أطلَّ أمين حارث من "قمقم" النسيان نهاية الأسبوع المنصرم، وقاد فريقه مارسيليا لفوز كبير في الدورة 28 من منافسات البطولة الفرنسية، واستعاد بالتالي الكثير من توهجه بعدما اعتقد كثيرون أنه انتهى، وأنه فقد بريقه، في حين أنه مازال يزخر بالكثير من المهارات الهادرة، وقد أكد ذلك أمام نادي بريست، مشيرا إلى أنه يتوهج كلما وضعه مدربه في المكان المناسب. "الساحر" بدل "الساحر" أصيب ديميتري باييت صانع ألعاب أولمبيك مارسيليا نهاية الأسبوع الماضي، وبدأ الجميع يتساءل من سضيئ شعلة الفريق على صعيد وسط الميدان خلال مباراة مارسيليا أمام مضيفه بريست في الجولة 28 من منافسات الدوري الفرنسي، ومن يستطيع تعويض "الساحر" باييت الذي داهمته الإصابة واضطرته للغياب.. فجماهير مارسيليا تدرك جيدا أهمية الفوز في هذه المباراة، وتدرك أن الإنتصار في بريست سيقرب الفريق من تحقيق أهم أهدافه في بطولة هذا الموسم، والذي يتمثل في انتزاع البطاقة المؤهلة للنسخة القادمة من مسابقة عصبة الأبطال. وفي غمرة التكهنات التي كانت متباينة بين من رشح هذا اللاعب ومن رشح الآخر.. كان المدرب خورخي سامباولي يعرف في قرارة نفسه أن اللاعب الوحيد الذي يمكنه أن يسد هذه الثغرة هو أمين حارث، فهو من يفعلها دائما عندما يغيب ديميتري بايت، وقد فعلها بامتياز كبير في مبارايت سابقة أمام كل من موناكو وأونجي قبل أن يفعلها أمام بريست.. كما فعلها في مسابقة "أوروبا ليغ" بالعاصمة الروسية موسكو أمام لوكوموتيف. فحارث يملك دائما خاصية السمو بأدائه إلى أعلى درجات التألق إذا لعب في مركز وسط الميدان وقام بدور صانع الألعاب الذي يجيده.. وقد أثبت ذلك مرارا منذ أول مباراة لعبها بعد انضمامه لمارسيليا ويتعلق الأمر بالمواجهة التي تألق فيها أمام موناكو في الجولة الخامسة من منافسات "الليغ1". لا يعرف الإستسلام وأكد حارث بعد تألقه أمام بريست أنه لم يرفع أبدا أيديه ملوحا بالإستسلام حتى في أحلك الأحوال وحتى عندما لا يعتمد عليه مدربه، وأشار إلى أنه لم يستسلم مطلقا رغم أنه لا يحصل من مدربه على الكثير من دقائق اللعب كما يتمنى، وأبدى سعادته الكبيرة بمساهمته في الفوز الكبير الذي حققه مارسيليا على برسيت (4 – 1). وقال حارث: "بصفتي لاعبا منافسا فإنني أطمح في اللعب نهاية كل أسبوع". وأضاف: "لم أستسلم أبدا، لقد عملت دائما بجهد كبير حتى في الأوقات الصعبة. هذه الليلة كانت مكافأة كبيرة لي لأكون حاسما، وأساهم في هذا الإنتصار الكبير". وتألق حارث أمام بريست حيث صنع هدف فريقه الثاني لزميله أركاديوس ميليك في الدقيقة 63 عبر تنفيذه لضربة زاوية، قبل أن يسجل هو نفسه الهدف الثالث في الدقيقة 71. ولعب حارث أساسيا هذه المرة حيث اعتمد عليه مدربه خورخي سامباولي بدل زميله الغائب ديميتري بايت، مع العلم أنها المرة الثانية التي يلعب فيها حارث أساسيا في صفوف مارسليا منذ بداية عام 2022، حيث كانت المرة الأولى خلال المباراة التي خسرها الأولمبيك أمام بوردو (0 – 1) بداية شهر يناير الماضي. يريد أن يتحرر ويتأرجح مستوى أداء حارث مع مارسيليا من مباراة إلى أخرى، لذلك لا يقدم أداء قويا بانتظام، ويكمن السر في ذلك إلى التوظيف الذي يسند إليه والمهمة التي يقوم بها، حيث يختلف الدور الذي يؤديه من مباراة إلى أخرى، ولا يكون مرتاح البال ونشطا ومتألقا وصاحب أداء قوي سوى عندما يغيب زميله في الفريق ديميتري باييت، وقتها يلعب في الموقع الذي يفضله حيث يمنحه المدرب مهمة القيام بدور لاعب الوسط الهجومي كصانع ألعاب.. أما في حال تواجد ديميتري فإنه يقوم بأدوار أخرى على صعيد خط الهجوم، لذلك يظهر مرة في الجناح الأيمن ومرة كمهاجم ثان خلف رأس الحربة ومرة كمهاجم أوسط صريح. والتعامل مع حارث بمعايير مختلفة وبمهام متعددة لا يثقن أغلبها هي التي أيقظت فيه غير ما مرة الحديث عن أهمية أن يلعب حرا طليقا، وأن يحظى بالقيام بالدور الذي يثقنه ويحسن التعامل معه، لذلك عندما سئل مرة عن سبب عدم الإعتماد عليه باستمرار والإكتفاء بلعب دقائق معدودة، وذلك في ندوة صحفية حضرها مع مدربه خورجي سامباولي قبل مواجهة بوردو برسم الجولة 20 من منافسات "الليغا"، رد قائلا: "إنها اختيارات المدرب سامباولي" وأضاف: "أتمنى أن أتحرر أكثر في الملعب وأن أعطي أكثر لأنني حاليا لا ألعب في مركزي، فأنا أفضل اللعب في الوسط حيث أشعر بالإرتياح أكثر، لكن كما قلت إنها اختيارات المدرب". وتابع: "أتقدم كثيرا نحو الثقة المطلقة، وعلي أن أتحرر للحصول عليها.. أنا لا أغطي وجهي، لكن في المركز الذي أريده هناك لاعبون بجودة كبيرة. أتمنى أن أتمكن من لعب الكثير من المباريات، لكن هذا يعتمد علي أنا.. حيث علي أن أقوم بما يلزم.. أتمنى أن أتمكن من اللعب في المكان الذي أفضله لكن مهما كان فإن المهم بالنسبة لي حاليا هو أن أتواجد في جميع المباريات". المستقبل الغامض ورغم أن صحيفة "ليكيب" الفرنسية كتبت مرة أن حارث بات خارج حسابات مدربه خورخي سامباولي وأنه لن يعتمد عليه في الموسم المقبل، إلا أن حارث نفسه لا يعرف شيئا عن مستقبله، ولا يدري إن كان سيعود لفريقه الأصلي شالك الألماني، أم سيبقى مع أولمبيك مارسيليا أم أنه سيعرف وجهة أخرى. تقارير إعلامية فرنسية أشارت مؤخرا إلى أن مسؤولي مارسيليا لن يتركوه يرحل بالتأكيد في حال استمر بالظهور بنفس الأداء القوي الذي ظهر به خلال مباراته الأخيرة التي كسبها أولمبيك مارسيليا على حساب برسيت (4 – 1). ويتطلع حارث للبقاء لكنه لا يعرف مصيره بالضبط، وقد صرح قائلا في هذا الصدد بعد المباراة أمام بريست: "مازال لدي الوقت للعب ولتقديم الأفضل، وأفضل شيء بالنسبة لي هو التركيز على ذلك". وأضاف: "المناقشات حول هذا الموضوع حتما ستتم خلال الفترة القادمة وسنرى ما سيحدث بعد ذلك". نفس التصريح أدلى به حارث في السابق عندما قال ل"راديو ماريتيما" أن المستقبل غامض بالنسبة إليه وأن كل شيء سيتضخ خلال الأشهر القليلة القادمة عندما تقترب فترة إعارته من نهايتها. وقال حارث وقتها: "لم أكن في هذا الموقف من قبل. معظم الوقت كنت في الملعب، لكن هذا يمنحني مزيدا من التعلم. إنه موسم مهم بالنسبة لي مع العديد من اللاعبين المميزين.. من الطبيعي أن تطرح الأسئلة حول مستقبلي، لكن كل شيء سيظهر في غضون شهر أو إثنين". وأضاف: "أشعر أنني في حالة جيدة هنا.. حقيقة أريد أن ألعب باستمرار لكن لا داعي للقلق". وتابع: "مازلت متعاقدا مع شالك لذلك علينا أن نرى ما سيقولونه بخصوص وضعي، وشالك يمكن أن يعود إلى منافسات القسم الأول. بطبيعة الحال أود البقاء هنا إنه ناد تاريخي، لكن هناك أمور كثيرة يجب أخذها بعين الإعتبار". الشعور بالرضا ويبذل حارث كثيرا من الجهد حتى يكون في مستوى تطلعاته وتطلعات مدربه ووأيضا حتى يكون في مستوى طموحات جماهير مارسيليا، خصوصا بعدما نضج أكثر من السابق وبات يشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، لذلك أكد أنه تغير كثيرا وبات أكثر تركيزا على عمله، وأشار في تصريحات نقلتها الصحافة الفرنسية، قبل فترة، إلى أنه أصبح أكثر نضجا بعدما تجاوز أوهام مرحلة الشباب، مضيفا أنه لا يفكر حاليا سوى في أن يكون عند حسن ظن مدربه خورخي سامباولي وإسعاد جماهير أولمبيك مارسيليا.. يقول حارث: "مع التقدم في العمر نهدأ قليلا، كان لدي أوهام الشباب، والآن أنا أب لطفلين، لذلك علي أن أتغير. أشعر بالرضا عن نفسي، وسوف ينعكس ذلك في الميدان". وأضاف: "أريد أن أمنح المدرب (سامباولي) المزيد من الثقة، فعندما يكون لديك مدرب يطلب منك أن تفعل ما تريده وما تحب أن تفعله يكون من السهل عليك أن تستوعب ذلك. سامباولي يريد منا أن نضرب بقوة وأن نتشبت بأسلوبنا الهجومي القوي". وأضاف: "إنه من دواعي سروري أن ألعب لهذا الفريق. أعرف ما علي فعله، وأدرك أنه يتحتم علي أن أنهي الهجمات في منطقة عمليات الخصم كما يجب، علي تسجيل الأهداف والعمل على خلق فرص لتسجيل الأهداف". وتابع: "كل لاعب يعرف قيمة أولمبيك مارسيليا إنه واحد من أكبر الأندية في أوروبا بالنسبة لي وفخر كبير لي أن أحمل قميصه".