لقب الهداف لا يستهويني لأن همي هو تحقيق الإنجازات الجماعية سطع نجم هذا الفتى الإفريقي فجأة حين قاد النسور لتحقيق إنتصارات متتالية لتظهر موهبته ليس فقط على مستوى الإرتكاز أو صناعة اللعب وإنما أيضا في تسجيل الأهداف، كان يعول في هذه المهمة على الكوليادور ياجور والعائد بورزوق أو حتى الزئبق متولي قبل أن يفرج البنزرتي من مصباحه السحري على اسم فيفيان مابيدي ليصنع الفرحة بالثنائية قبل أن ينتشي بالثلاثية ليعيد الأمل للعشاق والأنصار، وفي ظل هذه الإنتعاشة الهجومية للنسور كان لنا هذا اللقاء مع هذا النسر الإفريقي ليكشف لقراء «المنتخب» عن سر هذا التألق الذي أبى بكل تواضع أن ينسبه لنفسه وحده بل اعتبره نتاج عمل مجموعة بكاملها، كما تحدث كذلك عن حظوظ النسور في هذه البطولة واعتبرها قائمة ولن يتنازل عنها إلى آخر نفس، واستحضر بألم وحسرة إقصاء الفريق من عصبة الأبطال الإفريقية كما استعرض مجموعة من الذكريات الجميلة بالموندياليتو، وأشار كذلك لبعض النقط السوداء التي تميز البطولة الوطنية وتحول دون تطورها، بالإضافة للعديد من المحاور الأخرى التي ستكتشفونها معنا في هذا الحوار الشيق مع هذا الهداف الإفريقي الجديد. المنتخب: كيف هي الأوضاع حاليا داخل الرجاء؟ مابيدي: أظن بأن الأوضاع مستقرة إلى حد ما خاصة بعد الفوز الأخير على شباب الحسيمة، فالمعنويات أصبحت حاليا مرتفعة، وهناك عزم وإصرار من جميع اللاعبين على المضي قدما وتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية، لا نريد أن نلتفت كثيرا للوراء فعيننا على المستقبل لأن هناك أشياء كثيرة تنتظرنا ويجب أن نحققها وهذا يفرض علينا التعاون والتآزر والعمل كمجموعة وكيد واحدة. المنتخب: مؤخرا انتفض هجوم الرجاء وساهمت بشكل كبير في هذه الإنتعاشة فما السر في هذا التألق؟ مابيدي: أظن بأن هذه النتائج التي تحققت هي نتاج عمل المجموعة بكاملها بما فيها الطاقم التقني وكل مكونات الفريق، فاليد الواحدة لا تصفق، وشخصيا لا يمكن أن أنسب هذا الإنجاز لنفسي فقط، ولم يكن بإمكاني تسجيل هذه الأهداف لولا مساندة باقي اللاعبين الذين قاموا بدورهم بمجهود قبل أن يمرروا لي الكرات وأتكفل بإيداعها في الشباك، وهنا لا بد أن أشكر كل اللاعبين على هذه المساندة والدعم وعلى روح المجموعة التي يتمتعون بها. المنتخب: لكن الرجاء كان يعاني من غياب الفعالية قبل أن تساهم في انتعاشة خطه الأمامي بتسجيلك للعديد من الأهداف وتصبح الهداف الأول للفريق؟ مابيدي: ربما يكون تغيير المركز هو ما ساعدني على ذلك فاللعب كمهاجم ثاني إلى جوار ياجور أو بورزوق ساهم بشكل كبير في تسجيلي لكل هذه الأهداف وهذا توفيق من الله أولا، بالإضافة لمجهود باقي اللاعبين، وبكل صراحة فإن هذا هو المركز الذي أرتاح فيه وسبق أن لعبت في هذا المركز بالبطولة الغابونية وأنهيت الموسم بتتويجي كهداف للبطولة برصيد 14 هدفا كان ذلك سنة 2008، وأتمنى أن أسجل مزيدا من الأهداف فيما تبقى من المباريات لأساعد الفريق على الإرتقاء في سلم الترتيب ولم لا التتويج باللقب. المنتخب: هل هذا يعني بأن لديك نية للمنافسة على لقب هداف البطولة وعلى جائزة الحذاء الذهبي هذا الموسم؟ مابيدي: بكل صراحة لا أفكر في هذا الموضوع إطلاقا، وكل ما يشغل بالي حاليا هو تحقيق النتائج الإيجابية لصالح فريقي سواء تمكنت من التسجيل أو تمكن لاعب آخر من ذلك فهذا لا يهم بقدر ما يهم الفوز وإضافة ثلاث نقاط لرصيدنا، فحينما تعاقد معي فريق الرجاء لم يقم بذلك لأجل أن أنافس على الحذاء الذهبي وتحقيق إنجازات فردية وإنما من أجل منح الإضافة للفريق وتحقيق الألقاب وأظن بأن جميع لاعبي الرجاء يفكرون بهذا المنطق، وإذا حدث وتوفقت في نيل لقب الهداف فهذا فضل من الله، لكن المؤكد أني لا أفكر في هذا الموضوع وإن كان هذا لن يحد من طموحي لتسجيل مزيد من الأهداف التي تبقى من دون شك هي نكهة جميع المباريات وإلى جانب إدخالها السعادة لقلوب الجماهير الرجاوية. المنتخب: هل ما زلتم بالفعل تطمحون للفوز بلقب البطولة بالرغم من فارق النقاط الذي يفصلكم عن المغرب التطواني؟ مابيدي: حاليا لا نشغل بالنا بباقي الفرق المنافسة ولا بنتائجها، بل إننا نحاول التركيز أكثر على المباريات التي تنتظرنا، وسنبذل قصارى الجهود لنحقق نتائج إيجابية فيما تبقى من أطوار البطولة، وكلاعبين فقد تحدثنا في هذا الموضوع وأكدنا بأن الخطأ لم يعد مسموحا به وبالتالي فإن علينا المراهنة على النقاط كاملة في كل المباريات، نحن على يقين بأن المهمة لن تكون سهلة لكنها ليست مستحيلة لأننا نتوفر على عناصر متميزة وعلى مجموعة متكاملة وبالعزيمة والإصرار بإمكاننا أن نكون منافسا قويا وشرسا وسندافع عن حظوظنا إلى آخر نفس وآخر دقيقة من عمر البطولة. المنتخب: لكنكم ستواجهون فرقا قوية منها من ينافس على لقب البطولة ومنها من يناضل لتفادي السقوط وهذا ما سيزيد من صعوبة مهمتكم؟ مابيدي: نحن على وعي تام بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا وبصعوبة هذه المهمة لكن لا شيء مستحيل في كرة القدم، صحيح أننا سنواجه أندية تنافس على المراكز الأولى وعلى اللقب وهذا مهم بالنسبة لنا لأن الفوز في هذه المباريات يعني الشيء الكثير إنها مباريات من ست نقاط لذلك سنلعب مباراة بمباراة ولكل مقام مقال، فقبل بضع دورات كنا في وسط الترتيب لكن بمجرد ما توفقنا في تحقيق بعض النتائج الإيجابية تحسن ترتيبنا بشكل كبير وأصبحنا نقترب أكثر من مقدمة الترتيب، ولعلمك فكل المباريات التي تنتظرنا هي بمثابة مباريات سد بالنسبة لنا لذلك فنحن سنخوضها بالجدية اللازمة وبدون أي تهاون أو استهانة بالخصوم. المنتخب: أظن بأن مشكل الرجاء هو عدم استقرار النتائج فبعد سلسلة من الإنتصارات يعود للتواضع، كما حدث أمام الجمعية السلاوية فهل تشاطرني الرأي؟ مابيدي: المشكل ليس في فريق الرجاء و إنما في الأندية التي نواجهها، فحينما تصطدم بفريق لا يريد أن يلعب كرة القدم ويستعمل الخشونة كما يعمد إلى التساقط لتعمد تضييع الوقت فحينها يصعب على الفريق أن يحافظ على إيقاعه وهذا ما حدث أمام الجمعية السلاوية حيث واجهنا فريقا لم يكن يريد أن يلعب كرة قدم بشكل صحيح، وكانت هناك أخطاء تحكيمية ومنها منح ضربة جزاء غير صحيحة للمنافس سجل منها هدف الفوز، وأظن بأننا لم نكن نستحق هذه الهزيمة، أنا هنا لا أبحث عن الأعذار ولا أقول بأننا نتبرأ من المسؤولية، لكن في بعض الأحيان تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن ومهما حاولت فإنك تصطدم ببعض العراقيل، وكما قلت سابقا فمن الأفضل ألا نقلب المواجع حتى نتمكن من التركيز على المستقبل بكل تفاؤل وبمعنويات مرتفعة. المنتخب: لكن هذا لن يعفينا من تذكيرك بإقصائكم من عصبة الأبطال الإفريقية، فكيف تقبلت هذا الإقصاء؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ مابيدي: لقد قلبت علي المواجع مرة أخرى فهذه المباراة هي من بين الذكريات السيئة بالنسبة لي ولا أريد أن أتذكرها وأظن بأن جميع