25 سنة إحترام من يركب البحر..لا يخشى الغرق.. هذا ما نظمه شعراء العرب الذين لا يتبعهم الغاوون... وأكدته لنا تجربتنا نحن في «المنتخب».. عاد الثلاثي من قطر في شتنبر 1986 بعد أن قرر القطريون تعطيل تحليق الصقر أو الجامعة العربية المصغرة إعلاميا ورياضيا... المجلة الأكثر إنتشارا حينها.. ليس في العالم العربي فحسب، بل امتدت نسخها أل 500 ألف حتى آسيا وأوروبا.. ركب هذا الثلاثي البحر لمدة عشر سنوات ليبقى.. بعدها ثنائيا، وهو من قاد ويقود هذا القارب بعد نزول الثالث إراديا.. دون العودة لهذا العقد الذي اكتسب بعده العمود الفقري مناعة «وقوة» بفضل الله وحده.. ضد كل الأنيميات وفقر الدم.. متخطيا بسلام كل الأمواج العاتية من حرب الخليج إلى قضية ثابت ولولا ألطاف الله.. النية الحسنة ومساندة الغيورين لما استمر الإبحار لغاية اليوم وغدا بين أمواج الأكشاك.. العدد الثاني للسنة السادسة والعشرين بين يديك عزيزي القارئ يحمل رقم 2581.. ولكم أن تتصوروا كيف لنصف أسبوعية أن تصل لهذا الفصل في مسلسل الإبداع والإبحار؟؟ وما هي متاعبه.. فاتورته.. وعرقه ؟؟ وكيف تحدت الأمواج وتخطت حواجز نوايا الهدم بسلام وأمان.. لأن شعارها كان يؤكد أن مجراها ومرساها محفوظ من أدى كل الألغام.. ولأن ولادتها جاءت طبيعية بعد أن تم وضعها فوق ظهر سفينة مراكش المحصنة ببركة رجالها.. والمعتادة على اختراق عباب الموج مهما كان عاتيا. مؤسسو هذه المؤسسة التي رغم المطبات وحفاري الطريق..يكبر فخرهم بهذا التأسيس الذي يحمل إسم «المنتخب» التي أصبحت جامعة من أكبر الجامعات المغربية.. تخرجت منها أسماء أصبح يقام ويقعد لها في دنيا الرياضة المغربية. وهذا كله مصدر فخر واعتزاز للربان الثنائي الذي تحمل في بداية الولادة كل المتاعب المادية واللوجستيكية، وما يزال.. بعد أن سطر خارطة طريق منذ 26 سنة.. حدد الربان بوصلة الإبحار وعلى هدي من الله استمرت وستستمر.. و«المنتخب» بدأت ربيعها 26 في العدد المنصرم.. متناغمة مع أجواء الربيع العربي الزاهر.. لتلبس لباس المرحلة الذي يزيد في العمر ويكسبها نظارة الشباب ويجدد خلاياها.. وإذا كان الفضل لله وحده في هذا الإبحار الذي يزداد مع السنين تألقا ومصداقية.. وما زال يمثل بسنونو الرياضة المغربية.. فإن الفضل كذلك يعود للقارئ الذي وضع ثقته منذ النظرة الأولى على «بسم الله مجراها ومرساها» فآمن بها.. والتي كانت زاد الطريق.. وأهداها المساندة اللامشروطة.. كذلك الفضل يعود للنوايا الحسنة للأوفياء من أصدقاء وزملاء.. الفضل الكبير بعد الله كذلك.. هو لأسرة تحرير «المنتخب» التي تنتحر يوميا لتنتصر لخطها ولا تبالي لا بأيام الأعياد عندما يلجأ الآخرون للمشوي والمسمن.. فتدمن هي البحث عن الخبر والمعلومة وتكون دائما السباقة لإعادة الوفاء لقرائها قبل قراء الآخرين.. غير عابئة لا بالرياح العاتية ولا الأمطار الطوفانية.. لا تعرف لا استراحة «المحارب» ولا «روبو» الجندي الوفي بلا كلل ولا ملل.. دون أن يتسلل لها الروتين ولا المقص.. فهي دائما مجندة.. جاهزة لركوب التحديات.. سواء في الأدغال أو في ضيافة الخواجات.. شعارها هو شعار المؤسسة «الإحترام».. كلمة السر في النجاح الدائم.. هو بضاعتهم المحصنة من الوهم.. والمغلفة بالمصداقية.. 2581 وردة لأوفيائنا ولقرائنا أولا ولأصدقائنا ثانيا.. وكل سنة والجميع بألف خير في مغرب التحدي.. مغرب الإشراقات المستقبلية ووعدنا هو أن نسير على نفس الدرب وشعارنا الدائم.. «الإحترام..».