بعد فلسطين، تأتي أنشودة النشامي لتظهر في واجهة ترقية المباريات بالتدرج الإستثنائي من السهل إلى الصعب، ولو أن المقارنات لا تصح إطلاقا، وما يعنينا هو الفوز للعبور لمرافقة الأقوى، والتاريخ بين المغرب والأردن، يملك هوية ودية لا تقارن بما هو رسمي، لكن الندية وجدت والصرامة وظفت قبل خمس سنوات على أرض المغرب، فهل يعاد السيناريو بما هو أقوى هذا السبت. • بعد فلسطين.. لا للخطإ ندرك جميعا أن محطة العبور الثانية تختلف في مقوماتها البشرية والتنظيمية بين فلسطينوالأردن، إذ من المفترض أن تلعب مباراة المغرب أمام الأردن بقراءات مختلفة ومراعية لتفاعلات مباراة الأردن أمام السعودية للوقوف على نقائص وقوة المنتخب الأردني بما في ذلك السعودية، وهنا تلعب أوراق المدربين أساسا لكونهما أتيا من أجل العبور وليس لتشريف الصورة والحضور, وأكيد أن عموتا يعرف قطر جيدا، ويعرف كل الأجواء المحيطة بها، مثلما يعرف أن كل التوابل موجودة للفوز على الأردن مهما بأرض قطر، وحتى المدرب عدنان حمد معروف في أجندة عموتا بطريقة لعبه وقراءة أفكاره، وهذا ما يجعل الأسود في موقع الصرامة والرغبة الملحة نحو الفوز ولو كانت هناك مقارنات واضحة بين الأردن المتكامل وبين الأسود الثانية بعد المنتخب الأول. • قراءة من السعودية لن يكون أمام الناخب الحسين عموتا سوى أن يقرأ بين آخر تشكيلة لعب بها الاردن وديا أمام بيلاروسيا، وبين المباراة الرسمية الأولى التي لعب بها الأردن أمام السعودية، وهل اختلفت أنماط اللعب والمتغيرات البشرية وفق الخطط المعتمدة، وهو ما يعني أن الأسود ستكون أمام درس كبير للتفاعل أمام الأردن سيما من مواجهته الأولى للسعودية، كيف لعب وما هي نقط قوته وضعفه، ومن هي ركائزه المؤثرة، وهذا ما يعني عموتا أساسا، لأنه أيضا موضوع قراءة من مدرب الأردن أيضا. • للذكرى مع النشامي آخر ذكريات أسود الأطلس في جلبابها المحلي كان في ودية أكتوبر 2016 عندما تغلب منتخبنا الوطني أمام الأردن بهدفين لواحد من توقيع وليد أزارو، وشكل هذا اللقاء الودي صرامة وندية قوية أداء وصورة واندفاعا من الطرفين هنا بالمغرب، لكن هذا الجيل من الأردنيين، لم يظهر اليوم على الساحة إلا المدافع محمد الدميري (34 عاما) وحمزة الدردور (30 عاما)، إلا أن ما هو بديهي أن اللقاء يتجدد بين الطرفين في إطار الرسمي وليس الودي، وسيكون الأردن هو المنافس الثاني بعد منتخب فلسطين الذي واجه أمس المنتخب المغربي في أولى مباريات المجموعة الثالثة، والخلاصة أن الأردن سيعيد تفاصيل الذكرة بوجوه جديدة مشكل معظمها من البطولة الأردنية، وهو ما يعطي للمباراة دفء خاصا لقراءة بنية تأكيد العبور الأردني، لكون مواجهته لأسود الأطلس الثانية لا يمكن أن تكون عادية الحسم. • الأردن بمتغير جديد يظهر أن رياح التغيير في عرين منتخب الأردن بدأت من يونيو الماضي على المستوى التقني بعد إقالة البلجيكي فيتال بوركلمانز من تدريب المنتخب وتسمية المدرب الأسبق للنشامى العراقي عدنان حمد مدربا جديدا خلال المرحلة المقبلة في أعقاب فقدان فرصة التأهل إلى المرحلة الثالثة من تصفيات المونديال بعد الخسارة أمام أستراليا في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية التي أقيمت في الكويت خلال الفترة من 3 حتى 15 يونيو الماضي، ومن يونيو إلى اليوم، تأهل الأردن إلى كأس العرب من معبر السودان وبالقوة القاهرة بعد إصابة عدد كبير من أفراد منتخب السودان بفيروس كورونا، واعتبر الإتحاد الدولي (فيفا) المنظم للمسابقة الأردن فائزًا بثلاثية نظيفة. وبعدها سيكون الناخب عدنان حمد أمام وديات تمهيدية لدخوال مونديال العرب بحلم القيادة والطموح لانتزاع اللقب، وفي الإختبار الأول، خسر الأردن بهدفين أمام هايتي ثم فاز على البحرين بنتيجة 21، وفي أكتوبر الماضي ظهر بوجه مغاير تماما عما كان عليه قبل أشهر، هزم ماليزيا برباعية وأسقط أوزبكستان بثلاثية، ثم واصل إعداده القوي للعرس العربي بمواجهتين أوروبيتين، انتصر في الأولى على كوسوفو في عقر دارها بهدفي بهاء فيصل وحمزة الدردور في 10نونبر الماضي، قبل أن يخسر بصعوبة بهدف ضد مضيفته بيلاروسيا في 16نونبر أيضا. • الأردن بكامل وجوهه يتسلح الأردن بكل نجومه نظرا لوجود كل لاعبيه في أندية تقع بين المحيط والخليج، ولكن الأغلبية تتشكل من صلب البطولة الأردنية من قبيل سبعة عناصر من فريق الوحدات، وثلاثة من المتصدر الرمتا والبقية مقسمة بين الصلت والفيصلي والقوة الجوية والجزيرة، وبقية المحترفين من الخليج من قبيل المحرق البحريني والنصر الكويتي وأم صلال القطري والشمال القطري أيضا دون أن يكون للمنتخب الأردني أي محترف بأوروبا عدا الغائب الأكبر المهاجم موسى التعمري الذي ينشط في فريق لوفين البلجيكي. • التوازنات بالخبرة والشباب منتخب النشامى لن يكون ندا سهلا أبدا في الكأس العربية، بل دخل المسابقة بمزيج من عناصر الخبرة والشباب الذين تألقوا في أكتوبر وظفروا ببطولة غرب آسيا للاعبين دون 23 عاما بالفوز على السعودية المضيفة 31 في النهائي، ولا يظهر المنتخب الأردني كبيرا في السن كما يعتقد البعض، بل يملك إشارات تشبيبية واعدة وعلى رأسهم يزن النعيمات مهاجم نادي سحاب الأردني والذي هز شباك السعودية في نهائي غرب آسيا.