؤخرا داخل عرين المنتخب المغربي، فإن موضوع المباراة الهامة أمام الكاميرون نتمنى أن يكون حلقة هامة في هذا اللقاء من خلال تحفيزهم من طرف الرئيس وحثهم على بذل أقصى الجهود لاستعادة حظوظ التأهل· ستعقب هذه الجولة الأوروبية التي قادت علي الفاسي الفهري إلى فرنسا وبلجيكا وهولندا جولة أخرى إلى الخليج، لكن ما الذي ننتظره بعد هذين الجولتين، صحيح لن يتبقى إلا النزال أمام الكاميرون، وهنا نتمنى أن تلتئم كل الجراح ونركز أكثر على ما هو آت، فلم يعد هناك مجال لتضييع مزيد من الوقت·