إنتهت دورة ليبيا بتتويج غاني جديد وضرب الجميع موعدا بعد سنتين بالأراضي الإيفوارية والتي أُسندت إليها مهام تنظيم البطولة لأول مرة في تاريخها بعد إنسحاب مالاوي، في سياسية ترم نشر الفوائد وتعميم الإستفادة رياضيا وتنمويا وإجتماعيا في مختلف البلدان الإفريقية. حل شهر مارس من سنة 1984 وكانت سواحل العاج قد تزينت ولبست حليها الثمينة لتظهر بأجمل صورة وتجذب عيون زوارها من كل أنحاء القارة، فجهزت مسارحها وهيأت فنادقها ومنتجعاتها لإيواء الضيوف والترحيب بهم ترحيبا إيفواريا خاصا وفق طقوس البلد وعاداته والتي يقدمها في أطباق إحتفالية لزواره غير المعتادين. لم يخلف الكبار الموعد وتمكنوا من حجز الفنادق بعدما حجزوا تذاكر التأهل من الأدوار التصفوية، فقدمت منتخبات غانا (البطلة)، مصر، الجزائر، نيجيريا، الكاميرون، إلى جانب المفاجأتين مالاوي والطوغو لتنضاف جميعها إلى البلد المضيف الكوت ديفوار، فيما تم إقصاء المغرب وتونس مبكرا إضافة إلى الكونغوليين والزامبيين والذين دأبوا على تأثيت وتنشيط فضاء البطولة في الدورات السابقة. وبدأ جو التباري والتنافس الحاد بين رباعي المجموعة الأولى والتي تشكلت من المضيف، الكاميرون، مصر، الطوغو وجاءت المفاجأة المدوية والمحبطة لأصحاب الديار بعدما تعرض الفيلة لإقصاء مباغث وتوديع المسابقة عقب إحتلالهم للمرتبة الثالثة، وراء مصر المتصدرة والتي تأهلت دون عناء بتحقيقها لإنتصارين ضد الكاميرون (1 0) والكوت ديفوار (2 1) وتعادل سلبي غريب أمام الطوغو، وحلت الأسود غير المروضة في الوصافة من فوزين ثمينين فيما لم ينل المستضيف سوى إنتصار يتيم لم يسمن ولم يغني من جوع..أما فصول المجموعة الثانية فجاءت حارقة ونارية ولم تقل إثارة عن نظيرتها الأولى بعدما أسفرت عن إقصاء مروع لحامل اللقب غانا وخروجه صاغرا مستسلما للمتزعم المنتخب الجزائري صاحب الإنتصارين وتعادل والوصيفة نيجيريا المتعادلة في مقابلتين والفائزة في مباراة ثالثة. وجاء دور نصف النهاية بمقابلتين حاميتي الوطيس، لم تعرفهما نسخة سابقة من البطولة، حيث عرفتا معا التعادل ولم تحسما سوى بالضربات الترجيحية، فنسور نيجيريا إنتظرت هدية من الحظ لتعبر حاجز مصر بعد إنتهاء الوقت الأصلي والتعادل 2-2 كما تخطت الكاميرون عناد الجزائريين عبر ذات الوسيلة، ليجد الجاران نفسهما وجها لوجه في مقابلة نهائية مثيرة كان إمبراطورها المنتخب الكاميروني الهائج والمبهر والذي إفترس لاعبوه روجي ميلا، ريني ندجيا، إبونغي..نسور نيجيريا في مقدمتهم ستيفان كيشي، مودا لاوال، علي بالا والبقية (3 1) ليضع الأسود النجمة الأولى على صدورهم فيما إكتفى النيجيريون بالفضة وظفر ثعالب الصحراء بالبرونز على حساب الفراعنة. • بطاقة تقنية الدورة 14 لكأس أمم إفريقيا (الكوت ديفوار 1984) • بطل الدورة: الكاميرون • الهداف: المصري طاهر أبو زيد (4 أهداف) • شاركت 8 منتخبات هي: الكوت ديفوار، غانا، الكاميرون، مصر، طوغو، الجزائر، نيجيريا، مالاوي • أقيم نظام المجموعتين وتأهل الرباعي الكاميرون، مصر، نيجيريا، الجزائر إلى المربع الذهبي • أقصي أسود الأطلس من التصفيات على يد نيجيريا وتأهلت مالاوي لأول مرة إلى النهائيات • ملعبا بوانيي بأبيدجان والسلام ببواكي إحتضنا مقابلات الدورة والتي بلغ عددها 16 وسجلت فيها 39 هدفا • تغير الشكل الهندسي للكأس ليصبح أكثر رونقا وجمالية وحمل الشعار الأولمبي (5 أقراص ملونة) • أصبحت مباريات البطولة منقولة تلفزيا في جل أنحاء العالم كما تقرر تكوين لجنة إعلامية رسمية • عرفت الدورة ميلاد حارس كاميروني شاب إسمه أنطوان بيل تألق في غياب المخضرم توماس نكونو • الكاميرون كانت صاحبة أقوى هجوم ب 9 أهداف وطوغو الأضعف بتسجيلها هدفا واحدا • الجزائر كانت صاحبة أقوى دفاع بتلقيها هدفا واحدا ونيجيريا الأضعف ب 8أهداف المربع الذهبي شهد مستوى تقنيا وتنافسا حادا غير مسبوق ولم يُحسم إلا بالضربات الترجيحية • الحكم التونسي علي بن ناصر قاد المباراة النهائية بين الكاميرونونيجيريا • المدرب اليوغسلافي رادي أوغنانوفيتش كان مدرب فيلق الكاميرون بقيادة الأسد الهداف روجي ميلا • التشكيلة النموذجية للدورة: الكاميروني جوزيف أنطوان بيل، المصريان علي شحاتة وإبراهيم يوسف، النيجيري ستيفان كيشي، الكاميروني إيزاك سينكوت، الجزائري لخضر بلومي، النيجيري كليمون تيميل، المصري طاهر أبو زيد، الكاميروني تيوفيل أبيغا، المالاوي كليفتون مسيا، الجزائري جمال مناد • النتائج الكاملة: • دور المجموعتين: الكوت ديفوار- طوغو: 3 0 مصر- الكاميرون: 1 0 الكاميرون- طوغو: 4 1 مصر- الكوت ديفوار: 2 1 مصر- طوغو: 0 0 الكاميرون- الكوت ديفوار: 2 0 نيجيريا- غانا: 2 1 الجزائر- مالاوي: 3 0 مالاوي- نيجيريا: 2 2 الجزائر- غانا: 2 0 الجزائر- نيجيريا: 0 0 غانا- مالاوي: 1 0 • المربع الذهبي: نيجيريا- مصر: 2 2 (8 7) الجزائر- الكاميرون: 0 0 (4 5) • مباراة الترتيب: الجزائر- مصر: 3 1 • النهاية: الكاميرون- نيجيريا: 3 1