• عشنا وضعا صعبا في الحجر وفخور بتجربتي مع أبها • المحمدي أكثر من صديق ومعه أقضي كل الأوقات عبر أمين عطوشي، مدافع أبها عن إعتزازه وفخره باللعب في البطولة السعودية، مؤكدا بأنها من أبرز البطولات العربية، ومشددا في حواره مع «المنتخب» عن استفادته من اللعب في الخليج العربي، بعد أن ترك الوداد ليلتحق بالظفرة الإماراتي، قبل الإلتحاق بالبطولة السعودية. مدافع الفريق الأحمر، عاد بالذاكرة للوراء منذ إنتقاله من البطولة الوطنية، لغاية بلوغه الخليج العربي، دون أن تفوته الفرصة للحديث عن الكيفية التي قضى بها الحجر الصحي بعد أزمة كورونا، في الوقت الذي غالب فيه صعاب الغربة عن الوطن، بالتواجد الدائم مع صديقه عبد العالي المحمدي. المنتخب: إخترت الإحتراف الخليجي بعد حضورك السابق في البطولة رفقة الوداد، لعبت مع الظفرة الإماراتي قبل أن تلحق بنادي أبها السعودي، كيف تقيم حضورك طيلة الفترة التي لعبت فيها بالخيلج، وهل أنت راض على ما تقدمه لحد الآن؟ عطوشي: الحمد لله أنا راض على مسيرتي، سواء في الفترة التي لعبت فيها مع الوداد، أو مع الظفرة الإماراتي وحاليا مع أبها السعودي، أظن بأني أسير في الإتجاه الصحيح، لأنني أحرص على تقديم أفضل ما أملك من إمكانيات رفقة كل ناد أحمل ألوانه. إنطلاقتي الحقيقية كانت بالمغرب رفقة الوداد، إكتسب كامل التجربة وصبرت كثيرا بعدما كنت أجلس إحتياطيا للعمراني ورابح، وبعدها جاء الفرج، ففي الفترة التي سنحت لي الفرصة للدفاع عن قميص الفريق الأحمر، أظهرت إستحقاقي للعب لفريق كبير، حتى أتيحت لي بعدها فرصة اللعب مع المنتخب المغربي، ثم الإحتراف في الإمارات، التي تركت فيها بصمتي مع الظفرة، قبل أن تتاح أمامي فرصة اللعب لنادي أبها السعودي. المنتخب: كيف وجدت البطولة السعودية مقارنة بالبطولة الإماراتية، وهل فعلا البطولة السعودية هي الأفضل عربيا؟ عطوشي: البطولة السعودية تختلف كثيرا عن البطولة الإماراتية، وهذا راجع بالأساس لقوة الأندية السعودية، ونظام المحترفين الأجانب الذين يتم الإستعانة بخدماتهم، حيث يسمح القانون بضم 7 لاعبين، ما يجعل الإيقاع مرتفعا. هناك أندية سعودية كبيرة، لها قاعدة جماهيرية تضاهي ما تتوفر عليه أندية أوروبية، ونتحدث هنا عن الهلال والنصر وأيضا الإتحاد، وأندية أخرى، ناهيك عن الإحتراف الحقيقي الذي دخلته السعودية التي جعلت من كرة القدم صناعة قائمة الذات، يهتم بها المسؤولون. المنتخب: تمارس ضمن نادي أبها رفقة مواطنك عبد العالي المحمدي، وما نلمسه في المغرب، أن الإعلام السعودي لا يسلط عليكما الضوء كثيرا، عكس ما كان عليه الحال عندما كنتما داخل أرض الوطن؟ عطوشي: هذا عادي، نحن نمارس ضمن نادي أبها، الذي لا يتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة كالهلال او النصر أو الإتحاد، لذلك الإعلام لا يهتم كثيرا بالفريق، وهذا الأمر جاري به العمل في مختلف بلدان العالم. الصحافة دائما ما تتابع كل كبيرة وصغيرة عن الأندية الكبيرة، ومنذ أن إلتحقت بنادي أبها، لم ألمس حضورا قويا للإعلام السعودي، لكن هذا الأمر لا يشكل لي مصدر قلق، لأن الأهم هو الحضور الجيد داخل الملعب، الذي يجعل أي متابع يحكم على المستوى الذي تقدمه. سبق لي وعشت داخل الوداد البيضاوي الضغط الإعلامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وحتى داخل الإمارات نادي الظفرة لم يكن فريقا يحظى بمتابعة خاصة، لذلك تعودت داخل أبها على العمل دون أن ألتفت لما قد يكتب عني في الصحف أو مختلف وسائل الإعلام. المنتخب: أكيد حضور مواطنك المحمدي معك داخل الفريق، يجعلك لا تشعر بالغربة وأنت بعيدا عن المغرب؟ عطوشي: بطبيعة الحال، خاصة وأن أبها توجد في الجنوب السعودي، وبعيدة عن المدن الكبرى، عكس ما كان عليه الحال عندما كنت في مدينة أبو ظبي أيام الظفرة، لكن تواجد عبد العالي المحمدي إلى جانبي ساعدني كثيرا للتأقلم جيدا مع الأجواء، ناهيك عن تواجد بعض المغاربة الذين يشتغلون في مهن مختلفة، نحاول أن نخلق معهم علاقة عائلية. المنتخب: في فترة الحجر الصحي، أكيد كانت معاناتكما كبيرة؟ عطوشي: بطبيعة الحال، فقد كان الدخول إلى البيوت إلزاميا على الساعة الثالثة، حيث مرت الأيام عصيبة، كنت أنتظر فيها قدوم العائلة، قبل إغلاق الأجواء، وما زاد الطين بلة هو عدم حصولنا على الضوء الأخضر من أجل السفر إلى المغرب، لذلك كنا مجبرين على التأقلم مع الوضع. كنا نطبخ لوحدنا، ومع تواجد بعض المغاربة الأصدقاء حاولنا خلق أجواء خاصة، لغاية مرور أصعب مرحلة، وإستئنافنا للتداريب الجماعية، وبعدها مواصلة البطولة بتركيز على المباريات، دون أن أنسى بأن تواجد لاعبين تونسيين وجزائريين معنا داخل الفريق جعلنا نعيش كعائلة واحدة، حيث يسود بيننا التفاهم. المنتخب: مددت عقدك مع نادي أبها لغاية 2022، كيف ترى مستقبلك في السعودية؟ عطوشي: أنا سعيد بالتواجد في البطولة السعودية، حتى ولو أني أتواجد في صفوف نادي أبها، الذي لا يضاهي الأندية الكبيرة هنا، إلا أنني مرتاح نفسيا وهذا ما يجعلني قادرا على بذل مجهود كبير في المباريات التي أخوضها بقميص هذا الفريق، الذي أتمنى الإستمرار معه لأطول مدة ممكنة. المنتخب: التفاوض على تمديد عقدك مع الفريق لم يكن صعبا، أليس كذلك؟ عطوشي: بطبيعة الحال لأنني أثق في مسؤولي الفريق كثيرا، الأهم أن أجواء العمل متوفرة داخل هذا النادي، الذي لا أنكر أنه يملك رئيسا يختلف عن باقي الرؤساء، لأنه يفي بكل الوعود التي يقدمها لللاعبين، إن قال لك سأمنحك 1000ريال سعودي، سيمنحها لك، وهذه الأشياء لا تجدها في مجموعة من المسؤولين عن الأندية، لذلك عندما سنحت أمامي الفرصة من أجل التمديد لم أتردد في القيام بذلك، بل دون التفكير كثيرا. المنتخب: هل يفكر أمين في إنهاء المشوار بالبطولة أو العودة إليها في حال عدم إستمرارك بالسعودية؟ عطوشي: أفكر في البقاء هنا قدر المستطاع، لأنني تأقلمت مع نمط وطريقة العيش، قد ألعب هنا ل3 سنوات المقبلة، وبعدها قد أعود للوداد البيضاوي، وفي الأخير هي مسألة أرزاق ليس أقل أو أكثر. عالم كرة القدم يشهد دوما تقلبات، وأكيد أن الأزمة التي خلفها وباء كورونا من ورائه ستربك العديد من الأندية، لذلك لا أحد يمكنه التنبؤ بالمستقبل، ومعرفة تطورات المرحلة المقبلة، الأهم أن نتواجد حاليا مع فريق أبها في مركز وسط الترتيب. المنتخب: هل تلتقي بالمحترفين المغاربة في السعودية؟ عطوشي: أبها تتواجد في الجنوب وجميع التنقلات يقوم بها الفريق عبر الطريق، لذلك من الصعب اللقاء بالمحترفين المغاربة في كل مناسبة، غير المباريات التي نتواجه فيها، لكن يبقى تواجد الحارس المحمدي معي أكبر نقطة إيجابية ساعدتني للتركيز بشكل جيد على حياتي المهنية. المنتخب: سبق وحضرت رفقة المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا بالغابون، لكنك غبت بعدها وتواريت عن الأنظار؟ عطوشي: سأكون صريحا معك، في تلك الفترة التي إلتحقت فيها بالمنتخب، كنت أبصم على مستوى جيد مع الوداد، لهذا وجدت مكاني في اللائحة التي سافرت للمشاركة في «الكان»، ولكي أكون واضحا أكثر، فالمنتخب المغربي دائما ما كان يضم لاعبين في المستوى يأتون من أوروبا، حيث يلعبون ضمن أندية كبيرة، وهذا الكلام لا ينقص أبدا من أبناء البطولة، وحديثي هنا بالضبط على قطب الدفاع الذي ألعب فيه. ليس من السهل علي أي لاعب ضمان التواجد ضمن المنتخب المغربي، دون أن يبذل مجهودا كبيرا في التداريب، ويتألق مع ناديه، وجميع اللاعبين الذين كانوا يتواجدون ضمن المنتخب المغربي، يستحقون حمل قميصه دون مزايدة على أي إسم كيفما كان، والدليل ما يقدمه كل فرد داخل فريقه والمستوى الذي يقدمه. المنتخب: العديد من المغاربة، ما زالوا يعتقدون أن اللعب في الخليج العربي شيء سهل، وبأن التألق هناك لا يتطلب بذل مجهود كبير، ما تعليقك؟ عطوشي: هذه فكرة لا أساس لها من الصحة، بل خاطئة، فالأندية في الخليج العربي أصبحت تضم محترفين درجة أولى، وأنديتها أصبحت تجلب لاعبين من أوروبا، وأمريكا اللاتينية بمقابل مادي كبيرة. الإستمرار في اللعب بالخليج العربي، يتطلب من اللاعب تقديم أداء جيد، لذلك ومنذ إلتحاقي بالظفرة الإماراتي، وحاليا مع نادي أبها السعودي، حرصت على بذل مجهود كبير، كي أكون في مستوى تطلعات مسؤولي الفريق الذين وضعوا في الثقة. والبطولة السعودية جد صعبة بالمقارنة مع باقي البطولات العربية، نظرا لحجم المنافسة المشتعلة داخلها، ومن يحكم على اللعب في الخليج، ما عليه سوى تجريب اللعب هنا في السعودية، وبعدها أترك له الحكم، للأسف هناك أشخاص يطلقون تصريحات غير مفهومة، ويحكمون على ناس طوروا منتوجهم الكروي كثيرا بالمقارنة مع ما كان عليه الحال في سنوات سابقة. "عموما لي قال أن الخليج ساهل يجي يلعب فيه".