من ظلمات نادي مواسي المغمور إلى أضواء وشهرة الليغا لم يتوقع الشبل الواعد عبد العزيز برادة أن يبدأ موسمه الجديد مع خيطافي على نحو رائع ومبهر رغم سنه الصغير ليتواجد بين أحضان عمالقة الليغا ويقارع أفضل النجوم وأكثرهم ثراءا وشهرة. سيناريو عجيب وقدر سعيد ذلك الذي عاشه عبد العزيز منذ أن رأى النور ذات يوم من شهر يونيو 1989 بمدينة بروفانس جنوب شرق العاصمة الفرنسية باريس، ليختار منذ نعومة أظافره الإلتحاق بنادي مواسي كراماييل الممارس بقسم الهواة بفرنسا الذي تدرج في جميع فئاته إلى أن بلغ الفريق الأول وهو في سن 17 عاما، حيث أبدع وأمتع وجذب أنظار العملاق باريس سان جيرمان الذي إلتحق بمركز تكوينه صيف 2007..لعب برادة منذ أول موسم له مع رديف «البي إس جي» 27 مباراة ووقع هدفين ثم واصل حضوره المتميز في الموسمين التاليين مكشرا عن أنيابِ شبلٍ أظهر منذ نعومة مخالبه عن شراسة قلّ نظيرها. ولأن جل المواهب تؤدي ضريبة عراقة النادي وقلة الصبر لدى المشجعين وخوف المدربين من المغامرة بإقحامهم (بنعطية كمثال مع مارسيليا) فقد حزم عبد العزيز حقائبه بعدما فقد الأمل في اللعب للفريق الأول للباريسيين وشد الرحال نحو العاصمة الإسبانية مدريد في صيف 2010 لإجراء بعض الإختبارات مع خيطافي، حيث نجح في الإمتحان وأقنع المسؤولين عنه في التوقيع له كلاعب أمل. لم يستغرق إندماج صاحب 22 سنة وقتا طويلا ليبرز ملكاته الكروية مع الرديف ويبصم على حضور لافت جعل رئيس خيطافي يستدعيه في 10 مارس الماضي إلى مكتبه ليحمل له المفاجأة السارة وهي عقد إحترافي مدته ثلاث سنوات. واصل برادة جديته وأبقى أقدامه على الأرض وإنتظر فرصة الإلتحاق بالفريق الأول ليتحقق الحلم ويسطع النجم في مباريات خيطافي الودية الصيف الماضي إستعدادا للموسم الجديد، حيث قدم الشبل صورا غاية في الإقناع وإنقض على الرسمية وسجل هدفين جميلين ليضع أوراق إعتماده كلاعب أساسي لدى المدرب لويس غارسيا بلازا. قصت الفراشة شريط تحليقها فوق أزهار الليغا دون دهشة أو خوف ووضعت أول الرحيق أمام ليفانطي ثم حطّت بزهرة سانتياغو بيرنابيو لتواجه ريال مدريد وتحاور بنزيمة ورونالو وأوزيل قبل أن تأسر بألوانها العيون في ضيافة إسبانيول في سهرة كروية فتحت أحضانها للمشاكس الصغير الذي فعل ما شاء بدفاع المضيف وكان نجم المقابلة بإمتياز. خلال النزال الأخير لخيطافي بالقواعد لعب برادة كالعادة أساسيا وقدم طيلة 68 دقيقة أداءا جيدا وحقق مع رفاقه أول إنتصار هذا الموسم بارحوا من خلاله الصف الأخير للإرتقاء للمرتبة 16 ب 4 نقاط وخلال لحظة إستبداله بزميله سارابيا وقفت الجماهير الحاضرة مطولا للتصفيق عن المدلل الجديد معلنة عن طلوع شمس أطلسية دافئة ستضيء هذا الموسم كبرى الملاعب الإسبانية.