الزاكي بين جرأة القرار وحسم الإختيار درار قدم البرهان ليكون الظهير الأيمن بالكان الحارس لغز معقد، عوبادي شفرة سرية وبرادة مدبر الحلول كثيرون أعلنوا من الآن تشاؤهم مما ستؤول إليه الأمور بالكان.. أكثرهم وسطية واعتدالا قرروا ارتداء نظارات سوداء بعد مبارتي قطر وليبيا في محاكمة على الجاهز لخلاصة النزالين.. بين الأماني والتقييم، كانت الشعرة التي رسمت أكثر من فارق ولتنقسم الآراء بين من يطالب بالحكمة والتروي وعدم التسرع في محاكمة أداء منتخب إفتقد لكثير من بطارياته. في المتابعة التحليلية التالية قراءة في تأثير الإكراهات التي جابهت الزاكي، في خلاصات النزالين وفي الغيارات التي ربحها المدرب والعناصر التي تحضر بين المنزلتين. تسونامي وعيادة مزدحمة فوق كل التوقعات الممكنة، وعلى عكس المشتهى سارت سفينة المنتخب الوطني بعد أن هيأ الزاكي قبل 3 أسابيع أسطوله الحربي إن جاز التعبير للموقعات الشرسة التي تنتظره سواء بالكان أو ما سيعقب الكان إن كتب لرحلة التميز أن تكتمل. ساعات طويلة قضاها الزاكي الذي تحول طيلة الأسابيع الثلاثة من شهر غشت لمكوك تجول بين نقاط كثيرة من القارة العجوز، لا لشيء سوى لضبط أموره مع بعض المحترفين وعدم ترك أي شيء للصدفة. كل هذا المجهود وهذه القراءات عصفت بها إصابات لعينة أبت إلا أن تتحالف ضد خطط الزاكي، وتفرض عليه قسرا أن يلجأ للخيارات والخطط البديلة، أو ما يستدل عليه بالخطة باء. من فكروش لبنعطية ومن لزعر للعدوة ومرورا بداكوسطا الذي تعرض لالتواء بالكاحل بمباراة قطر، ثم الشماخ فالسعيدي ولبيض وانتهاء بالعرابي والقادوري وكلاهما أشهر انسحابه بعد الودية الأولى، تكون عيادة الفريق الوطني مزدحمة والثوابت في خبر كان والغاية من النزالين فقدت جدواها، حيث غير الزاكي من استراتيجية التفكير والمقاصد انسجاما مع المستجد غير المرغوب فيه. بين رجال الطوارئ ودور الدوبلير القائمة الأولى المؤلفة من 23 لاعبا بعد تقليصها وهي التي احتكمت على 34 لاعبا في الوهلة الأولى، قدمت إشارات قوية على أن الزاكي بصدد البحث عن ازدواجية المهام أو البحث عن لاعب وخليفته بنفس المركز وبنفس المقاسات الفنية والمهارية. غير أن لعنة الإصابات فرضت عليه تغيير الخطة والدفع أمام ليبيا من لم يكن مدرجا ضمن خانة الإهتمام أصلا وقبلها أمام قطر منح أدوارا جديدة ليست من صميم الإختصاص لبعض العناصر استمرارا لنهج التجريب كما هو حال فضال مكان لزعر وإعادة العدوة لمحور الدفاع مكان بنعطية بعدما استأنس بدور السقاء طويلا. بحث الزاكي خلال المباراتين معا وهو يجرب 22 لاعبا باستثناء الحارس العسكري عن لاعبي طوارئ للمهام الخاصة والدقيقة جدا، وخرج بخلاصات قوية بهذا الخصوص إبتعدت عن قراءات المتتبع العادي الذي كان يواكب أداء اللاعبين برؤية تحليلية نقدية مختلفة. درار للتمويه والربح الأكيد الزاكي ليس بليدا، والأكيد أنه يعلم أن من سيواجه المنتخب المغربي ويوضع معه بمجموعة مراكش بالنهائيات سيعود لقراءة أشرطة فيديو مباريات الأسود. لهذا السبب عمد الزاكي لتغيير مواقع بعض اللاعبين والدفع بعناصر أخرى قد لا تجد مكانا لها حتى ضمن 23 عنصرا الذين سيتشرفون بالمشاركة بالكان وليس ضمن 11 الذين يدخلون المباراة منذ الإنطلاقة. ولأن الحراسة موضع قلق ووجع برأس الكثير من أنصار الأسود، فقد ظلت معلقة حتى إشعار آخر دون أن يهتدي لمعرفة من سيأتمنه الزاكي على الخشبات الثلاث للفريق الوطني بالكان طالما أن قطر وليبيا لم يخبرا بالقوة اللازمة الزنيتي وبونو. وطالما استبعد الزاكي العسكري من فكره فإنه بعودة فكروش ستتعقد المهمة أكثر أمام حارس الرجاء. مفاجأة اللائحة منذ البداية كانت لاعب موناكو نبيل درار الذي منحه المدرب الجديد لفريق الإمارة الفرنسية دور الظهير الأيمن فأبدع فيها، فكان الزاكي ذكيا، إذ لم يقحمه في هذا الدور مباشرة ومنحه دورا للتغطية كجناح أيمن مزور على الهاشيمي البعيد كل البعد عن تكريس الثقة في شخصه ب «الكان»، لاعتبارات كثيرة ومنطقية، وما هو مؤكد كما تسنى ل» المنتخب» الإهتداء إليه هو كون درار سيقبض على مركز الظهير الأيمن ومن دون منازع بالكان بعدما قدم برهان القتالية والإستئساد الذي نال رضا الزاكي بميزة متفوق. جبيرة للتمويه وعوبادي الدينامي غاب لزعر فتخوف الجميع من أن يتوقف طموح ومسيرة لاعب واعد يجاور وزراء الدفاع بالكالشيو عند فاصل الإصابة اللعينة. الزاكي لا يؤمن ببركديش ظهيرا حتى ولو حضرت فتوى تجيز هذا التوظيف، لذلك قامر وغامر بظهير مزور فشل في تقديم نفسه بالمباراة الأولى، قبل أن يتأكد أنه لا مناص من دعوة صاحب اختصاص لشغل الفراغ فاستنجد بجبيرة المتواجد مع المحليين بالجديدة. تنقيط جبيرة تأرجح بين السلبي والإيجابي في انتظار التخلص من بعض الزوائد الهاوية، لكنه على مستوى الحضور البدني أولا والسن ثانيا وأدواره الدفاعية ربح مكانه كدوبلير للزعر بدل كروشي المتقدم بالسن وبركديش المترنح دفاعيا. الربح الثالث في الرهانين الوديين كان هو لاعب ليفورنو هيلاس الإيطالي منير عوبادي والذي بدا وكأنه لعب لسنوات طويلة بالكالشيو، فكان أكثر من لمس الكرة من لاعبي الفريق الوطني وأكثر من مرر التمرير الصحيح خلال المباراتين معا، وبمصادرنا الخاصة توصلنا إلى أن عوبادي شفرة سرية ورقم لم يخرج من حسابات الزاكي في التشكيل الرسمي و الأساسي وسيكون محورا لخططه بخط الوسط. برادة وبلهندة ضدان لا يلتقيان الوسط الذي لدغ منه الفريق الوطني مرارا وخاصة في السنوات الأخيرة بالإفتقاد للاعب القائد والملهم، ظهر مردوده متفاوتا من مباراة قطر لمواجهة ليبيا. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن الصبر على بقاء بلهندة بعد إسقاط بوصوفة والتغاضي عن كارسيلا ما يزال بحاجة لتفسير ولو أن لاعب دينامو كييف الأوكراني مارس بعض أدوار اللاعب السقاء. إستغراق في التمرير العرضي، افتقاد لجرأة اتخاذ القرار وخلق لزحمة على مستوى التعامل مع قرارات تفرض سرعة على مستوى التنفيذ، تجعل من تواجد بلهندة بجانب الواعد والمتألق برادة والذي لو يضبط تنافسيته بفيلودروم رفقة مارسيليا، فلن يجد منازعا ينازعه دور لاعب الربط والتمريرة الحاسمة. مع الطوسي وقبله غيرتس، توصلنا إلى أن تواجد برادة وبلهندة جنبا إلى جنب يفقدهما معا خاصية التميز ليقدم «كان»، جنوب إفريقيا وكثير من مباريات الفريق الوطني قدمت الدليل على أن تواجد برادة لوحده بمنحه أريحية تصرف أفضل ويجعله أكثر تأثيرا على كثير من القرارات الهجومية لإبداعاته ولسرعته ولخاصية الجرأة في التسديد صوب المرمى. لذلك برادة من دون بلهندة في المباريات الودية القادمة وبعودة القادوري ستشكل قرارا للزاكي لوضعه في ميزان التقييم. الشماخ، العدوة وبنعطية كلمة السر أمرابط بعيد عن الإيقاع والتنافسية وحضوره كان تحت المتوسط وتوظيف شحشوح رأس حربة يجعل من الظلم تنقيطه وعزل العرابي أمام قطر لا يتيح إمكانية واحدة لرصد الجاهزية والفاعلية. لكل هذه الأسباب ما هو مؤكد من ثوابت لا تقبل النقاش داخل الفريق الوطني، لغاية اللحظة هي أسماء ثلاثة لا نزاع بشأن تصدرها أولويات داخل فكر الناخب الوطني. الشماخ المفضل هجوميا للزاكي لاعتبارات تكتيكية خالصة أكثر مما هي مرتبطة بالنجاعة والفعالية. بنعطية القائد وروح الفريق وصمام الأمان ومركز الثقل بخط الدفاع بجانب داكوسطا الذي ينتظر تعافيه وعودته من النقاهة. والعدوة الملتزم الحضور والمنضبط تقنيا وخططيا واللاعب الذي يقدم أداء سخيا لمدرب يعرفه تمام المعرفة منذ كانا معا بالوداد. هؤلاء هم كلمة السر في انتظار مفاجآت مباراتي كينيا وإفريقيا الوسطى وقدوم بلعربي وحمد الله والسعيدي الكفيل بنفض الغبار عن هجوم مراهن عليه لإرعاب خصوم الفريق الوطني بالكان وقيادة الأسود لاعتلاء البوديوم. أما الخلاصة الأكبر فإن الحضور المحلي بتشكيل الكان فمن المرجح أن لا يتجاوز لاعبين إلى ثلاثة وما شوهد أمام قطر وليبيا فكان للضرورة والإكراه ليس إلا؟ تحليل: منعم بلمقدم الزاكي تحدث مع بلعربي وتواعد معه بألمانيا رفض الزاكي رفضا قاطعا الدخول في أي نوع من المفاوضات لا مع وكيل أعمال محترف ولا من ينوب عنه، مؤكدا بلهجة حادة ل «المنتخب» أن ما يستهلك اليوم وبطريقة مثيرة عن الطرق والكيفية التي ينبغي من خلالها استقطاب لاعبين مغاربة بأوروبا قد يجرفهم تيار التجنيس، يجب أن ينتهي وعلى الفور. الزاكي صرح حصريا ل «المنتخب» بما يلي بخصوص المحترف كريم بلعربي: «لقد عرض علي الحديث لأشخاص يمثلون اللاعب ورفضت وكنت مصرا على الإتصال المباشر به وهو ما تم في نهاية المطاف. تكلمنا مطولا وكان التواصل سلسا وسهلا، ولو أن اللاعب يتكلم بالأنجليزية، غير أني لمست أشياء إيجابية كثيرة في خطابه، لذلك قررت أن أتوجه للقائه بألمانيا وسأتابعه عن كثب وأنا على يقين بأنه سيكون حاضرا الشهر القادم إن شاء الله». وأضاف الزاكي: «ليس هدف بلعربي التاريخي بالبوندسليغا في مرمى دورتموند هو سبب حرصي على ضم اللاعب، شخصيا لا ألتفت لمثل هذه الإنجازات، ما أثارني هو طريقة أداء اللاعب وحاجتي لمهاجم دينامي مثله في الفترة القادمة». وكان والد بلعربي قد أكد مؤخرا في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية أنه مغربي وليس من جذور غانية كما تم الترويج بالإعلام الألماني الذي رأى في بلعربي بواتينغ جديد. منعم.ب ويقطع الطريق على يواكيم لوف تداولت وسائل الإعلام الألمانية المختلفة بكثير من الإسهاب تألق اللاعب بلعربي رفقة ليفركوزن بداية البوندسليغا، مشيرة إلى أن مدرب المانشافت المراهن على مرحلة جديدة لمنتخب الماكينات يضع اللاعب ضمن خياراته القادمة. ويراهن الزاكي من خلال تنقله لألمانيا لملاقاة بلعربي لقطع الطريق على لوف الذي يود أن يحاكي ما فعله ديلبوسكي باستدعائه لمنير حدادي في خطوة الغاية منها «أسبنة» اللاعب لضمان استمراره مع لاروخا. قراءة بالأرقام للوديات الخمس للمنتخب الوطني عوبادي رقم ثابت في معادلة الوسط داكوسطا والعدوة الثنائية الدفاعية الأكثر توظيفا خلال المباريات الخمس الودية التي خاضها الفريق الوطني تحت إمرة الزاكي سواء بمعسكر البرتغال أو بمعسكر روسيا أو بمعسكري الدارالبيضاءومراكش، فإن الناخب الوطني وظف لإعتبارات كثيرة من أهمها الغيابات الوازنة لعدد كبير من اللاعبين بفعل الإصابات لما لا يقل عن 34 لاعبا، إذ اعتمد في المباريات الخمس على أربعة حراس وجرب دفاعيا ووسطيا وهجوميا العديد من اللاعبين برغم أنه لم يتمكن في أي من المباريات الخمس من الإعتماد على لاعبين بعينهم يضعهم ضمن النواة الصلبة، إلا أنهم غابوا لأسباب تتصل على وجه الخصوص بإصابات متفاوتة. ومن خلال هذا الجرد يمكننا الوصول إلى ما بات يشكل نسبة مائوية عالية من النواة الصلبة التي ستتحدد من خلالها لائحة 23 لاعبا التي سيعتمدها الناخب الوطني الزاكي بادو لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، برغم أن وديات أخرى تنتظر الفريق الوطني لمزيد من تحديد الوجه الكامل لهذه النواة. وهذا ترتيب للاعبين الدوليين بحسب الدقائق التي لعبوها في المحكات الودية الخمس أمام منتخبات الموزمبيق، أنغولا، روسيا، قطر وليبيا: 1 منير عوبادي: 426 دقيقة 2 عاطف شحشوج: 341 دقيقة 3 مروان داكوسطا: 340 دقيقة 4 عصام العدوة: 326 دقيقة 5 زكرياء الهاشمي: 297 دقيقة 6 يونس بلهندة: 285 دقيقة 7 يوسف العرابي: 281 دقيقة 8 عمر القادوري: 260 دقيقة 9 زهير فضال: 234 دقيقة 10 أشرف لزعر: 220 دقيقة 11 كريم فكروش: 180 دقيقة 12 امبارك بوصوفة: 176 دقيقة 13 نبيل درار: 167 دقيقة 14 عبد العزيز برادة: 145 دقيقة 15 محمد أولحاج: 126 دقيقة 16 أيوب الخالقي: 117 دقيقة 17 المهدي كارسيلا: 104 دقيقة 18 نورالدين أمرابط: 94 دقيقة 19 المهدي بنعطية: 90 دقيقة 20 محمد أمسيف: 90 دقيقة 21 ياسين بونو: 90 دقيقة 22 أنس الزنيتي: 90 دقيقة 23 محمد أبرهون: 90 دقيقة 24 عبد الجليل اجبيرة: 83 دقيقة 25 عبد الرزاق حمد الله: 76 دقيقة 26 محسن متولي: 69 دقيقة 27 عبد الحميد الكوثري: 60 دقيقة 28 زكرياء بركديش: 55 دقيقة 29 محسن ياجور: 34 دقيقة 30 عصام الراقي: 26 دقيقة 31 يوسف لكناوي: 29 دقيقة 32 محمد برابح: 25 دقيقة 33 كريم الأحمدي: 19 دقيقة 34 جمال آيت بنيدر: 15 دقيقة مقاربة جديدة للمحكات التجريبية قرر الزاكي إجراء تعديل طفيف لكنه في غاية الأهمية بخصوص المواعيد الودية القادمة التي سيخوضها لغاية الكان. التعديل يهم إجراء المباراة الودية الأولى يوم الخميس بدل الأربعاء كما جرى العرف بذلك عبر كل تاريخ المواجهات الودية للأسود، على أن تكون المباراة الثانية يوم الإثنين بدل الأحد. الغاية من التعديل يشرحها الزاكي كما يلي: «بالفعل قررت أن أجري هذا التغيير الطفيف لكنه في غاية الأهمية بسبب وصول المحترفين المتأخر من أنديتهم، وفي كثير من المرات يصل بعضهم صبيحة الثلاثاء ويجري معنا حصة تدريبية واحدة، وبالشكل الجديد سنربح يوما إضافيا على مستوى التكتيك مع المحترفين. نفس الشيء تأخير مباراة الأحد ليوم الإثنين يتيح أمامنا فرصة أكبر لاستعادة الطراوة ولربح يوم على مستوى التواصل وتعميق النهج التكتيكي والأوتوماتيزمات مع العناصر المحترفة. واستدل الزاكي بما أصبحت تنهجه المنتخبات الأوروبية التي خاضت تصفيات الأورو مؤخرا يوم الإثنين بدل الأحد. منعم.ب