ما معنى أن يختار الاتحاد الدولي (فيفا) من خلال برنامجه تاريخ وإحصائيات كرة القدم “IFFHS” مدافع الأسود ونجم نادي رين الفرنسي نايف أكرد ضمن تشكيلة مثالية لأفضل لاعبي القارة الافريقية لسنة 2020؟ أكيد أن هذا الإختيار من تقنيي أعلى هيئة كروية لم يأت مجاملة او صدفة او حتى مفاجأة. فمدافع الفتح الرباطي السابق وخريج مركز محمد السادس لكرة القدم، والمنتمي لسلالة كروية قنيطرية، استحق هذا الإختيار الذي هو ثمرة جهد وصبر من العمل والتعلم، وإصرار أيضا على تثبيت اسمه كلاعب يريد أن يقتفي أثر من سبقوه من النجوم المغاربة الذي نزحوا إلى الإحتراف الأوروبي من البطولة الوطنية، ومثال ذلك عميد الأسود السابق نور الدين نيبت المثل الأعلى للاعبين الطموحين الذين يريدون أن يكون لهم اسم يتداول ليسا محليا وقاريا فحسب، بل على المستوى الدولي. تواجد نايف أكرد يسرنا أكثر، لأننا كنا على وشك أن نفقد الأمل، بسبب تراجع مستوى اللاعبين المحليين الذين خرج بعضهم خلال السنوات القليلة الماضية للبحث عن موطىء قدم بأوروبا، لكن فشل جلهم في لفت الإنتباه. إبن سلالة أكرد، الذي استطاع أن يحيي الأمل الذي كاد أن يتلاشى، كان قد رحل الموسم الماضي إلى فريق عادي جدا وهو نادي ديجون، وتمكن من فرض اسمه داخل مجموعة هذا النادي الفرنسي الذي يمارس بالليغ1.. خاض معه 28 مباراة وسجل 4 أهداف، وبفضل تألقه وأسلوب لعبه الذكي لم يعمر معه ديجون سوى موسم واحد، ليصطاده نادي رين الذي دفع من أجله 4 مليار سنتيم، وهو الذي جاء لديجون من الفتح بمبلغ أقل من مليار سنتيم، ولم يحتج نايف أكرد لمساحة زمنية من أجل التأقلم مع رين أحد الأندية النشيطة ببطولة فرنسا، حتى فرض نفسه على مدرب النادي، وبات من القطع الأساسية في التشكيل الرسمي، بل أصبح من هدافيه بواقع 3 أهداف سجلها هذا الموسم بقميص رين، والنظر لمردوده الكبير في المباريات، فقد أثار اهتمام تقنيي الفيفا، ووضعوه ضمن نخبة من ألمع نجوم الكرة الأفريقية، ليكون بالتالي أفضل مثال للاعبين المحليين كي يستفيدوا من مسار نجم دفاع الأسود القادم.