قالها الزاكي أتذكر ما قاله الزاكي بادو ذات يوم عن جواد الزاييري عندما صادره أولا ونصحه ثانيا ألا يتحول إلى الخليج العربي وبالضبط إلى اتحاد جدة كفرق واضح في الإحتراف والعادات والتقاليد واللغة والمناخ، علما أن المحترف الذي يتحول من أوروبا نحو الخليج لا ينجح عادة في مشواره وإن كان يربح أموالا طائلة..وكان الزاكي الذي قدم جواد بأبهى صورة في كأس إفريقيا وتألق معه بلا حدود وارتفعت جراء ذلك كوطته، قد نصحه بالبحث عن أفضل الأندية الأوروبية والعروض المتاحة أوروبيا حتى يظل عطاء اللاعب متوازنا مع فريقه وحتى مع منتخب بلاده، لكن جواد صمم على اختيار محطة إتحاد جدة كأحد أفضل الأندية السعودية وكمعار لمدة ستة أشهر من يناير 2006، لكن تجربته باءت بالفشل ولم يلعب إلا لقاءات يسيرة ولم يستأنس بالأجواء ذاتها إلى حين التحول مجددا نحو الإحتراف بالبرتغال ثم اليونان وأدى ضريبة ذلك غاليا بحضور قليل مع أندية بوافيستا ونانط وأستيراس تريبولي وأولمبياكوس اليوناني، وهو ذات الموقف الذي عاشه نور الدين البوخاري أيضا مع إتحاد جدة عام 2008، إذ لم يلعب معه أي لقاء وهوت كوطته فيما بعد إلى أن أصبح إسمه بعيدا عن الأضواء، وفقط من نجح من الدوليين المغاربة بالسعودية سواء مع الهلال أو النصر والإتحاد هم سعيد شيبا وكماتشو وأحمد البهجة ورشيد الداودي وأبو شروان وصلاح الدين عقال وكلهم ولدوا من رحم البطولة الوطنية وسافروا نحو السعودية، ما يعني أن نصيحة الزاكي لم يقتنع بها جواد الزاييري فانطفأت أنواره رغم أنه كان ألمعيا وقادرا على التألق أوروبيا وارتباطا بسياق التفكير الذي يطال الوجوه الجديدة بالمنتخب الوطني من أمثال عادل هرماش ويوسف العرابي كمحطتين جديدتين في معادلة إختيار الهلال السعودي كفريق غني بالمال وبالنجوم، هل يكون كلام الزاكي أيضا منطقيا بذات التصور الذي كان يرى فيه جواد الزاييري غير مؤهل للعب بالإتحاد السعودي، ليكون ملائما لهرماش والعرابي وهما ينضمان للهلال السعودي؟ وهل يكون غيرتس أيضا منطقيا مع قبوله تحول هرماش إلى الهلال لأنه يعرف الفريق باحترافيته وغناه كما يستقبل أيضا تحول العرابي إلى ذات الهلال ليكشف عن أوراقه الإضافية بمعزل عن الغنى والثراء؟ بين الزاكي وغيرتس نقط وفواصل في المسار مع المنتخب لأن الزاكي كان يعرف قيمة لاعبيه، ويرى فيهم ذروة النجومية بأوروبا على النقيض من زوالها الخليجي، كما عايش المنتخب لمدة أربع سنوات حصل فيها على إنجازات جليلة كان آخرها حضوره في نهائي كأس إفريقيا 2004 بتونس، لم يستطع أي لاعب أن يتحول إلى الخليج إلا جواد الزاييري ولكنه لم ينجح بالنصيحة التي قدمها له الزاكي، لكن مع غيرتس اليوم ومع نثف من الزمن الذي قضاه بلقاءين دوليين رفعاه جزئيا إلى القمة وبخاصة كوطة الرباعية بمرمى الجزائر. ربما قد تكون معادلة التأثير على هرماش والعرابي كلاعبين يشقان طريقهما نحو التألق فاشلة من ذات الزاوية التي نصح بها الزاكي جواد الزاييري، مع أن غيرتس حمس هرماش بالحضور مع الهلال في غياب العروض الأوروبية وربما يكون أيضا وراء إنتقال وتحميس العرابي بقبول عرض الهلال كفريق قدم لغيرتس ضمانات مالية كبيرة في السابق وربما لا يتنكر غيرتس لحسنات الهلال ويرد له الجميل بأهلية وجوه مغربية ساطعة وفي عز الشباب، لكن في حالة الفشل لا قدر الله، هل يكون غيرتس هو المسؤول عن اختياراته وقناعاته للاعبين بهدف ثرائهم على حساب رد الوفاء للهلال شخصيا؟ وهل سيحظى اللاعبان معا بالقيمة العالية أوروبيا حتى ولو فاز الهلال بالبطولة؟ وهل سينجحان أيضا لما بعد إنتهاء العقد في عز 28 سنة، ويحصلا على مكان رئيسي بأقوى الأندية؟ لا أعتقد شخصيا أن من يتحول إلى الخليج ليربح عمره الصغير إحترافيا بالمال الوفير، سينجح بعدها باللعب لأفضل الأندية قياسا مع منطلقات عصر الكرة الحديثة المبنية على سرعة الشباب ونجومية الشباب في الربيع 24 و25 كأقوى سن في الإنتاجية الكروية والمالية، بينما الكرة في الخليج مبنية على المال أساسا، أما المردود فيفتر من خصوصية المناخ والحرارة المفرطة وتغير الأنماط والتقاليد إلى حد الملل وغيرها من العادات التي قد تحضر في التداريب أيضا مع وجوه قد تتواصل ولا تتواصل، وأخاف من أن يفضل عادل هرماش والعرابي معا لأنهما إختارا المال أولا كقناعة وهو حق مشروع، ولم يختارا المحطة الأسمى للنجومية العالمية بأوروبا للتدرج في سياق الأندية العالمية وليس الأندية السفلى بالتدرج خليجيا.