يتصرف حكيم زياش (26 عاما) بعفوية كبيرة، لا يهمه الآخرون، إنه يفعل ما يمليه عليه ضميره وطبائعه، إنه يتصرف وفق شعوره فقط. عندما أجرت معه صحيفة "أد" الهولندية مقابلة صحفية خارج الملاعب، أكد أن الكثير من الشخصيات في كرة القدم زائفة! لكن زياش تحدث أيضا عن جوانب من حياته، تحدث عن شبابه، كما تحدث عن مبادئه وأحاسيسه التي يتعبرها بمثابة بوصلة في الحياة. الحديث مع زياش لبعض الوقت يقود إلى الكشف عن فلسفة الرجل، والمبادئ التي تتأسس عليها تصرفاته.
+الاهتمام بك وبتربيتك وتعليمك، كل هذا تم عن طريق إخوانك وأخواتك "والدتي قامت بعمل رائع، فجأة وجدت نفسها وحدها مع تسعة أطفال، أنا جئي من أسرة كبيرة، لدي أربعة أشقاء أكبر مني سنا، وأربع أخوات أكبر مني سنا كذلك، أنا أصغر أشقائي، جميعهم اعتنوا بي حق العناية. كان إخواني على الخصوص مشغولين للغاية معي، وعندما كنت في الرابعة عشرة من العمر تركت المنزل لألعب كرة القدم في هيرينفين، انتهى بي المطاف في أسرة حاضنة، لكن علاقتي مع عائلتي ظلت قريبة جدا. بالطبع لدينا جميعا حياتنا الخاصة، هكذا واقع الحال دائما. لدي الآن ستة عشر أبناء وبنات إخواني وأخواتي تتراوح أعمارهم من صفر إلى 15 عاما. لذلك نمت الأسرة بشكل كبير".
+من يكون العم حكيم؟ "الأطفال يشعرون بي كثيرا، هذا سيحيلني إلى ما تحدثنا عنه قبل قليل، النقاء والصفاء، بالنسبة للأطفال إنها الحقيقة الثابتة، البراءة، الأطفال هم دائما الأطفال. أبناء وبنات إخواني وأخواتي يأتون إليَّ في منزلي بأمستردام بانتظام، وأستمتع معهم حقا، ونقوم معا بأشياء مضحكة".
+تصرفك مع الأطفال ظهر واضحا من خلال تعبيرك لطفل ليل الفرنسي، لقد دعوته إلى أمستردام عندما اتضح أنه لم يتلق قميصك. "الرجل الذي قدم نفسه بعد المباراة على أنه والد الطفل، لم يكن كذلك. كان الأمر محزنا جدا، وكان علي أن أصحح هذا، فربطت الاتصال مع الطفل عبر "أنستغرام". وقد جاء إلى أمستردام مع والديه، وقمت بزيارته في أحد الفنادق، ودعوتهما إلى إحدى المباريات، وباالطبع أعطيت الطفل قميصي".
زياش لا يمكن أن يقوده أحد، ليس فقط في الملعب، ولكن خارج الملعب أيضا، وخصوصا إذا أثر فيه شيء ما سواء كان إيجابيا أم سلبيا. إنه لا يعرف أي تنازلات. هذا الأمر كان واضحا جدا في العام الماضي، عندما قاده قلبه الطيب ليتصرف على سجيته بمجرد أن سمع قصة اللاعب ليون دي كوغل. المهاجم الذي تورط في حادثة سير مروعة أثناء إجازة كان يقضيها في مالطا. الحادثة وضعت حدا لحياة اللاعب الكروية، كما أنه وجد نفسه متورطا في دعوى قضائية لأن سيارة الأجرة التي كان يستقلها لم يكن يشملها أي تأمين. زياش شاهد على التلفزيون لقطات لمباراة بين "يونغ ف.س أوتريخت" و"غو أياد إيغلز" مع تكريم للاعب دي كوغل. فتأثر كثيرا، واستولت اللقطات مع قصة اللاعب على عقله وتفكيره، وفي اليوم الموالي اتصل بدي كوغل، وأبلغه أنه سيكون مسؤولا عن جميع تكاليف إعادة التأهيل والمحاكمة. "لم أكن أعرفه شخصيا" يقول زياش، "لكن عرفت على الفور أنني يجب أن أساعده".
+لقد كشف دي كوغل أنك ساعدته "كان مصرا على ذلك، لم أكن أرغب في أن يعرف أحد بالأمر، لا أريد أي دعاية لأن ما فعلته فعلته لنفسي، وليس لأي أحد آخر، كما أنني لم أقصد من وراء ما فعلت تحقيق غرض ما. الآن بعد أن أصبح الأمر مكشوفا أريد أن أقول أن دي كوغل يعيد تأهيل نفسه بشكل جيد، ونحن على اتصال دائم".
+ لماذا أثر عليك هذا الحادث كثيرا؟ "شيء من هذا القبيل يمكن أن يحدث لأي شخص، بمن فيهم أنا، إذا كنت مثلي قادرا على فعل شيء ما فيجب عليك فعله.. شعورك وأحاسيسك ستدلك على الطريق.. كل ما فعلته وأفعله نابع من إحساس عميق".
+ كسؤال أخير.. ما رأيك في الصيف القادم وانتقالك لفريق جديد؟ "العالم الخارجي قلق بعض الشيء بشأني، ويتساءل عن الفريق الذي سألعب له.. لا شيء حدث حتى الآن، أنا صعب جدا، هذا الأمر أكرره باستمرار. إشبيلية (الإسباني) كان مهمتا بي في الصيف الماضي، لكن في نفس الوقت كان هناك مدير تقتي يريد أن يأخدني إلى روما (الإيطالي).. وروما قبل الموسم الماضي اتصل بي وكان يرغب في التعاقد معي، لكن فجأة قطع اتصاله بي دون أي خبر، كيف يريدونني أن ألعب معهم بعد الذي حدث؟.. لن أسمح بأي شيء ليؤثر علي، سأرى ما سيحدث في الصيف المقبل، حاليا أقضي وقتا ممتعا مع أجاكس، وأحب العيش في أمستردام.. وفي الصيف القادم سأرى ما سيحدث. وإذا لم يحدث شيئا فالحياة ستستمر.. هكذا أرى الأمور".