خدمة الصغر للكبر وأنا أتابع أخبار وليدات بنعبيشة مساء الإثنين على قناة الرياضية التي عادت لها روحها الرياضية بعد أن صمدت لسنتين عجاف... وبعد صمود بطولي ومطالب كادت أن تُعصف بها لولا إيمان الزملاء/الشباب القوي بروح هذه القناة... قلت وأنا أتابع نتائج هذه البطولة العربية لمواليد 1993 وما فوق أحسست بالغبن.. وشعرت بالفقسة.. وجاني البرد من كثرة مجاري الهواء أو «الكورونديير» للمدرجات الفارغة.. لا حياة فيها.. لا يد تصفق.. ولا حياح يشتم.. ولا هوليغانز يهرس... التبوريشة وريح الرواح.. هما فقط اللي ساكنين المكان.. إستغربت لغياب تغطية إعلامية شاملة.. وتذكرت حرب تذاكر المغرب والجزائر.. والسباق على المارشي نوار وهيمنة السوق السوداء.. وسليت مول الأوراق من الجامعة.. لا خبر ولا رائحة الدورة في الصحف.. و لا في الراديوات.. اللهم عند من رحم ربي.. واستغربت مما سمعته يوم الأحد الأخير من تصريحات رئيس إحدى الأقسام الرياضية كيف كان يتشدق بكلمة المصداقية والحكامة... والتغطية الشاملة... ولا أعرف هل كان يتكلم على «الإندهاش INDH»...أو التغطية البشرية الإعلامية.. أم فقط هو إسهال من الشكير لمسيرة أنقذها من كان معه.. أما هو فابحثوا بعيدا عن حكامته وتغطيته... وباركا علينا من مثل هؤلاء الحنايكية الإذاعيين.. حتى لا أقول سكاكرية الإعلام اللي خصهم يتعزاو في حياتهم.. المهم أن تغطية هذه البطولة غائبة.. لا تهم إلا منابر لا تتعدى أصابع اليد.. الجماهير غائبة.. التلفزات تالفة مع عرس للا العروسة ودوزيم مشغولة مع مسلسلات الكيلو التوركية والمكسيكية وداريجتهم اللي ماعندها معنى.. أتذكر أيام عز الكوكب المراكشي.. وأتذكر إحدى رحلاته للأدغال الإفريقية وبالضبط لكوماسي.. عاصمة مملكة الأشانتي... وكان الصديق العزيز مولاي المامون بوفارس قد صاحب كوكب مراكش بحكم رئاسته لها.. ومولاي المامون من أولائك الدين كتب عنهم الزميل البصري وعن تفاديهم متابعة مباريات فرقهم باش مايطلعش لهم لا سكر ولا أدرينالين.. فضل البقاء بالفندق.. وحاول متابعة المباراة من التلفزيون فتفاجأ بهذا الأخير ينقل مباراة للفتيان المحليين...لأن الغانيين غانيهم الله على متابعة الكبار.. وإيمانهم قوي بأن المستقبل في أرجل الصغار.. هذا عندهم.. أما عندنا.. فما زالت الكرة لهو ولعب.. ويلعبها فقط غير.. لاداعي لتكملة الجملة... همنا نحن هو غيرتس.. والمنتخب الأول.. والباقون هم مجرد كومبارسات.. بالأمس تذكرت عندما تكلمت أرضنا لغة أرض الأنبياء.. ولبس كل المغاربة كوفية المرحوم ياسر عرفات بتنظيم المملكة لأول كأس فلسطين سنة 1983.. وكان إفتتاح مركب الأمير مولاي عبد الله.. مركب سارت بسيرته ركابي الكوايرية.. كانت كل الملاعب المبرمجة غاصة بالجماهير سواء في الرباط أو القنيطرة أو سطات ... أو الجديدة.. وتذكروا معي اكتشاف نجم هولندا..ونجم أجاكس أيامها المغربي عزيز دو الفقار.. تذكروا نجم العراق أحمد راضي وغيرهم من لآلئ الشباب العربي الذين أبلوا البلاء الحسن في تلك الكأس.. وبعدها.. باح.. والو.. لا أحد عاد يهتم بمباريات الصغار سواء رسميا... أو فابور... واليوم حتى الأولمبيين لا يهتم بهم أحد.. وكلنا نطالب بلاعبين شباب... فكيف لنا.. أن نطالب بتنظيم بطولة للفئات الصغرى من الكاف والفيفا.. وبهذا سندفع بالكاف للندم على وضعها الثقة فينا لتنظيم كأس الفتيان 2013.. يقولون «غرسوا فأكلنا.. ونغرس فيأكلون».. وموحالش واش حنا غادين نغرسو شي حاجة... اللهم البرد والعجاج في مدرجات إسمنتية.. لن تُسمن ولن تُغني بمستقبل كروي مُفرح... إن نحن لم نهتم بالبذرة التي نغرسها اليوم .. وراه ماكاينش غير خرجة ولا حجي.. فهناك نجوم عند الصغار والفتيان والشباب.. وهم شماخ وبنعطية الغذ.. فإذن علينا نحن كإعلاميين.. وأنتم كجماهير أن نشعر هؤلاء الشباب والفتيان والصغار بتواجدنا بجانبهم ومعهم للرفع من معنوياتهم بحضورنا الدائم لتدفئة أركان الملاعب.. حتى لا تصاب طيور الأمل بالأنفلونزا.. وحتى لا تضيع إشراقات ولمعان هذه الجواهر التي أصبحت ناذرة.. والإتجاه المعاكس بدون شك سيحرمنا من ترصيع صدر الكرة المغربية... عملا بالقول «خدم يا صغري.. على كبري».. وهذا نداء لكل من يشعر بالمسؤولية.. سواء جماهير أو إعلام أو... فَرَوِّجُوا (من الرواج) لهم يرحمكم الله...