مشهد جديد من الرعونة الإفريقية كانت مباراة غانا وأوروغواي شاهدة عليه، فبرغم أن البلاك ستارز دخل المباراة برهان الفوز أو التعادل، ولا بديل لأوروغواي غير الفوز، إلا أن المنتخب الغاني سيفرط في الحذر، بل إنه سيهدر فرصة لامعة للإمساك بناصية المباراة لتدبيرها كما يشاء، ليكون المآل الحزين هو الإقصاء. وكانت أول حالة مثيرة للجدل، عندما انقض حارس أوروغواي على الكرة من دون أن يلمسها، ولكنه يلمس رجل محمد قدوس، الحكم المساعد يرفع الراية معلنا عن تسلل لا وجود له، وحكم الساحة الألماني سيبير، لا يعلن عن أي شيء، قبل أن يتلقى إشارة من حكم الفار الذي استدعاه لمشاهدة الشاشة، وبعدها يقرر ضربة جزاء، انبرى لها أندري أيو في الدقيقة 20، لكنه أهدرها كما أهدرها في مباراة بين المنتخبين مواطنه جيان أسامواه في مونديال 2010. بعدها فرصة لامعة لمنتخب أوروغواي، نونيز يستغل خطأ للدفاع الغاني، وينجح في "البيشنيت" لكن ساليسو الغاني يتدخل في الوقت المناسب ويبعد المرة في الدقيقة 23، وقد كان ذلك بمثابة إنذار، لأن معاقبة عانا على أهدار ضربة جزاء لن تتأخر. نحن في الدقيقة 26، جوردان أيو يفقد الكرة، بيلستري يصعد بالكرة، يمرر لسواريز الذي يسدد بقوة، الكرة ترتد من الحارس الغاني أيت زيغي، لتجد رأس دي أراسكايتا الذي يفتتح التسجيل لمنتخب لاسيابستي. والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، لأن أوروغواي ستواصل اكتساحها الظرفي للبلاك ستارز وستحصل على هدف ثان في الدقيقة 32 من توقيع نفس اللاعب دي أراسكايتا الذي تلقى في هذه المرة كرة من سواريز وقنبل مرمى الغانيين. وانتظرنا أن يأتي الغانيون بردة فعل كاسرة لتجاوز صدمة البدايات، إلا أن ذلك لم يحصل حتى انتهت الجولة الأولى بتقدم الأوروغوانيين بثنائية نظيفة. مع بداية الجولة الثانية سيترك المنتخب الغاني الشقيقين جوردان وأندري أيو في المستودع، إذ سيعمد المدرب أدو إلى إدخال أوصمان بوكاري وسوليمانا، ليتحسن الأداء الغاني ويصبح أكثر حضورا في منطقة أوروغواي، ولو أن هذا الأخير مثل خطورة كبيرة عن طريق مرتداته. وكادت الدقيقة 60 أن تقضي تماما على آمال غانا، والحكم الألماني سيبير يطلب للتحقق من وجود ضربة جزاء لأوروغواي بعد إسقاط نونيز من المدافع الغاني أمارتي، لكن بعد مشاهدة اللقطة من كل الزوايا، يتأكد من سلامة قراره الأول ولا يحتسب ضربة جزاء لأصدقاء لويس سواريز، قبل أن يترك مكانه لزميله إيديسون كافاني. ولاحت فرصة لامعة للمهاجم الغاني في الدقيقة 80 لتقليص الفريق، يحصل على كرة داخل المعترك يبحث من تسديدته عن الزاوية البعيدة، إلا أن كرته تبتعد عن المرمى. دقيقة بعدها محمد قدوس يخطف كرة من مدافع أوروغوياني يصوب قذيفة اتجاه المرمى لكن حارس أوروغواي ينقذ ببراعة، وهو ما سيضعنا أمام مشهد مألوف، ضغط رهيب لغانا وتراجع كبير لأوروغواي للدفاع عن مرماه. وكان منتخب أوروغواي مطمئنا على تقدمه المريح، قبل أن يأتيه خبر ريمونتادا كورويا الجنوبية أمام البرتغال، ما سيدفع أوروغواي للبحث عن هدف ثالث يؤمن العبور، ما أعطانا نهاية مثيرة، بحملات هنا وهناك، كرة يصدها حارس غانا وأخرى يصدها حارس أوروغواي.