إرحمو عزيز قوم ذل هو حال كرة القدم، وكما يقال إن لها يومان، يوم لك ويوم عليك، كلام ربما ينطبق على الرجاء البيضاوي، إذ في الموسم الماضي عاش هذا الفريق أفراحا وهو يصعد على البوديوم ويتوج بلقب البطولة، بيد أن شهر العسل هذا لم يدم طويلا عندما وجد النسر الرجاوي نفسه يترنح في وحل المشاكل ويتلقى الكبوة تلو الأخرى، أمال ضئيلة في منافسة دوري أبطال إفريقيا وخروج مخيب من كأس العرش، الرجاء فقد بوصلته مع انطلاق الموسم ولم تعد له المناعة لمقارعة الخصوم وتسجيل النتائج الإيجابية. هي إذن الأيام الأولى من الموسم التي لم تبتسم للرجاء وقالت إن شيئا ما ليس على ما يرام داخل هذا الفريق، شيء ما يقول إن الرجاء يعيش جملة من المشاكل التقنية والتسييرية والبشرية، هي أزمة خانقة يمر منها، أزمة تسيير لأن المكتب المسير الحالي وجد نفسه أمام إنتقادات شديدة ووجهت له أصابع الإتهام كونه المسؤول الأول عن هذا الذي يحصل للرجاء.. أزمة تقنية تتمثل في العروض المخيبة التي قدمها اللاعبون، بل تأكد أن هذا الفريق لم يعد يقو على مجاراة إيقاع الخصوم ويجد صعوبة بالغة من أجل تدبير الأمور التقنية من خلال الأداء الذي قدمه في المباريات الأخيرة، ثم أزمة بشرية تتمثل في الشرخ الحاصل في تركيبة الفريق خاصة بعد ذهاب بعض العناصر وعدم القيام بانتدابات في المستوى. والواقع أنه كان منتظرا أن يعيش الرجاء على إيقاع المشاكل، أن يظهر بهذه الرعونة في الأداء ثم أن يعيش دربكة على مجموعة من المستويات، والنتيجة برأيي أن الرجاء في الطريق إلى خسارة رهان الحفاظ على لقب البطولة الذي حققه الموسم الماضي.. مع الأسف لم يعرف كيف يستفيد منه، لأنه وحسب أعراف الكرة فإن الفريق المنتشي بلقب ما غالبا ما تنتاب لاعبيه طفرة من الحماس للدفاع عن مكسب اللقب، مع الأسف أن الرجاء عاش العكس قبل وبداية البطولة الإحترافية خاصة على مستوى مسيريه، حيث كنا نمني النفس أن يستغل مسؤولوه الأجواء التي كان يعيشها الفريق بعد نهاية الموسم ويخلق جوا محفزا على الدفاع عن اللقب ومواصلة السير في درب النجاح خاصة بعد أن تأهل إلى دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا. لا عزاء على الرجاء إن هو اختار طريق اللعب في الظل، لأنه إختيار المسؤولين الذين لم يتشبتوا أولا بمدرب إسمه محمد فاخر أراد أن يحافظ على صرح الرجاء ويحافظ على هيبته ويجعل من الإنضباط أساس النجاح، هذا الإنضباط رفضه اللاعبون ولم يقبلوا به، ثانيا أن لا يعززوا صفوف الفريق بأسماء وازنة مثل الأندية الكبيرة التي تلعب على الألقاب، وثالثا إختاروا سياسة التشبيب بكل ما تفرزه من نتائج غير مضمونة وتلزم الصبر قبل تحقيق النتائج المتوخاة. اليوم يعيش الرجاء وضعا مزريا زادت جراحه عمقا بعد الخسارة أمام أولمبيك أسفي في كأس العرش، على المسؤولين إذن أن يتحملوا تبعات هذه السياسة، تبعات النتائج وتبعات الخدش في كبرياء النسور وأيضا تقبل إنتقادات الجمهور الأخضر الذي لم يعد راضيا على ما يعيشه الفريق من ارتجالية.. لقد غامر المسؤولون في الواقع وهم يتخذون خطوة التشبيب، لذلك نتذكر ما قاله عبدالسلام حنات لمحمد فاخر عندما طلب منه الإعتماد على لاعبي الفريق الشباب، اليوم وبعد أن رفض حنات القيام بانتدابات ها هي النتائج الحالية ترد عليه وتؤكد أنه أخطأ حين نهج سياسة التقشف، وإلا لما طلب منه جمهور الرجاء الرحيل عاجلا. نتفق دائما على أن الأندية الكبيرة التي تعد من أقطاب كرتنا غير مسموح لها أن تلقى الأعذار عندما تخفق أو أن تغير من أهدافها، لقد عودتنا قاعدة كرة القدم أن في كل بلد هناك أقطاب وسفراء يمثلون هذه البدان في المحافل الدولية، مثل هذه الأندية لا يسمح لها بالخطأ ولا بالتستر وراء أعذار من قبيل التشبيب أو الضائقة المالية، بل إن جمهورها لا يقبل بمثل هذه الأعذار، والرجاء واحد من الأندية التي نعتز بإسمها كسفير لكرتنا، لكن يحز في أنفسنا أن يتقزم ويعيش وضعا يسيء إلى تاريخه قاريا ومحليا. هكذا إذن أراد مسؤولو الفريق أن يجعلوا الرجاء هذا الموسم فريقا يلعب بإسمه ويخسر ما بناه في الموسم الماضي، فشتان إذن بين رجاء الأمس ورجاء اليوم.