عمرو زكي الصفقة التي تحولت لصفعة

جراحة ألمانيا أعادت مقدم الصداق بعد قرار الطلاق
زكي كشف حقيقة فحص طبي بدائي ببطولة إحترافية
تسبب المهاجم المصري عمرو زكي في وضع مكونات الرجاء كلها في ورطة حقيقية وأدخلها دائرة متاعب كانت في غنى عنها، بعدما خضع لعملية جراحية بالديار الألمانية دون أن يستأذن من فريقه وليقدم على خطوة وصفها مسؤولو الرجاء بالمتهورة وغير المحسوبة.
عمرو زكي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها منذ توقيعه بكشوفات الفريق الأخضر، إنتهت حكايته مع العالمي قبل أن تبدأ بعد قرار فسخ عقده بصيغة حفظت للفريق كرامته.
حالة زكي هي الشجرة التي تخفي خلفها غابة من التدبير الهاوي لفرق تحمل إسم البطولة الإحترافية، وهي حالة تعكس حقيقة صفقات يتكفل بها أشخاص لا رابط لهم بمجال الإختصاص.
زكي يشغل الدنيا
ما إن توج فريق الرجاء بلقب فخري إسمه «وصيف بطل العالم» عقب الموندياليتو التاريخي، حتى سرى خبر التوقيع مع مهاجم إفريقي من الطراز العالي كالنار في الهشيم دون الكشف عن طبيعة وإسم من هو المعني بهذا التوقيع.
أيام بعد ذلك سيتحدث محمد بودريقة عن كون الرجاء نجح في إقناع المهاجم أو الفرعون المصري عمرو زكي بترك نادي السالمية الكويتي ليوقع في كشوفاته مؤكدا أن الصفقة شبه محسومة وعلى أنها تشكل مفاجأة كبيرة وغير مسبوقة على مستوى جلب لاعب مصري بهذه المواصفات للبطولة الإحترافية.
حل زكي بالمغرب مرفوقا بوكيل أعماله وبالدولي السابق خالد الغندور وكعادة المصريين الذين يحاولون دائما رفع هامة لاعبيهم ومتابعة مستجداتهم، تم إنجاز روبورطاج تلفزي عن صفقة تشكل حدثا، حيث تابع الغندور وعمرو زكي مباراة الكوكب بمركب محمد الخامس، وخلالها تضاعف حجم الإعجاب بالفريق المغربي، إذ قال زكي أن الرجاء خيار مناسب له ولا يقل حماسا ولا احترافية عن الزمالك أو الأهلي وسيقدم كل ما يملك لأنصاره.
مفاوضات عسيرة و شروط تعجيزية
وفي الوقت الذي كان يفترض فيه تقديم اللاعب عمرو زكي في ندوة صحفية بعد المباراة المؤجلة بالبطولة، تخلف اللاعب ومسؤولو الرجاء عن الموعد بسبب اختلافهم حول بنود التعاقد وبعض الشكليات المرتبطة بحسم الصفقة ومنها طريقة تحويل المبلغ الذي طالب به عمرو زكي.
الرئيس محمد بودريقة لم يكن متواجدا بالمغرب، ومن ظهر يومها في الصورة هم ثلاثة أشخاص (خالد بمعروف رفيق الرئيس وأحد مساعديه وصلاح الدين بصير الذين مكلفا بمهمة على رأس اللجنة التقنية ورشيد البوصيري مستشار بودريقة).
ناب الثلاثي عن محمد بودريقة الذي كان يؤدي مناسك العمرة، وعرفت المفاوضات أطوارا عسيرة بعد أن اشترط اللاعب مقابل التوقيع توصله بمقدم العقد (150 مليون سنتيم من أصل 350 مليون سنتيم) قيمة العقد الإجمالية لسنة ونصف.
ولأن القانون المغريي يمنع من تحويل العملة الصعبة نقدا عبر المطارات المغربية، فقد تدخل محمد بودريقة في نهاية المطاف من السعودية ليدبر عبر شبكة علاقاته الخاصة مخرجا ومسلكا للمفاوضات كي يصبح زكي فرعونا مصريا لكن بقميص النسور الخضر هذه المرة.
لياقة وفورمة تحت الصفر
شكل معسكر مدينة أكادير الفرصة الأولى كي يدشن عمرو زكي ظهوره رفقة المجموعة، التي تخلف عدد كبير من لاعبيها بسبب تواجدهم مع المنتخب المغربي بالشان.
علق الرجاويون وفي مقدمتهم المدرب التونسي فوزي البنزرتي الكثير من الآمال على هذا المعسكر كي يقيم بالشكل الصحيح أداء مهاجم معول عليه بالفترة القادمة.
المباريات الودية بأكادير والمباراة الودية اللاحقة أمام غيماريش قدمت الدليل على أن المراهنة على إضافة من عمرو زكي هي ضرب من الخيال، بسبب ابتعاده الكبير عن الفورمة المعهودة عليه وبسبب حمله لكيلوغرامات زائدة وبسبب لياقته التي تحتاج لفترة طويلة كي يكون جاهزا بشكل كلي.
مؤشرات جعلت بعض الرجاويين ممن لهم حاسة سادسة تشتم عن بعد القيمة الفنية للاعبين تتوجس مما قد يحمله عمرو زكي للفريق وبدأت عناوين بارزة تتحدث على أنها صفقة فاشلة والخفي الأعظم ما زال لم يكشف بعد، حيث الإصابة والحاجة للسفر صوب ألمانيا كانت القشة التي قسمت ظهر البعير وعجلت بالطلاق قبل أن يصعد اللاعب هودج الأفراح بأهدافه الحاسمة.
تهور وطلاق على السريع
لم يكن أحد من مكونات الرجاء يتوقع أن يقدم عمرو زكي على هذه الخطوة التي وصفت بالمتهورة و غير المحسوبة، بعد أن طار لألمانيا على أساس مفاوضة طبيبه الخاص وبعدها العودة للمغرب محملا بتقريره الطبي لتحديد المدة التي سيتغيب فيها.
زكي ضرب بعرض الحائط الشروط التعاقدية وهو ما أكده البلاغ الرسمي للرجاء، ولتنتهي العلاقة قبل أن تبدأ، بطلاق موضوعي انتصر لقيمة نادي الرجاء ولتاريخه الحافل.
طلاق استعاد من خلاله الفريق المبلغ الذي تم دفعه للاعب (150 مليون سنتيم) على أن أريحية مسؤولي الفريق جعلتهم يتنازلون للاعب عن 22 مليون سنتيم تعويض له عن الضرر والتنقلات التي كانت كلها مؤمنة من النادي.
ولأن المثل يقول «نصف خسارة أفضل من خسارة» فإن مسؤولي النادي المغربي فضلوا أهون الأضرار، وهو ما قبله عمرو زكي بعد مفاوضات خلص من خلالها إلى أن اللعب على وتر التحايل لن يفيده في شيء.
فحوصات بدائية ببطولة احترافية
ولأن البطولات التي تحمل وصف وصفة الإحترافية لا بد لها من مقومات وشروط كما لا بد لها من مقاربات، فإن الحادث الذي عاشه الرجاء مع الفريق المصري أكيد سيفتح جبهة من النقاش بخصوص الطريقة الهاوية التي تتم بها فحوصات اللاعبين قبل التوقيع بكشوفات الأندية الكبيرة وهي الفحوصات التي لا تواكب طفرة الإحتراف المؤمل.
بلاغ نادي الرجاء البيضاوي بالموقع الرسمي برأ ساحة الطاقم الطبي للنادي بعدما أكد أن الفحوصات التي خضع لها قبل التوقيع أظهرت سلامته وأن إصابته نتجت عن إلتحامه مع أحد اللاعبين في حصة تدريبية وهو ما يتناقض مع تصريحات البنزرتي الذي أكد أن الفحص الذي خضع له بالرنين المغناطيسي يوم 12 يناير أظهر أن الإصابة التي عانى منها على مستوى وتر الكاحل قديمة، لتغيب الحقيقة في هذه الحالة.
ومهما كان الإختلاف حول الحقيقة الغائبة أو المغيبة في واقعة زكي، إلا أنها لا بد وأن تسهم في إماطة اللثام عن الشق المتعلق بضرورة هيكلة الفحوصات الروتينية التي تسبق التوقيعات كي ترقى لشعار الإحتراف وتتخلص من جلباب الهواية والبدائية.
منعم بلمقدم
-------------------------------------------------
محمد بودريقة: لا نعلم الغيب وحقنا استعدناه بأسلوب حضاري
دافع محمد بودريقة رئيس الرجاء البيضاوي عن صفقة التوقيع مع عمرو زكي حتى بعد الطلاق السريع الذي تم بين الطرفين.
بودريقة قال أن الصفقة منحت الفريق إشعاعا عربيا وساهمت في توقيع عقد رعاية مع محتضن يتواجد بالقارة وساهم الفريق في منح الفرصة لأول اقتحام للاعب دولي مصري للبطولة الإحترافية.
بودريقة عاد ليرد على من هاجموا النادي بعد الحادثة:
«لا نتوفر على ذاكرة قصيرة وبالعودة لعناوين الصحف سواء الوطنية أو الخارجية سنجد أن أغلبها كان بعنوان «ضربة معلم» والجميع أكد على أن التوقيع والإختيار كان سليمين وقرارا حكيما.
بعدها عمرو زكي فاجأنا كما فاجأ الجميع بالخطوة التي أقدم عليها، وبلاغ الفريق بالموقع الرسمي لخص كل شيء ولا نريد أن نسقط في فخ تصريح مستفز بعد أن أنهينا الإرتباط بطريقة حضارية حفظت مصالح الفريق.
تعاملنا بسخاء وكرم مع اللاعبين أو غيرهم من المتعاقدين معنا، لا يعني أننا بصدد تقديم تنازلات أو ترك صورة الفريق تهتز، لذلك كان تدخلنا دقيقا وأوضحنا للاعب قيمة الفريق وهو ما جعله يبدي تفهما ولنتفادى جميعنا مسطرة معقدة من المتابعة لدى الأجهزة المختصة».
وعاد بودريقة ليدافع عن طاقم الرجاء الطبي: «نثق في الكفاءات الطبية داخل الفريق وفي نجاعة الفحوصات التي خضع لها زكي التي قال البعض أنه جاء يجتر تبعات إصابة قديمة، نحن لا نعلم الغيب ولا نطلع على نوايا الأشخاص، زكي تصرف وتحمل مسؤولية تصرفه في نهاية المطاف.
رسالتي للجمهور الرجاوي هو أن لا ينساق مع حملة تمارس ضد الفريق وتركب على قصة زكي، ليس الرجاء الفريق الأول ولا الأخير في العالم الذي يوقع للاعب ويتعرض هذا اللاعب للإصابة وبعدها يفسخ العقد، ريال مدريد جلب غاريث بيل بصفقة خيالية وبعدها ظهر أن اللاعب مصاب، علينا أن نواصل اشتغالنا على خارطة الطريق التي سطرناها وألا ننساق مع من يزرعون الفتنة خدمة لمصالحهم».
-------------------------
كرونولوجيا «فشوش» غوليادور يغرد خارج السرب
شغل عمرو زكي الجماهير الرجاوية وحتى غير الرجاوية بتصرفاته خارج المستطيل الأخضر أكثر مما شغلها وهو يوقع على الأهداف بشباك المنافسين كما كان يؤمل منه.
وفيما يلي تذكير بأكبر خرجات اللاعب الذي مارس دلالا من نوع خاص على مكتب الفريق:
- إشتراطه التوصل بمقدم العقد وبالعملة الصعبة حتى قبل أن يلعب مباراة واحدة وقبل التوقيع الرسمي وهو ما لم يفعله لاعب سابق بالرجاء.
- بعد التوقيع طالب بالعودة لمصر لخمسة أيام لتدبير أموره الخاصة وبعدها العودة السريعة للدار البيضاء.
- تحجج بكون ملابسه التي حملها معه بحقيبته تعرضت للسرقة وعليه العودة من جديد للقاهرة لتدبير بعض مستلزماته من الأقمشة وهو ما امتثل له الفريق.
- تأخر في الإلتحاق بمعسكر أكادير وبعد وصوله ظهر بطيئا فاقدا للإيقاع أمام اتحاد أيت ملول حتى وهو يسجل هدفا.
- بعد مشاركته في مباراة غيماريش البرتغالي طالب مكونات النادي بضرورة الترخيص له بالسفر من جديد لألمانيا لاستشارة طبيبه بخصوص وضعه الصحي ضاربا عرض الحائط تقارير أطباء النادي.
- إقدامه على عملية جراحية بألمانيا دون استشارة النادي وهو ما تسبب للرجاء في حرج كبير ونهاية موسم لاعب لم يبدأ بعد.
--------------------
سوابق بأنجلترا وتركيا
بعد فترة توهج وجذب للأنظار كرويا وتهديفيا، عاد زكي ليشغل الجميع بسلوكه رفقة بعض الفرق التي لعب لها، إذ تألق رفقة فريق ويغان في أول مواسمه مسجلا 10 أهداف بالدوري الإنجليزي الممتاز وهو ما جعل الصحافة الإنجليزية تتنبأ بميلاد فرعون كبير يتفوق موهبة على مواطنه ميدو.
لكن سرعان ما خيب عمرو زكي الظن في تجربته رفقة هال سيتي بسبب عدم انضباطه في التداريب وهو ما كرره بالدوري التركي رفقة أزيج سبور وكثرة الغرامات والقرارات التأديبية التي اتخذت في حقه وهو ما لم يفطن له مسؤولو الرجاء الذين قدموه بالميركاتو الشتوي على أنه العملة الناذرة التي طال البحث عنها.
-------------------
أعاد مقدم العقد وطار ب 20 مليون
بعد أن وضع فريق الرجاء ملفا متكاملا لدى أحد المستشارين القانونيين الذين لهم دراية واسعة بمثل هذا النوع من الملفات، عاد بودريقة ليجرب الخيار الثاني وهو الخيار التفاوضي الودي الذي أتى أكله، بعد أن اتصل بعمرو زكي للإطمئنان على وضعه وليؤكد له حقيقة الخطأ الذي ارتكبه، وهو ما جعل زكي يعترف بما اقترف، حيث قبل بشروط الإنفصال، التي جعلته يقبل بإعادة مقدم العقد (150 مليون سنتيم والرجاء اكتفى بالتنازل عن 22 مليون سنتيم)، قال اللاعب أنها تكبدها وتخص مصاريف الجراحة، وملحقات موازية باعتبار تصديق روايته أنه أصيب في تداريب الفريق.
عمرو زكي مدافعا عن نفسه: «أنا مش حرامي»
لم ينتظر المهاجم المصري عمرو زكي كثيرا ليدافع عن نفسه، بعد الإتهامات التي طالته من مسؤولي الرجاء، حيث وجد في المواقع الإجتماعية ضالته لتبرئة ساحته والكشف عن حقيقة إصابته ومواقفه، فحمل تغريدات عبر تويتر والفيسبوك شرح من خلالها حقيقة ما وقع.
وحملت تغريدة لزكي عبارة: «أتأسف لجماهير الرجاء على ما وقع، ما قدر الله وما شاء فعل وأشكر كل من تمنى لي الشفاء وسامح الله كل من تجاوز دون علم بالحقيقة».
وواصل زكي مرافعته حين قال أن مسؤولي الرجاء كانوا على علم بإصابته والمدرب البنزرتي شاهد على هذه الوقائع، حيث تمت مناقشة إجراء العملية الجراحية منذ مدة وتمت مطالبته بالتكتم عليها حتى لا تخلق ضجة مضيفا: «عرض علي إجراء تلقيح عبر مادة (الكورتيزون» بعدما وضحت الفحوصات وجود أكياس من الدم بالكاحل وإلتهابات حادة بالعرقوب، لكنني رفضت لما له من مضاعفات سلبية على مسيرتي ومستقبلي وبالتالي أنا متفاجئ لما حدث».
وقال زكي أنه ظل قبل إجراء العملية يتصل ببودريقة لكنه لم يتوصل لمهاتفته ولم يكن أمامه من خيار في نهاية المطاف غير التدخل الجراحي كي لا يتفاقم وضعه.