يكون كل شيء مغلقا في أول أيام العام الجديد. يتعافى العالم من العام المنصرم لا سيما 2020 وكل ما أحدثه من أضرار. ويعد أول أيام يناير من كل عام نقطة انتقالية مما انتهى نحو ما هو آت. لكن الأمور لا تسير على هذا النحو في كرة القدم. فبداية العام الجديد تعني فتح الباب أمام اللاعبين الذين تنتهي عقودهم مع انصرام الموسم. ويسمح للاعبين بالتخطيط لمستقبلهم مع أي طرف ومعرفة وجهتهم التالية فور انتهاء التعاقد. أسماء كبيرة، نجوم، لاعبون متألقون، لاعبون من الطراز العالمي. اعتادت الأندية محاولة عدم الوصول إلى العام الأخير من العقد. تجديد عقود النجوم من أجل تجنب أي مشكلات، بزيادة قيمة العقود أو حتى حرمان المنافسين من الفوز بصفقة قوية. لكن الوصول إلى الحافة يتسبب في ارتفاع سعر المنتج. إما أن يرضخ النادي أو يرحل اللاعب بلا مشكلات في نهاية الموسم. وساهمت الجائحة في ازدياد الأمور سوءا بالنسبة للأندية التي تقلص هامش المناورة لديها بشكل كبير خاصة وأنها تعاني اقتصاديا بالأساس ما يؤدي لعجزها عن سداد الرواتب الفلكية لبعض اللاعبين والشروط الجزائية علاوة على الصفقات الكبرى. هكذا يدخل عام 2021 حاملا إلى سوق الانتقالات الشتوية لاعبين من الطراز الثقيل، والأثمان الهائلة. ويتصدر ليونيل ميسي هذه القائمة حيث ينتهي عقده مع برشلونة في يونيو المقبل. لم يكن أي طرف يفكر قبل شهور في الحصول على خدماته. لكن هذا الفاكس غير كل شيء. كانت مسألة رحيل ميسي عن كامب نو فكرة لا تخطر على الأذهان. أما الآن فكل شيء قابل للحدوث. ستبدأ قصة طويلة حافلة حتى إعلان اللاعب قراره النهائي. يبرز النمساوي ديفيد ألابا أيضا ضمن دائرة الأهداف الكبرى التي يمكن تحقيقها الآن، على غرار الأرجنتينيين سرخيو أغويرو وأنخيل دي ماريا، الذين كانوا خارج الحسابات تماما بالنسبة للفرق الأخرى، لكن فكرة ارتدائهم لقمصان فرق أخرى باتت أكثر واقعية ومنطقية. كان ألابا أحد أهم الأعمدة الأساسية في بايرن ميونخ الذي وصله شابا ومنذ فترة طويلة. لكنه انضم إلى سرخيو راموس، لاعب ريال مدريد والذي ينتهي عقده مع الفريق الملكي في يونيو المقبل، في فئة المدافعين من قائمة المغادرين المحتملين. قاوم المدافع النمساوي جميع محاولات العملاق البافاري لإقناعه بالبقاء، وباتت كبرى فرق أوروبا تهرول للفوز بتوقيعه والحصول على خدماته. أما سرخيو أغويرو فسيكمل 10 أعوام مع مانشستر سيتي. وعانى المهاجم الارجنتيني في المواسم الأخيرة من تكرار جلوسه على دكة البدلاء وقد يرحل عن الأراضي البريطانية في الصيف المقبل. لذا ومع وصوله إلى عمر ال32 عاما، بات اللاعب يفكر في عقد آخر ضخم. وينطبق الموقف ذاته على مواطنه أنخيل دي ماريو، الأساسي في هذه الحالة مع كل فريق يدافع عن ألوانه. ونتيجة لتألقه المستمر، أولى باريس سان جيرمان ظهره لأي عروض تخص الجناح الأرجنتيني. كما أن وصول مواطنه ماوريسيو بوكيتينو قد تقنع اللاعب بالعدول عن فكرة الرحيل. وينتظر مسئولو باريس سان جيرمان الكثير من العمل، فإضافة إلى دي ماريا، تتبقى ستة أشهر فقط في عقدي كل من الألماني يوليان دراكسلر والإسباني خوان بيرنات. وسيتكرر الموقف عينه العام المقبل مع كيليان مبابي ونيمار. وينتظر لاعبون مخضرمون مثل الأوروغوائي إدينسون كافاني الذي انتقل لمدة عام إلى مانشستر يونايتد، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش مع ميلان، انتهاء يونيو المقبل. وهما خياران جيدان للغاية لأي فريق خصوصا في ظل ارتفاع أسعار اللاعبين. بالمثل، بدأ العد التنازلي بالنسبة للألمانيين جيروم بواتينغ مدافع بايرن ميونخ وشكودران مصطفي لاعب أرسنال الحالي. أما الحالة الأكثر لفتا للانتباه فهي مسعود أوزيل، أحد ألمع المواهب في كرة القدم العالمية الذي لم تعد الأنباء تتوارد حوله مؤخرا، ويبدو أن تواجده في لندن مسألة وقت. وفي فرنسا، يرفض الهولندي ممفيس ديباي تجديد عقده مع ليون بسبب سعي برشلونة وراء الحصول على خدماته، ويضع البرسا عينه أيضا على هولندي آخر هو جورجينو فينالدوم الذي ينتهي عقده مع ليفربول في يونيو المقبل. كذلك، يثير موقف الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما الاهتمام. فقد فشل الميلان في تمديد عقده. وهو ما قد يحمل أنباء جيدة لريال مدريد أحد أبرز الساعين وراء الظفر بالحارس الإيطالي الشاب. ويبرز راموس على رأس قائمة اللاعبين الإسبان في سوق الانتقالات. ولم يجدد قائد الميرينغي عقده مع الفريق ما فتح المجال أمام التكهنات حول وجهته المقبلة. أما وضع زميله لوكاس فاسكيز فقد تغير تماما. وبعد فترة من عدم اللعب أساسيا لوقت طويل، دخل اللاعب في حسابات مدربه زين الدين زيدان مجددا. كذلك، تنتهي علاقة ريكي بويغ مع البلوغرانا في 30 يونيو المقبل. ورغم موهبته الكبيرة وأسلوب لعبه المميز، لكن مستقبله لا يزال غامضا. واقترب الفريق الكتالوني بشدة من الحصول على خدمات إريك غارسيا الذي أوشك عقده مع مانشستر سيتي على الانتهاء، بعد أن ظل البرسا يتابعه لوقت طويل. بينما يبدو مستقبل خافي مارتينيز أقل وضوحا، حيث تنتهي علاقته ببايرن ميونخ، ونفس الشيء بالنسبة لخوان ماتا الذي بات أقرب لمغادرة أولد ترافورد.