قلنا سابقا أنه حافظ على هدوئه ولم يتأثر بزلزال الفيفا الذي أعقب قرار لجنة الطوارئ التي ألغت نتائج جمع 10 نونبر. إتزانه وضبطه للأعصاب قاده للحفاظ على التوازن والإتكال على نفس الكومندو الذي اشتغل معه خلال الحملة السابقة. اليوم وليس استباقا للمشهد ولخاتمة جمع سيكون سيد نفسه، فوزي لقجع يبدو المؤهل الكبير لخلافة علي الفاسي الفهري في منصبه قياسا بتحركات وتربيطات سبقت اليوم الموعود والتي تمنحه أفضلية كبيرة لتولي المهمة ما لم تحدث مفاجأة مستبعدة. في الحوار التالي نكتشف من جديد أفكار الرجل، فلسفته وكيف يقرأ المرحلة القادمة وما هي أبرز اقتراحاته لإخراج الكرة المغربية من حالة الجمود التي سيطرت عليها لفترة طويلة. المنتخب: تقدم ترشيحك للمرة الثانية لمنصب رئيس الجامعة، أي أحلام وأي تصور تحمله في مبادرتك الثانية بعد التجربة السابقة التي انتهت بشكل دراماتيكي؟ فوزي لقجع: فعلا كان لا بد من الإنتصار للمبدإ أن أواصل لا أسميها المغامرة بل المبادرة، ومن يحمل المبادئ ويناضل لأجلها فإنه بكل تأكيد لا يتأثر بأي نوع من الإكراهات التي تعترضه. التجربة السابقة أصبحت من الماضي وطواها النسيان واليوم وبعد طول تفكير خلصت لحقيقة واحدة وهامة وهي كون المشروع الذي حملته معي شهر نونبر لم يعد ملكا لي وإنما لرفاق آمنوا به وعلقوا عليه آمالا عريضة، فكان لا بد من الوفاء لنضالهم وتقديم ترشيحي من جديد لمنصب رئيس الجامعة. المنتخب: طيب رافق الفترة السابقة الكثير من التكتم وهو ما سميناه بمبدأ «التقية»، اليوم الأمور مكشوفة أكثر، هل خلفت التجربة السابقة آثارها السلبية التي دفعتكم لتغيير استراتيجية تعاملكم مع طلب الترشيح؟ فوزي لقجع: نحن بصدد المنافسة على منصب رياضي ولا يوجد ما يدفعنا لا للتكتم ولا لتوخي الحذر، كل ما هنالك أننا استفدنا من التجارب السابقة وقررنا هذه المرة كما في السابق أن نكون أكثر حكمة وعقلانية في التعامل مع الحدث. إحتكمنا للهدوء أثناء وضع ترشيحنا ولسنا بحاجة لبهرجة أو دعاية لإعلان مشروع إلتزمنا به ولم نغيره، لأنه كما سبق وقلت لك ننطلق من مبادئ والمبادئ لا تتغير. نراهن على جمع عام ديموقراطي قوي ينتصر لسمعة الكرة المغربية ويغني النقاش البناء والهادف. المنتخب: هل يفضل لقجع دخول الجمع بلائحة واحدة تحظى بالتزكية، أم تراه يفضل المنافسة؟ فوزي لقجع: لو كان الأمر متاحا أمامي للإختيار لاخترت بكل تأكيد تواجد أكثر من لائحة، أنا من المنتصرين لطرح التعددية والديموقراطية وأرحب بشكل كبير بأي منافس يحمل مشروعا للإرتقاء بالكرة المغربية. صدقني سأكون أول من يصوت ويرفع يد من يحمل هذا المشروع عاليا، لأن هدفنا كما قلت ليس التموقع أو المناصب بقدر ما نسعى لتخليق الممارسة الكروية بالمغرب وأن نجعل الكرة المغربية بين آياد أمينة بعيدا عن التعصب والنرجسية والذاتية. المنتخب: بعد أربعة أشهر على قرار الفيفا بإلغاء الجمع الذي حملكم لرئاسة الجامعة، هل حافظتم على نفس المشروع، أم تم تغييره بناء على جديد المرحلة؟ فوزي لقجع: المشروع وحدة درسناها دراسة عميقة مع أهل الإختصاص ولم يكن وليدا لأفكار أو نزوات مرحلية، لذلك هو صامد وباق ومتجدد بطبيعة الحال. لم نغير المشروع على صعيد النواة، غير أن الفترة الأخيرة كانت كافية لننقحه وندعمه أكثر انسجاما مع المتطلبات الأخيرة للكرة المغربية (أندية ومنتخبات ولاعبين ومنظومة ككل). إلتزامنا كان أخلاقيا مع الأندية التي دعمتنا خلال الجمع السابق ولا يمكن بعد كل هذا الإنتظار أن ندير ظهرنا لها ونغير من قناعاتنا. المنتخب: هل اطمأن السيد لقجع لموقف الأندية الداعم لترشيحكم بعد لقائكم الأخير بهم بالعاصمة الرباط؟ فوزي لقجع: لم أكن في حاجة لهذا الإجتماع كي أدرك أن هناك دعما غير مشروط من بقية الإخوان والفرق، لأنني حافظت على خط الرجعة وعلى التواصل الدائم معهم طوال الفترة السابقة. على العكس من ذلك لقد شعرت بثقل المسؤولية وجسامة ما ينتظرني لو كتب لي وأن انتخبت رئيسا للجامعة للفترة القادمة لما لمسته من دعم وتأييد ومواقف داعمة لعبد ربه وهذا تشريف وتكليف يطوقني في واقع الأمر بمسؤولية مضاعفة. حضور 55 من أصل 60 مندوبا أعتقد أنها كانت مسألة ذات دلالات قوية وأشعرتني بالإرتياح. المنتخب: ما صحة ما تم الترويج له مؤخرا بقصاصات ووكالات أنباء أجنبية عن كونك فاوضت عددا من المدربين الأجانب لتدريب الفريق الوطني؟ فوزي لقجع: تابعت بكل أسف هذا المسلسل السخيف ولم أتأثر به بقدر تأثري لمقاربة التعاطي والتجاوب السلبيان معه محليا. أجزم عبر منبركم على أنني لم أفاوض أيا كان ولم أقدم وعودا لأحد بتدريب المنتخب المغربي، وهنا أتوجه بندائي للسماسرة الذين سخروا هذه الوكالات بأن يغيروا الحرفة ويتجهوا للعقار لأنه أكثر دخلا وفائدة ووعد مني بأن أنهي زمن سيطرة السماسرة على محيط الفريق الوطني. المنتخب: إذن نفهم من سياق كلامك أن ما تم الترويج له هو استهلاك فقط؟ فوزي لقجع: هو تمييع للمشهد ولورش المنتخب الوطني الذي له حرماته، قبل أن يكون استهلاكا، لقد إلتزمت سابقا وما زلت على النهج بأن مقاربة اختيار المدرب القادم للمنتخب الوطني ستخضع لمقاربة تشاركية تضم أطيافا مختلفة (مدربين، لاعبين دوليين وقامات إعلامية كبيرة وكل المغاربة لهم الحق في اختيار المدرب الأصلح والأنسب للمنتخب). بداية من يوم 14 أبريل أي اليوم التالي لتنصيبي لو نجحت في الإنتخابات سأنكب على هذا الورش وبطريقة عقلانية وحكيمة بعيدة عن الميوعة المروج لها. المنتخب: ما صحة ما إلتزمت به من وعود وأرقام مالية على مستوى زيادة موارد الفرق؟ فوزي لقجع: فعلا نفس الوعود قائمة والحمد لله لم ننطلق من فراغ، بل من التزام أخلاقي واتفاقيات مع وزارتي الداخلية والشباب والرياضية، وأملنا كبيرا في تنزيلها سريعا وفور نهاية الجمع العام لأرض الواقع.. كنت وما زلت عند قولي على أن الأندية المغربية تحتاج لدعم إضافي. المنتخب: تم الترويج لأخبار عن تصدع داخل قائمتك أو إعادة توزيع للأدوار بحسب قيمة الأفراد أو الأندية، ما صحة ذلك وكيف جرى تقسيم الأدوار؟ فوزي لقجع: ليس تصدعا، وأبدا لم نهتز ولو للحظة والفضل في ذلك يعود للإنسجام الطاغي ولاقتسمانا الكبير لنفس الأهداف والطموحات. فعلا كنت بحاجة وهذا مبدأ تربيت عليه توضيح الأمور أكثر كي لا نسقط في حالة التنافي والخلافات مستقبلا، لذلك جاء اختياري عن قناعة لمحمد بودريقة رئيس الرجاء نائبا أول لأنه أول من آمن بالمشروع ولقواسم كبيرة أحتفظ بها، كما أنه دعمني خلال الفترة التي تولد فيها طموح الترشيح وبعده يأتي الأخ البوشحاتي، ثم أبرون في الصف الثالث لأنه آخر من انضم لنا وبالتالي لا أعتقد أن هذا التقسيم يفسد للود قضية. المجال مفتوح ليس لهؤلاء فحسب، بل للجميع للمشاركة وتقديم اقتراحاتهم وأتعهد بالإستجابة لها. المنتخب: ما دمنا بصدد المكاشفة وتوضيح الأمور أكثر كيف تعلق على ما قيل بكون صفقة تمت بينك وبين أكرم لإيجاد موقع له بالتركيبة القادمة؟ فوزي لقجع: ليس صحيحا، أكرم يمثل ناديا مرجعيا وأنا إلتقيته مؤخرا مرارا كصديق ولم يحدث أن تم أي توافق معه أو مراضاة بيننا. سمعت عن حكاية صفقة تمت بيننا وأنا أنفي هذا ولم يكن ممكنا أن أدير ظهري لأعضاء من البطولة الإحترافية تقاسموا معي هموم الفترة السابقة لأضم أكرم، هذه قواعد اللعبة والمجال يسع لأكرم وغيره من مواقع مختلفة كما قلت، وليس ضمن هرم المكتب المديري. المنتخب: خرجت بعض الوجوه من حسابات المكتب المديري، هل قابل المنسحبون القرار باستياء أو لمست تذمر أحدهم؟ فوزي لقجع: على العكس من ذلك تماما، بخصوص حالة السيد أضرضور هو من طالب إعفاءه لإكراهات تخصه وقبلنا المقترح وكان لزاما تعويضه، فاستقر الإختيار على نور الدين البيضي رئيس يوسفية برشيد لأننا ارتأينا التنوع الجغرافي. بقية الإخوان الذين تحكم في خروجهم إكراه كوطة الفيفا فأنا أشد بحرارة على أيديهم وأنوه بروح المسؤولية التي تحلوا بها بعيدا عن المناصب والتموقع. المنتخب: في جملة واحدة بماذا يلخص السيد لقجع مقاربة الفترة القادمة؟ فوزي لقجع: لا أعد بتحويل منظومة الكرة المغربية لمدينة فاضلة، بل أعد بتخليق الممارسة وتنظيفها من المنتفعين ومنح المنتخب المغربي الحصانة الكافية التي تخول له كسب الشخصية التي تليق به. وأعد بمرحلة خلاقة تشاركية لا حكرة ولا إقصاءات فيها، وأن نحسن من جودة الأداء محليا برفع مستوى البطولة الإحترافية شكلا ومضمونا.