أصبح مستقبل كريستيانو رونالدو في يوفنتوس محط تساؤلات بعد الخيبة الثالثة على التوالي في مسابقة عصبة أبطال أوروبا في كرة القدم للنجم البرتغالي المنضم بثمن باهظ إلى صفوف فريق "السيدة العجوز" من أجل رفع الكأس ذات الأذنين الطويلتين المستعصية على عمالقة إيطاليا لمدة ربع قرن. تبخر حلم يوفنتوس في نيل لقب المسابقة للمرة الثالثة في تاريخه والاولى منذ عام 1996 بخروجه للمرة الثانية على التوالي من الدور الثمن النهائي، رغم فوزه 3-2 بعد التمديد على ضيفه بورطو البرتغالي المنقوص بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 54 في طورينو، وذلك لخسارته 1-2 ذهابا في بورطو. فشل الهداف التاريخي لمسابقة عصبة أبطال أوروبا الذي وقع مقابل 100 مليون اورو (117 مليون دولار) في صيف 2018 قادما من ريال مدريد الاسباني على الخصوص من أجل الظفر باللقب القاري، في التسجيل في أي من مباراتي الدور ثمن النهائي للمرة الأولى منذ 16 عاما. عنونت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" مقالها عقب الاقصاء ب"خيانة رونالدو". وكتبت صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت": "يوفنتوس كارثي مرة أخرى"، وصن فت الحائز على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات بأنه أسوأ لاعب على أرضية الملعب في ملعب "أليانتس سطاديوم" في طورينو. واحتلت صورة النجم البرتغالي ورأسه بين يديه، الصفحة الأولى لجميع الصحف الرياضية الإيطالية اليومية. وقالت "لا غازيطا": "إذا كانت المهمة هي أوروبا، فإنها فشلت". واضافت "بعد موسمين كمنقذ، هذه خيبة الأمل. لا يمكن أن يكون هناك رونالدو مثل هذا. متوتر، غير دقيق، مذنب. هل هذه آخر مشاركة له في عصبو أبطال أوروبا مع يوفنتوس؟". تم شراء رونالدو لإنهاء سلسلة هزائم يوفنتوس في خمس مباريات نهائية منذ رفعه اللقب للمرة الثانية والأخيرة في عام 1996، وتسلم راتبا سنويا بقيمة 31 مليون يورو، في صفقة حتى حزيران/يونيو 2022. وفاز البرتغالي، البالغ من العمر 36 عاما، باللقب مرة واحدة مع مانشستر يونايتد الانكليزي وأربع مرات مع ريال مدريد، وسجل ضربة جزاء في الدقيقة 97 للنادي الملكي أقصت يوفنتوس من الدور ربع النهائي عام 2018. لكن المواسم الثلاثة التي قضاها في تورينو شهدت إقصاء فريقه "السيدة العجوز" من قبل منافسين أضعف: أياكس أمستردام الهولندي في ربع نهائي 2019 وليون الفرنسي وبورطو في ثمن النهائي. صفعة لرئيس يوفنتوس أندريا أنييلي الذي كرئيس لعصبو الأندية الأوروبية، يريد إصلاح نظام المسابقة الذي من شأنه تجميد مثل هذه الفرق. سجل رونالدو 14 هدفا في مسابقة عصبة أبطال أوروبا مع يوفنتوس، وهي غلة أقل من موسمه الأخير مع ريال مدريد عندما سجل 15. أصبح يوفنتوس معتمدا على أمجاد رونالدو في تأهله، مثلما كان الأمر ضد أتلتيكو مدريد الاسباني في ثمن نهائي المسابقة قبل عامين عندما سجل ثلاثية "هاتريك" إيابا قالبا خسارته صفر-2 ذهابا في العاصمة الاسبانية. كما أن ثنائيته في كانون الأول/دجنبر الماضي في مرمى برشلونة الإسباني في كامب نو، مكنت يوفنتوس من انتزاع صدارة المجموعة بفارق المواجهات المباشرة بعدما خسر على أرضه صفر-2. وقال مدرب يوفنتوس أندريا بيرلو الثلاثاء "معه (رونالدو) نبدأ عادة بهدف في المقدمة". واضاف "ولكن يمكن أن يحدث أيض ا لأعظم الأبطال ألا يسجلوا". واجه رونالدو حصارا رائعا من مواطنه وزميله السابق في النادي الملكي عميد بورطو المخضرم بيبي حيث سمح له بتمريرة حاسمة فقط للواعد فيديريكو كييزا (23 عاما) أدرك منها التعادل (1-1). كان رونالدو متوترا وغاضبا على أرضية الملعب ومنزعجا من قرارات التحكيم والتسديد من زوايا مستحيلة. كما تحم ل العبء الأكبر من اللوم على الضربة الحرة المباشرة التي سجل منها سيرخيو أوليفيرا الهدف الثاني لبورطو في الوقت الإضافي والذي ضمن التأهل للفريق البرتغالي، حيث مرت الكرة تحت ساقيه. مع هذا الإقصاء، سيتعين على رونالدو الانتظار لتحطيم الرقم القياسي في عدد المباريات في مسابقة عصبة أبطال أوروبا والموجود بحوزة زميله السابق في ريال مدريد إيكر كاسياس وهو 177 مباراة، حيث لعب الدون 176 مباراة حتى الآن. مستقبل المدرب بيرلو أيضا بات محل شك كونه لم يرق إلى مستوى التوقعات في أول موسم له حيث كان المأمول أن يسير على خطى النجمين الرائعين الفرنسي زين الدين زيدان والإسباني جوزيب غوارديولا في المجال التدريبي. أقيل سلفاه ماوريتسيو ساري وماسيميليانو أليغري بعد إخفاقها القاري. أصر بيرلو الثلاثاء قائلا: "لا أعرف لماذا تمت إقالة ساري. لقد تم إحضاري لمشروع كان من المفترض دائما أن يتطور على مدى عدة سنوات". كانت نتائج اللاعب البالغ من العمر 41 عاما غير متسقة، ويحتل بطل ايطاليا تسع مرات متتالية المركز الثالث بفارق 10 نقاط خلف إنتر ميلان المتصدر، بفضل هدافالبطولة رونالدو برصيد 20 هدفا. فاز يوفنتوس بالكأس السوبر الإيطالية وبلغ المباراة النهائية كأس إيطاليا حيث سيلاقي أتالانتا برغامو. قال بيرلو عن نقاشه مع أنييلي: "تحدثنا عن المستقبل في نهاية المباراة. أخبرني أن المشروع قد بدأ للتو". في غضون ذلك، تراجعت أسهم يوفنتوس بأكثر من 8 في المائة في بورصة ميلانو، بعد خروجه مما حرمه من ما يقدر بنحو 10 ملايين اورو كان من الممكن أن يستفيد منها ببلوغه ربع النهائي.