مرْضي الوالدين خيّم الذهول على الشارع المغربي خلال الأسبوع الماضي بعد انضمام نجم كاين الفرنسي يوسف العربي إلى الهلال السعودي ولم يتكلم أحد في الموضوع.. لقد عجزوا عن الكلام لأنهم عاجزون عن التصديق: «كيفاش اللاعب اللي كنّا كنتسنّاوْ نتفرجوا فيه في الليغا غادي نشوفوه في دوري زين».. ولأن الزين كيحشم على زينو والخايب غير إيلا هْداه الله.. فقد ظهرت بعض التعليقات الخايبة القليلة بمنتديات الهلال السعودي غير تلك التي ترحب بقدوم يوسف العربي إلى «معقل الزعماء» و«شبيه الريح»،. ففي هذه التعليقات أبدى بعض السعوديين خشيتهم من أن تكون صفقة العربي فاشلة، يا للصفاقة، ولم يتردد بعضهم أيضا في اتهام إيريك غيرتس بالتحكم في انتدابات اللاعبين الأجانب بعد صفقتي هرماش والعربي، إذ اعتبروا العملية تشويشا منه على الفريق، فانفصاله عن الهلال وإلتحاقه بالمنتخب المغربي لم يمنعاه من الوقوف في منطقة رمادية وسطى يعدل فيها بين الطرفين، هارا هادا من هادا، وصْطح هادا بهادا. حشوما عليكم، ماشي غيرتس هو اللي ورّك على العربي باش يمْشى للهلال، راه الواليد ديالو هو اللي قال ليه سير. بصّح؟ إيوا ملي جات من عند الوالدين ما شي مشكل. كيفاش ماشي مشكل؟ وراه الواليد ديالو مسكين ما عارفش بزاف، واش غادي يبقى تابعو حتى يخرج عليه؟ وملي قال ليه داك النهار سير أولدي لعب مع المنتخب المغربي، علاش ما قلناش: ناري خْرج عليه؟ من الواضح أن انتقال يوسف العربي إلى الهلال لم يكن بسبب اقتناعه التام بأهمية هذا الفريق تحديدا، لأنه حين أدلى بتصريح لقناة العربية بعد توقيع العقد عبّر عن سعادته بالانتقال إلى «الأهلي» وليس الهلال، وذكر فرحته بالسعودي والسعوديين مرارا، وكلمة «السعودي» في المخيال المغربي مرادفة للأموال الطائلة، فهل انتقال العربي كان بسبب لهفته على اللْعاقة؟ لا، أبدا. لأن الوقت ما زال طويلا أمام يوسف كي يحصل عليها، وسيظل متاحا أمامه حتى بعد سنوات، يعني حتى يعْيا من الكورة كاع وما يبقى فيه ما يجري عاد يمشي يلبس فوقية وسبرديلة في قطر مثلا ويبدا يجمع الحبّة، لذا يبقى الإحتمال الأقوى لاختياره الهلال هو استجابته لرغبة والديه المرتبطين أشد الإرتباط بوطنهما ودينهما وهويتهما، وخاصة الواليد ديالو، فكلمة «السعودية» عند الناس الكبار والوالدين ليست هي الدولار وإنما هي مكة والمدينة، هي بيت الله الحرام وقبر الرسول الأعظم. وحين تضع أي مغربي كبير في السن ومتشبث جدا بمغربيته بين خيارين: «فين أ الحاج باغي تكمّل ليام ديالك: واش في أوروبا مع المنكر، أو لا في السعودية حْدا بيتْ الله؟» فإنه بالتأكيد سيختار الخيار الثاني، فما أحلى أن يعيش الإنسان لحظات عمره المتقدمة قريبا من الكعبة، قريبا جدا من الله، لهذا بدل كل هذا الاستياء، يجب أن نكون سعداء جدا من أجل يوسف العربي، وأن نهتف جميعا بفرح: «والعرَبي، وقال ليك بّاك، سير الله يرضي عليك». بلاتي، واش بّاه عارف بلي الخليج مقبرة ديال النجوم؟ بّاه ما سوقوش في الكورة. هو كيبان ليه غادي يعيش مع ولدو حْدا مقام النبي، غادي يعطيها للحج والعمرة ربع سنين متابعة... ماشي الرْضا هادا؟ واللهيلا هادا يوسف العربي مْعلّم. الرضا كتخسر عليه الناس الفلوس، وهو رابح منو سبعة المليون أورو. نافذة والعرَبي، وقال ليك بّاك، سير الله يرضي عليك..