شئنا أم أبينا، منتوجنا الكروي ضعيف وممل ولا يصدر المتعة على الإطلاق ليكون على الأقل واحدا من أفضل البطولات العربية أو الإفريقية، وليس موضوع مقارنة محضة مع البطولات الأوروبية، وأكثر من عام وفي أفق انطلاق أية بطولة، وجهنا السؤال حول طبيعة المنتوج الكروي في جلبابه الإحترافي الرابع اليوم، هل فعلا تقدمت الكرة الوطنية في تقديم الفعل والفاعل والمفعول به داخل الملاعب في ظل السهولة التي أصبحت الكرة تتمتع بها أمام تطور القوانين التحكيمية ؟ وهل تقدمت الأندية في تطبيق الإحتراف على أنه مهنة وليس هواية ؟ وهل أصبح ذات اللاعب يعرف معنى للإتزام مع ناديه وما له وما عليه في ترسيخ القيمة المضافة للمردودية أكثر من الهواية ؟ وهل يتمتع المدربون بفصائل الديبلومات المتناقضة بمعزل عن قيمة الأجانب المعروفين بشيء من الواقعية على أنهم مسؤولون عن عرضهم ولياقتهم وتكتيكهم وإيقاعهم كل أسبوع ؟ وهل يتمتع التحكيم المغربي بالمصداقية العامة على أنه لا يخون اللعبة ولا يرتشى في مباريات شكك فيها في أكثر الحساسيات ؟ وهل التكوين القاعدي الذي ينتج اللاعبين به أصلا مؤطرون من المستوى العالي لتفريخ الطاقات الموسمية ؟ وهل الأندية فعلا تتغيا هذا المدلول الإبداعي الغائب جملة وتفصيلا عن إيقاع أية بطولة مع أني بكثرة المتابعة للبطولات الأوروبية أجتهد كل يوم في تقريب الجمهور المغربي من صناعة المغاربة في عمق الأندية الأوروبية ، بينما واقع الكرة المغربية موقوف كل سنة على الأسماء المعروفة في لائحة الإنتقالات الهزيلة وبدون نجوم ؟ وهل فعلا يرى رؤساء الأندية على أنهم لا يملكون العصا السحرية لصناعة نجم مع أن الواقع يقول بالعكس من أن المسؤول الأول ومن معه لا يملكون مشروعا حداثيا لصناعة الخلافة للنجوم في أي موقع لأنهم أصلا لا يملكون صناعا تقنيين في القاعدة ؟ لا أريد هنا أن أثقل على المسؤول ما معنى أن يكون رياضيا ومستثمرا حقيقيا في صناعة النتائج والرجال والأجيال ، ولكن من الضروري التنبيه و القول من أن الزمن الكروي انقلب رأسا على عقب ، انقلب في زمن أصبح فيه المال متسيبا في غياب لاعب كبير يستحق أصلا صفقة ما يقدم اليوم بسيولة باهضة في لاعب عادي، بينما واقع الأمس كان يعج بالفنانين في غياب المال والإمكانيات، ولا قياس مع وجود الفارق حتى في الصلابة والقامة والحراسة وشموخ المدافعين والوسط والهدافين. والواقع الحالي وضع كل شيء في السهولة المحضة وتوفير كل الإمكانيات، ومع ذلك لا تجد صناع الأدوار من المستوى العالي والدولي ولا تصدر أي نجم إلى الخارج من مؤدى أنه صناعة مغربية كما قدمه أسماء الأمس القريب أيضا. فهل أنا خاطئ ؟ أم أن الزمن هو الذي أخطأ في تغيير هذا الانطباع ؟ الموسم الكروي الحالي في جلبابه الإحترافي الرابع أمامكم، ولكم أن تحكموا عليه بجهد ما يقدم من متغيرات تقنية وبشرية مع أن الأمر التقني داخل الرقعة هو الذي يحاكم كل شيء كصورة وأسلوب ونهج وإيقاع من خلال الشخصيات البشرية المختارة. وهذا الواقع هو الذي نريده أن يتأسس كثقافة لدى المدرب من أنه هو صانع النهج والإيقاع والمتعة والنتيجة أيا كانت تبعاتها، والرقعة هي من يحاكمها الجميع في إطار كرة «ديال بصًح» وليس كرة مملة تحاكم أصلا مجهود مدرب ومحدودية اللاعب. وأعرف حتما أن اللاعبين الذين سيدخلون الموسم الكروي بجديدهم وقديمهم وشبابهم سيدركون مخاض ما اجتهدوا في تحضيرهم البدني كمخزون يوظف لعام بالكامل، وتحضيرهم النتكتيكي الذي يقودهم لتحقيق النتائج، واستئناسهم باللقاءات الودية المبنية على ركام الإنسجام وليس للتفاؤل على أنها نتائج إيجابية في الوديات، لكنها مغشوشة مع انطلاق المباريات الرسمية. لذلك لا يجوز التأكيد على أن من فاز بأكثرية المباريات الودية هو في أفضل حال بمعيار أن الودي هو تجريبي وليس رسمي بالقدرات الذهنية والتركيزية. ما نأمله في عز البداية الرابعة للإحتراف هو أن نشاهد مباريات احترافية لا يتوقف إيقاعها الكروي من مضمون عقلية وذهاء المدربين، ولا نريد كرة مدللة ومملة باحتراف أصلا غير ناضج كمشروع بالجامعة والأندية، وحتى الرؤساء نيام مع الرتابة و«القهرة» في انتظار أن يجود لنا الزمان بلاعب دولي غاية في الإحتراف.