كارل ماركس يبعث من جديد تعاقد المكتب المسير للدفاع الحسني الجديدي مؤخرا مع لاعب تشادي يدعى كارل ماركس، في صفقة أثارت جدلا واسعا في أوساط الدكاليين، فاللاعب القادم من نادي غابوني إختار الإستقرار في الجديدة، وفضل حمل ألوان فريق مضياف مع الأجانب أكثر من أهل الدار. لا علاقة لهذا اللاعب بالفيلسوف الماركسي الألماني كارل ماركس، فما يوحد بينهما هو الإسم واللقب وما يفرق بينهما لا يحصى ولا يعد. لكن ماركس التشادي فيه شيء من كارل الألماني الذي إبتلت به الإنسانية في مرحلة تاريخية معينة فعبث بأفكارها وبخس معتقداتها، فالعقد المبرم بينه وبين الدفاع أشبه بتعاقد معكوس كلما تقادم وجوده داخل النادي إلا وتقلصت مستحقاته المالية التي تسير في منحى تنازلي. وكعادة كل الصفقات ذات المسحة الإفريقية، فإن وكيل أعمال اللاعب غالبا ما يلف بضاعته بهالة الإبهار، ويدعي وجود متربصين بالصفقة، حينها استنفر الفريق الجديدي قواته لمنع متربص وهمي باللاعب التشادي. قال صحاف الدفاع في بلاغ غير رسمي إن قواته اكتشفت وجود محاولة لتحويل اتجاه كارل صوب الرجاء البيضاوي، وتصدت لها في الحين بفضل يقظة رجالاته، وأشار إلى أن الوافد التشادي لا يربطه بنجامينا إلا عقد الإزدياد. حين كان كارل يهم بالنزول في مطار محمد الخامس، إنتشر عدد كبير من أعضاء المكتب المسير للدفاع الجديدي في بهو المطار، وكان رفقتهم لاعب إفريقي يدعى ساليف كيتا جيء به ليقدم شهادة حسن السيرة والسلوك في حق مسيرين من زمن آخر.. نزل اللاعب دون أن يلفت نظر أحد، وتبين أن الشخص الوحيد الذي إستوقفه هو جمركي شكك في انتمائه للتشكيلة الأساسية للحراكة فأخضعه لتفتيش روتيني. من مفارقات هذه الصفقة أن مهندسها يرتبط بعلاقة شغل مع الرجاء البيضاوي، يأكل من خضراء البيضاء النعمة وينقل لخضراء الجديدة ما بقي في رصيده من ملة، رغم ذلك يوهم الدكاليين بوجود متربصين باللاعب الذي لا فرق بينه وبين لاعب واعد إلا بجواز السفر. علاقة الدفاع الجديدي مع اللاعبين الأفارقة عجيبة، بدءا بأوصمان الذي دق الأوتاد في الجديدة، فأصبح من معالم مزاكان كالملاح والفالورة، وانتهاء بكارل ماركس، مرورا بباب لاطير السينغالي الذي تبين للمسيرين إصابته بفيروس كبدي فضربوا كفا بكف بعد فشل صفقة انتقاله بعد أن عجزت الظفرة عن الظفر به، وسعيد ماكاسي الرواندي الذي لم ينعم بالسعادة في دكالة وظل مكاسي أشبه بالطفل الصايع لمكاصي يجوب شوارع الجديدة بحثا عمن يخلصه من سابقة الإنتماء لفريق إسرائيلي، بعد أن رفضت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مكاتبة الإتحاد الإسرائيلي في الموضوع لدواعي سياسية وعقائدية. حكاية أخرى لا تقل طرافة عن سابقة كارل ماركس، فقد تلقى لاعب بوسني الأصل يحمل جنسية سويسرية يدعى دمير زلاوفينش، رسالة من وكيل أعمال يقطن في فاس، عليها شعار الوداد البيضاوي تدعوه للحضور إلى المغرب لإجراء اختبار مع الفريق الأحمر، وحين وصل إلى مطار محمد الخامس إستقبله الوكيل المزعوم وركبا سيارة شقت طريقها نحو فاس أملا في وضعه رهن إشارة الوداد الفاسي، تساءل اللاعب البوسني عن طول المسافة الرابطة بين المطار والدارالبيضاء، قبل أن يكشف له مرافقه عن وجهته الحقيقية ويؤكد له وجود لبس في الموضوع. أجرى اللاعب حصة تدريبية مع الوداد الفاسي وظل ذهنه منشغلا بفك سر لغز رسالة تحمل شعار الوداد البيضاوي، حولته إلى لاعب تحت الإختبار بفريق آخر، علم الوداديون بالخبر وكثفوا محاولاتهم للكشف عن الشخص الذي قام بتزوير الإستدعاء، كما ربطوا الإتصال برئيس الوداد الفاسي الذي أعلن براءته من المنسوب للواف ورفض التعاقد مع لاعب سقط سهوا على الفريق، وإبرام صفقة بدأت بشبهة التزوير، بينما قال الوكيل «بحال الواك بحال لواف الله يرزق غير الصحة والسلامة»، دون أن يفتح البوليس تحقيقا في موضوع اللاعب دمير الذي تحول إلى ضمير مستتر.