تحدثنا في السابق عن هذه المقارنة ولم نتوغل فيها كما ينبغي، إلا أن الغريب في الحكاية كلها أنه مع حدة الإنتقادات الموجهة لعمل السيد وحيد خاليلودزيتش، إلا أن الأرقام تقف في صفه، وقد كانت هذه الأرقام بمثابة لبن السباع الذي شربه قبل ندوته الصحفية الشهيرة التي اختار فيها عكس فلسفته مع المنتخب الوطني أسلوب الهجوم الحاد والمندفع ضد منتقديه. في التقرير التالي نجمل مظاهر تفوق هذه الأرقام مقارنة مع المدرب السابق، مع وضع الطرفين في ميزان المفاضلة ولو مع اختلاف سياقات الحكم.. • التصنيف الأفضل بالفيفا من أكثر مظاهر منح الأفضلية لأرقام وحيد خاليلودزيتش مقارنة مع فترة هيرفي رونار، هو الترتيب الشهري للفيفا والذي سيصدر قريبا إن شاء الله، ليضع الأسود في الصف 32 عالميا وليكون بذلك هذا أفضل تصنيف للمنتخب المغربي منذ 2005 التي أعقبت مباشرة وصافة منتخب الزاكي لتونس في نسخة "الكان" التي احتضنها الأخير. منذ تلك الفترة، حيث تواجد الفريق الوطني في الصف 30 عالميا لم يقو أي من المدربين المتعاقبين على جر أو سحب العربة للمرتبة الحالية التي تجعل من الأسود رابع أفضل منتخب إفريقي بعد الجزائر بطلة القارة المتوهجة مع جمال بلماضي بسلسلة طويلة خالية من الهزائم، وتونس ثم السينغال، ومتقدما على المنتخبين النيجيري ثم المصري. لكن هنا لا بد من التذكير وإن كانت أفضل مرتبة لرونار هي الصف 45 عالميا، كون الثعلب الفرنسي سحب الأسود من الصف 79 عالميا أي أن الفرنسي كان صاحب أكبر نقلة في مسار الإرتقاء بالفريق الوطني منذ إحداث هذا التصنيف وليستفيد منه وحيد لاحقا بعدما استلمه وهو داخل نادي الأربعين، كما يظل الراحل هنري ميشيل هو صاحب الإنجاز الأفضل تاريخيا بعدما بلغ الأسود المرتبة 11 عالميا مع الجيل المونديالي الذهبي 1998. • إستفادة من الوضع من أصل أول 14 مباراة تواجد فيها المدربان على رأس العارضة التقنية لمنتخب الأسود يتفوق وحيد أمام رونار، فقد فاز وحيد في 8 مباريات وتعادل في 5 وخسر مباراة واحدة وقد كانت ودية الغابون في طنجة. مقابل هذا فاز رونار مع الأسود في أول 14 مباراة له في 7 وخسر 3 وتعادل في 4 مواجهات، إلا أن واقع الإنتصارات السبعة لرونار كان معظمها في مباريات رسمية بخلاف وحيد الذي انتصر في 4 لقاءات رسمية همت تصفيات "الكان" أمام بورنودي وإفريقيا الوسطى ذهابا وإيابا وفشل ذهابا وإيابا في فك شفرة منتخب موريتانيا وبالأصفار وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ مباريات الأسود أمام منتخب المرابطون. كما يتفوق وحيد تهديفيا بتسجيل 20 هدفا واستقبال 8 أهداف مقابل 17 هدفا سجلها منتخب رونار، لكن مع استقبال 6 أهداف أي أكثر صلابة نوعا من الناحية الدفاعية. وعكس فترة رونار التي تميزت بتوجه النصيري، زياش وبوطيب هجوميا على مستوى التهديف، يحضر المدافعون مع وحيد في ثوب الهداف بصدارة مشتركة بين حكيمي وزياش ولكليهما 3 أهداف، يليهما جواد يميق والنصيري ولكليهما هدفين، وتوزعت باقي المحصلة بين مزراوي ولمرابط وفضال وأملاح وبوخلال وآخرون، وهو ما لا يليق بمنتخب يضم خامس هدافي الليغا وهداف اليونان مرتين. لذلك وبعد هذه المقارنة فإن الأرقام التي يستدل بها وحيد تبدو خادعة، أولا لضعف المنافسين تصفويا وثانيا لاستفادته من لعب 11 مباراة من أصل 14 التي هي رصيد مبارياته بالمغرب، وثالثا لأنه أول مدرب في تاريخ الكرة الوطنية يستفيد من خوض جميع ودياته ببلادنا وأمام منتخبات بعضها متوسط «النيجر وليبيا والغابون».