سأكذب لو قلت أني توقعت لخويا بطلا أهدي هذا اللقب للجمهور المغربي الذي ساندني طويلا إنتقلت لقطر لتقريب أبنائي من اللغة العربية والإسلام حظي الدولي المغربي السابق عبدالسلام وادو بشرف رفع ذرع لقب البطولة القطرية لهذا الموسم بعد أن توج فريقه لخويا ظاهرة الموسم في الأسبوع الماضي بهذا الإستحقاق، والظاهر أن عبدالسلام وادو الذي عرف مساره عدة محطات بفرنسا وإنجلترا واليونان قبل أن يحط الرحال بقطر قد أصاب الإختيار بعد أن قاد فريقه الصاعد حديثا من الدرجة الثانية إلى هذا التتويج نظير الدور الذي لعبه داخل الفريق بفضل التجارب التي خامرها سواء مع الأندية أو رفقة المنتخب المغربي. صعود لخويا إلى منصة التتويج جعلت جريدة «المنتخب» أن تربط الإتصال بعبدالسلام وادو من أجل التقرب أكثر من أسرار هذا التتويج والطموحات التي ما زالت تراوده ومواضيع أخرى تابعوها في هذا الحوار.. - المنتخب: بداية هنيئا لكم بهذا التتويج، شخصيا بعد توقيعك العقد مع لخويا، هل كنت تنتظر تتويج هذا الفريق بلقب البطل؟ عبدالسلام وادو: سأكذب عليك لو أجبتك بنعم، لأن لا أحد في الواقع كان ينتظر صعود فريقنا على منصة التتويج، لقد كان هدفنا الأول هو ضمان البقاء إعتبارا إلى أن الفريق هو صاعد حديثا إلى الدرجة الأولى، لكننا في الأخير إستطعنا أن نقهر كل الصعاب وحققنا ما نعتبره إنجازا عالميا، فإذا ما عدنا إلى لإحصائيات سنجد أن قلة هم الأندية التي استطاعت أن تحقق هذا الإنجاز بصعودها على منصة التتويج في أول موسم صعودها. - المنتخب: إلى من تريد إهداء هذا اللقب؟ عبدالسلام وادو: إلى الجمهور المغربي الذي لطالما ساندني كثيرا سواء مع المنتخب المغربي أو خلال تجاربي مع الأندية، لذلك لم أنس كل هذا الدعم، وعبر منبركم أقدم له كل التحيات وأهدي له هذا اللقب. - المنتخب: متى تأكد لكم أنه بإمكان لخويا أن يعانق لقب البطولة؟ عبدالسلام وادو: أعتقد في وسط الموسم، بعد أن أصبح كل المتتبعين يتحدثون عن الفريق الظاهرة الذي استطاع أن يطيح بالأندية القوية، كنا ندرك أننا لسنا الغرافة أو السد أو الريان، ولكن كنا نحلم ونأمل أنه بالإمكان تحقيق هذا الإنجاز، لقد أظهرنا احترافية كبيرة في التداريب وفي التعامل مع المباريات، الحمدلله أن الأمور سارت بشكل جيد وجنينا ثمار العمل الذي قامت به جل فعاليات الفريق. - المنتخب: تجربة عبدالسلام وادو أكيد أنها ساهمت في هذا الإستحقاق؟ عبدالسلام وادو: طيلة مشواري تنقلت عبر العديد من المحطات الأوروبية وكانت لي الفرصة للعب إلى جانب العديد من اللاعبين المغاربة الكبار كنورالدين نيبت والطاهر لخلج ومصطفى حجي، حيث تعلمت الكثير منهم، لذلك حاولت تسخير التجارب التي خامرت بهذا الفريق سواء داخل الملعب أو خارجه، لا تنسى أن الفريق أيضا ضم لاعبين جيدين من أمثال كوني وداندان. - المنتخب: سيشارك لخويا في دوري أبطال أسيا، هي خطوة أخرى من أجل استشراف رهان قاري جديد؟ عبدالسلام وادو: قبل ذلك أمامنا هذا الموسم منافستين لكأسي ولي العهد وأمير دولة قطر، نحن نخطط لمواصلة حصد الألقاب وتجسيد الفوز الأخير بلقب البطولة، تأتي بعد ذلك المشاركة في دوري أبطال أسيا التي أعتبرها فرصة أخرى وتحديا آخر نظير الفرق الأسيوية التي تشارك في هذه المنافسة، طبعا نحن نخطط للذهاب فيها بعيدا خاصة أن اللقب الأخير منحنا جرعات أخرى من الثقة. - المنتخب: مارست بالعديد من البطولات الأوروبية قبل أن تحط الرحال بالبطولة القطرية، أي مقارنة تعقدها من خلال المحطات السابقة؟ عبدالسلام وادو: طبعا المستوى لا يمكن مقارنتة بباقي البطولات الأوروبية القوية كإنجلترا أو فرنسا أو إسبانيا، لكن البطولة القطرية ومع ذلك تبقى بطولة جيدة ولها مميزاتها هناك مباريات من المستوى العالي وأندية لها إمكانيات مادية تسمح لها بشراء أبرز المهاجمين الذين يؤثثون فضاءها، وهو ما يخلق نوعا من المنافسة القوية في المباريات، ربما النقطة السوداء هو غياب الجمهور في الكثير من المباريات، أنا أعتقد أن البطولة القطرية تسير بثبات نحو الأفضل خاصة أن قطر مقبلة على تنظيم كأس العالم 2022. - المنتخب: وكيف جاء اختيارك للبطولة القطرية؟ عبدالسلام وادو: رحبت بفكرة الإنتقال إلى لخويا عندما طرحت علي فكرة الإنتقال له من طرف المدرب جمال بلماضي الذي جاورته كلاعب بنادي فالنسيان، لكن ثق بي أن سبب الإنتقال للبطولة القطرية وبغض النظر عما رياضي فقد كان أيضا اجتماعي ذلك أن الإقامة ببلد عربي ستتيح الفرصة أمام أبنائي لتعلم اللغة والثقافة العربيتين وكذا التعاليم الإسلامية. - المنتخب: وهل كان سهلا الإنسجام مع الحياة الجديدة في قطر؟ عبدالسلام وادو: لا بتاتا، لقد وجدت بعض الصعوبات في بداية الأمر، حيث كان قدومي في شهر يوليوز وكانت درجة الحرارة وقتها تتراوح بين 45 و50، لذلك كان من الصعب التأقلم مع الأجواء الجديدة بعد مرور شهور قليلة، اليوم تسير الأمور بشكل جيد هنا وأنا سعيد بالعيش في بلد إسلامي مثل قطر. - المنتخب : هل يبقى فريق لخويا آخر محطة لعبدالسلام وادو؟ عبدالسلام وادو: بالفعل لقد حسمت هذا الأمر وقررت أن أختم مشواري هنا بقطر بعد أن مررت بالعديد من التجارب بأوروبا، فكما أكدت أن احترافي بقطر له عدة مزايا، منها ما هو رياضي وآخر اجتماعي، لذلك تجدني جد سعيد بهذه التجربة التي ستبقى هي الأخرى إيجابية ومؤثرة في مشواري. - المنتخب : هل بدأ من الآن عبدالسلام وادو يفكر في مرحلة ما بعد الإعتزال الكروي؟ عبدالسلام وادو: ما زال أمامي ثلاث إلى أربع سنوات من الممارسة بقطر، طبعا وكباقي اللاعبين أفكر في مستقبلي بعد الإعتزال أكان على مستوى دخول المجال التدريبي أو المجال التدبير الرياضي الذي يستهويني كثيرا، سنرى إذن ما ستجود به الأيام القادمة. - المنتخب: أكيد أنك تابعت المباراة الأخيرة بين المنتخبين المغربي والجزائري؟ عبدالسلام وادو: بالطبع ما زلت أتابع وأشجع المنتخب المغربي، تابعت المباراة الأخيرة للأسود أمام الجزائر، إذ كباقي المغاربة تأسفت لخسارة منتخبنا، والتي أعيدها لأسباب تتلخص في قلة تجربة مجموعة من اللاعبين وغياب صانع الألعاب الذي يتحمل على كاهله صناعة اللعب وقيادة وتوجيه اللاعبين ثم غياب الحماس والشراسة للفوز ، لدى لاعبينا التقنيات والإمكانيات العالية، لكن عندما تغيب الشراسة داخل الملعب فالأكيد أن ذلك يلعب دورا سلبيا في الملعب لأن المنتخب الجزائري حقق مبتغاه بحماسه، لذلك أتمنى أن نتدارك الموقف، حيث تنتظرنا مباراة الإياب التي يجب أن نفوز بها بأي ثمن. - المنتخب: أكيد أن مواجهة الإياب أمام الجزائر شهر يونيو القادم ستكون جد حاسمة وتتطلب إستعدادا خاصا؟ عبدالسلام وادو: بالطبع وسأكون أول المشجعين للمنتخب لمغربي وسأحضر إلى المغرب لمتابعة المباراة ومساندة اللاعبين، أتمنى أن يحضر الجمهور المغربي بكثافة لهذه المباراة، أنا أنتظر أن يكون الملعب غاصا بالجماهير الذي يجب أن يصل إلى 90 ألف متفرج لضمان دعم اللاعبين وتسجيل الفوز الذي ننتظره وقادرون على تحقيقه. حوار: