المخلوعون وصلت رياح التغيير العربية إلى بلادنا كما كان متوقعا، وخلخلت بعض الثوابت التي كانت تربط جماهير كرة القدم بأنديتها; فالمتفرجون الذين كانوا يملأون المدرجات تغيرت نظرتهم إلى الأمور بعدما تفرجوا على القنوات الفضائية، وباتوا يفهمون.. عندما شاهدوا ما يدور في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين فهموا أن اللعبة الحقيقية لا تجري بين اللاعبين على أرض الملعب في تسعين دقيقة كما كانوا يعتقدون، وإنما تجري بين المسؤولين في الكواليس والمستودعات والغرف المغلقة ربعة وعشرين ساعة على ربعة وعشرين.. كانوا يعتقدون بأنهم هم الذين يتحكمون في مسار المباريات بأصواتهم التي تشجع اللاعبين وتحفزهم، لكنهم أدركوا الآن أن النتائج على الميدان لا تصنعها الأقدام بل الأصابع في الخفاء، بحال دابا شي وحدين كيحلفوا والله حتى الماص أي المغرب الفاسي هي اللي غاديا تدّي البطولة حيت باغيينها هي اللي تدّي البطولة، وكيتسناو غير فوقاش تسالي الدورات... هادا كلام خاوي، كون كان هاد الشي بصح، كون راه الراجا وأولمبيك آسفي في راسهم. وشكون قال ليك ما في راسهمش؟ ما كتشوفهمش باقين مقاتلين كيجريو مَحْنين طامعين في اللقب؟ ومالك ما عمرك شفتي هشام الكروج كان ديما كيدير كُدّامو زوج أرانب سباق؟ تشوفهم كيجريوْ وعينيهم خارجين تقول هادو غادين يحطموا الروكور. طبعا، ليس هناك أي دليل يؤكد مثل هذه الشكوك، لكن هناك من الأخبار ما يعززها، فما يتم تداوله على صفحات الجرائد الوطنية من اتهامات ببيع وشراء الماتشات، واتهامات بالإرتشاء، ووصول خلافات المسيرين إلى المحاكم، والتلاعب في انتخاب الرؤساء بجموع عامة مشكوك في شرعيتها، وغموض صفقات اللاعبين، يعزز الإعتقاد بوجود فساد في أجهزة التسيير الرياضي، وهذا ما يحتم على المسؤولين القيام بما ينبغي لتجنب الغضب القادم لا ريب، أي على الذين يعرفون بأنهم أذنبوا في حق الرياضة المغربية وجماهيرها، والذين ارتفعت الأصوات منذ سنين بإقالتهم ولم يستقيلوا بعد، أن يمتلكوا بعد النظر وينسحبوا في رحيل مشرف قبل أن يندموا، عليهم أن يتجنبوا مسح خطاياهم في الحكام، لأنهم يعلمون أن الحكم وإن كان له ضمير فليست له سلطة.. سلطة التحكيم في يد رجل واحد إسمه غيبي يجمع معها سلطة البرمجة، والجماهير المقهورة عادة ما تطالب بفصل السلط... هي إيلا ناضت شي مظاهرة ضد شي مكتب غادي يولّي حتى حنا عندنا «الرئيس المخلوع»؟ يا ودّي، بلا ما تنوض حتى حاجة. أي رئيس خاص غير يجيه تيلفون من الفوق يولّي مخلوع في البلاصة. ما دام الرؤساء الخالدون أو المسيرون الشلاهبية لم يتوصلوا بهاتف من الفوق يقض مضاجعهم، فإنهم سيظلون آمنين في مناصبهم، ممّن غادين يخافوا؟ فهم يعتبرون الجماهير المغربية حالة استثنائية لأنها لا تعتصم في المدرجات أياما احتجاجا على ظلم الحكام، ولا تعرقل سير المباريات حتى يرحل الفاسدون، هم يرون أن جماهيرنا مختلفة تماما عن الجماهير في الدول الأخرى التي يرتفع سقف مطالبها مع مرورالأيام، فعندنا سقف المطالب ينخفض، إذ هتف الجمهور مؤخرا: «الشعب يريد المسكة والفانيد»، وغير دازت دورة وحدة، وقبل حتى أن يتحقق مطلب الفانيد، هتف نفس الجمهور: «الشعب يريد التعادل»، وهكذا نرى أن المسؤولين الوحيدين الذين يتم خلعهم لحد الآن هم المدربون فقط، ولعل الطريقة التي تم بها الاستغناء عن الزاكي بادو يستحق أن يحمل بعدها لقب «المدرب المخلوع». فهو في نظر لجنة الإنقاذ فاقد للشرعية، وتم تعيين فتحي جمال مكانه. نااااري غادا تحماض، لأن الزاكي لم يقبل بالأمرالواقع بعد، ورفض الإعتراف بتنحيه والسي جمال داير بحالا ما في راسو والو، هانية، ومن يعرف الجنية الكناوية اللي كتطلع لراس الزاكي ملي كيكعا، ثم يتذكر الثار القديم بينه وبين جمال قبل السفر إلى بلجيكا ذات سنة، يمكن أن يتوقع الأسوأ.. فقد يطل بادو من مكان ما غاضبا، ويتساءل: «ياك يا جمال؟ هادي آخرتها؟» قبل أن يصيح هاتفا: «ثورة، لا رجوع، إلى الأمام، إلى الأمام». هادي ما دار فيها فتحي جمال ما يصلح. بالعكس، جمال جا باش يعتق الكوكب، ملي الزاكي خلّاها غارقة. وزعما المراكشيين ما بانش ليهم بلي هشام الدميعي ديال الدوام؟ وزعما انت اللي بان ليك فتحي جمال غادي يطوّل؟ نافذة تشوف عينيهم خارجين تقول غادين يحطموا الروكور