أطلت العنصرية برأسها مجدداً لاستهداف الثلاثي ماركوس راشفورد وجايدون سانشو وبوكايو ساكا على خلفية فشلهم في ترجمة ركلاتهم الترجيحية في نهائي يورو 2020 الذي خسرته إنكلترا أمام إيطاليا. وتعادل الفريقان 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي وحسمت إيطاليا اللقب بركلات الترجيح 3-2، حارمة الإنكليز من تتويجهم الأول منذ كأس العالم عام 1966 حين تغلبوا على ألمانيا الغربية 4-2 في "ويمبلي". وقرّر مدرب إنكلترا غاريث ساوثغيت إدخال راشفورد وسانشو في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني بهدف تنفيذ ركلات الترجيح، معتمداً أيضاً على البديل الآخر ساكا. لكن اللاعبين الثلاثة أخفقوا في محاولاتهم، ما جعلهم عرضة للإساءة العنصرية بسبب لونهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم على تويتر "نشعر بالاشمئزاز لأن بعض أعضاء فريقنا الذين قدموا كلّ شيء للقميص هذا الصيف، تعرضوا لإساءات تمييزية عبر الإنترنت بعد مباراة الليلة"، مشدداً "نحن نقف بجانب لاعبينا". وتابع في بيان منفصل: "الاتحاد الإنكليزي يدين بشدة جميع أشكال التمييز وهالَهُ ما صدر من عنصرية على الإنترنت تستهدف بعض لاعبي إنكلترا على وسائل التواصل الاجتماعي". وشدد: "لا يمكننا أن نكون أكثر وضوحاً بأنّ أيّ شخص يقف خلف مثل هذا السلوك المثير للاشمئزاز غير مرحب به في متابعة الفريق". يستحق أن يعامل كأبطال وأفادت شرطة لندن أنها تحقق في منشورات "مسيئة وعنصرية"، موضحة في تغريدة على تويتر "نحن على علم بعدد من التعليقات العدائية والعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة ضد لاعبي كرة القدم بعد نهائي يورو 2020". وتابعت "هذه الإساءة غير مقبولة إطلاقاً ولن يتم التسامح معها وسيتم التحقيق فيها". واتخذ لاعبو إنكلترا موقفاً قوياً ضد العنصرية في البطولة وركعوا قبل مبارياتهم، بينها نهائي الأحد. وبعدما كان حاضراً في مدرجات "ويمبلي" لمؤازرة منتخب بلاده بحضور قرابة 60 ألف مشجع، بينهم 10 آلاف مشجع لإيطاليا، أدان رئيس الحكومة بوريس جونسون الإثنين على تويتر ما تعرض له لاعبو "الأسود الثلاثة" من إساءات. وقال رئيس الحكومة المحافظ "يستحق هذا المنتخب الإنكليزي أن يُعامل كأبطال وليس (أن يكون ضحية) للإساءات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن يخجل من أنفسهم المسؤولون عن هذه الاساءات المروعة". وعلى تويتر أيضاً، هاجم النائب المحافظ توم توغندهات الاثنين مواقع التواصل الاجتماعي التي "لديها خوارزميات تستهدف الإعلانات لكنها لا تتدخل لإيقاف الإساءات العنصرية ضد بعض الشبان الذي يعتبرون مثالاً يحتذى به". وتواجه كرة القدم الإنكليزية منذ أشهر عدة ظاهرة العنصرية على الإنترنت والتي تستهدف اللاعبين بعد هزيمة فرقهم أو بعد عروض مخيبة للآمال. وفي أيار/مايو، دعا الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم الحكومة البريطانية إلى إصدار تشريعات دون تأخير لإجبار شبكات التواصل الاجتماعي على التصرف ضد الإهانات التي استهدفت راشفورد في الماضي. وللفت الانتباه إلى هذه العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، قرر الاتحاد الإنكليزي والأندية ورابطة الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى (الثانية فعلياً) ودوري السوبر النسائي وكذلك الروابط التي تمثل اللاعبين والحكام والمدربين، السير على خطى رياضات أخرى مثل الركبي أو الكريكيت، بمقاطعة مواقع التواصل الاجتماعي من الجمعة 30 أبريل حتى الاثنين 3 مايو. ولم تقتصر مشاكل نهائي الأحد على العنصرية، بل حصلت اشكالات مع مشجعين بدون تذاكر تمكنوا من دخول "ويمبلي" وتجاوزوا رجال الأمن. ونشر مشهد على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض المشجعين يلكمون ويركلون رجلاً من أصول آسيوية في أروقة الملعب. وأفادت شرطة لندن إنها أوقفت 49 شخصاً الأحد بسبب جرائم مختلفة متعلقة بنهائي كأس أوروبا، كاشفة بأن 19 شرطياً أصيبوا في أعمال عنف نددت بها ووصفتها بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".